بقلم/ عبدربه منصور هادي-نائب رئيس الجمهورية-نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام -
في سفينة واحدة
نزور عدداً من المحافظات الجنوبية وذلك بهدف تفقد سير العمل في المرافق الحكومية ونشاطات المجالس المحلية التي أصبحت في ظل التخفيف من المركزية باتجاه إنهائها على مختلف المستويات والأطر..
وفي كل محطات زياراتنا-التي بدأت بمحافظة تعز- دشَّنا عدداً من المشاريع المهمة والإستراتيجية، وفي طليعتها الولوج في دراسة وتنفيذ مشروع تحلية المياه لمدينة تعز من ميناء المخا في البحر الأحمر، وذلك بالاتفاق المبدئي مع شركة الغامدي السعودية بكلفة استثمارية تتجاوز الثلاثة ملايين دولار، وهو المشروع الذي يعول عليه إنهاء واحدة من أعقد المشكلات المتمثلة بحاجة مدينة تعز وضواحيها للمياه، ما جعل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح يولي هذا الموضوع أهمية خاصة واستثنائية، موجهاً ببذل أقصى الجهود لإيجاد حل منطقي لهذه القضية..
ونتوقع أن يكون العامان القادمان مرحلة حاسمة بالنسبة لتنفيذ المشروع..
وفيما يتعلق بزياراتنا لمحافظات (عدن-لحج-أبين) فكان اتجاهنا ووفقاً للبرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئيس وتوجيهاته المستمرة لحل قضايا ومشاكل المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين ومتابعة هذا الموضوع عن كثب وتقديم كافة التسهيلات الإدارية والفنية اللازمة بما يضمن الحلول العلمية الصحيحة والقانونية، كلاً بحسب ملفه ووضعه، وبعيداً عن تفاصيل تركيبة الموضوع فهناك حقوق طبيعية ومكتسبة من الطبيعي أن تضمنها الدولة.
وأنا هنا لا أبالغ إذا ما أعلنت أن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح أول المهتمين والمتابعين لهذا المطلب الحقوقي.. وجاءت إجراءات وقوانين الخدمة المدنية مواربة ومختلفة من حين لآخر، ومن سنة لأخرى، الأمر الذي أحدث –وللأسف الشديد- ملابسات ووضعاً ضبابياً غير واضح بالصورة التي تمكن من اتخاذ الإجراءات العملية والطبيعية إزاء متطلبات الحقوق وصونها بالصورة المطلوبة.
واعتقد جازماً أن أي حصيف ومتابع منصف لا يغيب عن ذهنه ما عانته الدولة والحكومة منذ أحداث 1994م التي فرضت الحرب بالقوة نتيجة محاولة الانفصال بالقوة وما خلَّفته هذه المؤامرة عن الوطن ووحدته ونهجه الديمقراطي من خسائر بلغت حداً لا يطيقه بلد مثل بلدنا باقتصاده المتواضع، بل والمضعضع.. ما الذي لدينا؟! ما هو رأس مالنا؟!
الإنتاج النفطي رقم ضعيف بالكاد يغطي رواتب الموظفين من مختلف الشرائح والمؤسسات والوزارات.. والإنتاج الزراعي ليس حوله الاهتمام المطلوب وتطوراته لا تزال ضعيفة.. الثروة السمكية لا تزال دون المستوى المطلوب للاهتمام بهذه الثروة المتزايدة، وبالتالي إنتاج متدنٍّ، وفوق ذلك كله خرجنا من تلك المحنة عام 94م منتصرين لوحدة الشعب وإرادته.. أي نعم.
لكن الطريق وبكل أمانة زُرعت أشواكاً وحنظلاً بدءاً من الاعتداء على جزيرة حنيش، وما تلته من توترات حدودية وإقليمية، وبعدها ما صنعه المدعو أبو حمزة المصري.. وهكذا من الأولى إلى الثانية، ومن الخامسة إلى السادسة.. وأنا هنا أذكر فقط علَّ الذكرى تنفع المؤمنين.
والحديث اليوم حديث ذو شجون ليس خوفاً أو عجزاً من المؤتمر الشعبي العام الذي واجه سيل المؤامرات والمكايدات السياسية بكل أشكالها، لكنه تولَّى المسئولية بجدارة واقتدار وتحمَّل أمام جماهير الشعب المسئولية التاريخية واستطاع أن يجنب البلد الكثير من الأزمات الداخلية والخارجية، وقاد السفينة إلى بر الأمان.
وليس بخاف على أحد ما هية المشاكل التي اعترضت مسيرة العمل الوطني من أعمال التخريب والإرهاب المسيَّس بكل ألوانه وأشكاله، ولكن بعون الله وبحكمة الرئيس القائد استطعنا أن نتجاوز معضلات وعراقيل كانت أشد خطورة من نتائج حرب 1994م.
ولا نريد في هذه العجالة التعرض للتفاصيل التي قد لا يتوقعها إنسان عاقل.. وما زلنا اليوم في قيادة المؤتمر الشعبي العام وقواعده وأنصاره نتوق إلى ضرورة أن يستشعر الجميع في الأحزاب والقوى السياسية المسئولية الوطنية التاريخية وما يستوجب إزاءها من عمل جاد ومخلص للحفاظ على مكتسبات الوطن، باعتبارها ملكاً للجميع ومكاسب للشعب وليست محصورة بمسئولية المؤتمر الشعبي العام، والجميع في سفينة واحدة والقاسم المشترك هو تحقيق الأمان والرفاه لشعبنا اليمني بكل توجهاته السياسية وشرائحه الاجتماعية دون تمييز بين هذا أو ذاك.. مع تسجيلنا أسمى آيات التقدير والامتنان لكل من أسهم بروح إيجابية في خانة مصالح الوطن العليا..
*كلمة صحيفة الميثاق