المؤتمر نت-متابعات -
محاربة الإرهاب قضية يمنية قبل أن تكون أمريكية
أجرى راديو لندن لقاءً خاصاً مع الدكتور عبدالكريم الإرياني- المستشار السياسي للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الامين العام للمؤتمر الشعبي العام - أجراها معه المذيع في راديو لندن فؤاد عبدالرزاق – فيما يلي نصها:
د. عبدالكريم .. كيف تصف علاقة اليمن مع الوضع الجديد في العراق؟
- الحقيقة علاقة اليمن مع الوضع الجديد في العراق لا تختلف جذرياً عن علاقة عدد من الدول العربية؛ فمثلاً اليمن أيدت دخول ممثل مجلس الحكم المحلي إلى الجامعة العربية- وزير الخارجية العراقي- وفي نفس الوقت كان مجلس الحكم المحلي يقوم بزيارات إلى عدد من العواصم العربية، وجاءت إشارة إلى أن لديهم الرغبة أن يأتي وفد من المجلس لزيارة صنعاء، وتم الترحيب بهذه الزيارة، ولكن عاد ذلك الوفد كما أذكر من عمان للمشاركة في تشكيل الحكومة العراقية- خلال الصيف الماضي (التشكيل الحكومي) الأخير، وبالتالي يعني علاقة اليمن بمجلس الحكم العراقي الجديد في العراق لا يختلف جذرياً مع علاقة العديد من الدول العربية بهذا الوضع.
طيب على ذكر الدول العربية. دكتور عبدالكريم الإرياني.. هل أنتم راضون عن الموقف العربي بالنسبة للعراق- خاصة وأن كان هناك نوع من التذمر في الصفوف العراقية بالنسبة للموقف العربي إجمالاً تجاه الأوضاع في العراق،، ووصف بأنه نوع من السلبي أكثر منه إيجابي.. ليست هناك مشاركة في إعمار، أو تأهيل العراق. ليست هناك فَعَلة مع الدول الفاعلة التي تعمل الآن في العراق- مثل الولايات المتحدة، وبريطانيا؟
- الحقيقة- الموقف الذي بدأ سلبياً في تقديري- في بداية الوضع_ ليس سوى ضد المجلس بأشخاصه، أو الشعب العراقي. الإشكالية أعتقد كما هي بالنسبة لليمن السيادة الكاملة التي يجب أن تعود إلى الشعب العراقي، ويصبح الشعب العراقي متمتعاً بكامل سيادته، وهذا الموضوع محل بحث مع قوات الاحتلال. وفي نفس الوقت اعتقد كان هناك إحجام عربي عام عن المشاركة في قضايا تتعلق بحفظ الأمن، وغيره لأسباب لا تختلف عن الأسباب التي امتنعت عنها العديد من الدول الأوروبية، وهي شرعية الاحتلال صراحة.
هو امتناع سلبي يقصد به أنه إيجابي. هذا ما تريد أن تقول؟
- تستطيع أن تسميه كذلك كل الدول العربية، وخصوصاً الصغيرة، ودول العالم الثالث. ما جرى في العراق علامة خطيرة جدا ًلها أنه بالإمكان أن تأتي قوات لتحتل وتفرض وجود في غياب الشرعية الدولية والأمم المتحدة، وقراراتها.
التواجد العربي في العراق
طيب بالنسبة لعودة الطلبة اليمنيين إلى العراق، أو عدد من بعض الأطراف العربية إلى العراق. الآن ينظر إلى الوجود العربي في العراق على أنه معوق، أو على أنَّ هناك عناصر تندس وتمارس ما يسمى في الوقت الحالي بالإرهاب على المفهوم الأمريكي؟
- الواقع.. صحيح- العديد من الطلاب – العشرات من الطلاب اليمنيين عادوا من العراق قبل بداية الحرب، والآن عدد لا بأس به منهم عادوا إلى الجامعات العراقية لمواصلة دراستهم، وهناك دبلوماسي واحد تقريباً، وإداري، واثنين في سفارتنا في بغداد لمتابعة شئون اليمن، واليمنيين، وإلى حد ما يعني طبعاً العلاقة مع السلطات التنفيذية. يقال أن عدداً من مواطني الدول العربية هم وراء ما يجري في العراق. قد يكون هناك أفراد، لكن حقيقةً حجم العمليات- وباعتراف القيادة العسكرية في بغداد حجم العمليات لا يمكن أن يكون هؤلاء هم العناصر الفاعلة، والمنظمة ، والمخططة- إن وجدوا؛ فتجيير القضية إلى أن هناك تدخلاً خارجياً، ولّا عناصر عربية، ولاّ دول متواطئة لزعزعة الوضع في العراق.. الوضع في العراق غير مستقر بذاته أولاً وقبل كل شيء- وإن وجد من يتعاطف معه - وحسب ما أذكر إن القيادة الأمريكية قالت أنهم لا يتجاوزون خمسمائة، وربما هذا الرقم كان مبالغاً فيه.. كيف يمكن أن كل ما يحصل في العراق أتى من جهات خارج العراق؟ هذا الكلام غير منطقي على الإطلاق.
العـلاقـات اليمنيــة الأمريكيــة
* دكتور عبدالكريم.. ذكرت كلمة احتلال، وأحجمت عما يتردد بأنه مقاومة.. ما هو تصنيفكم لهذا الوضع العراقي سواء هذا أو ذاك؟
- والله حتى الأمريكان بيسموها مقاومة.. أيش نسميها.. أي احتلال لا بد أن يقاوم بما فيها من كلام، والآن نحن نسمع أصوات أمريكية على مستويات ثقافية، وصحفية، وأكاديمية.. فلن يخطوا بعض الخطوات التي تمت حتى تم احتلال العراق؛ فهناك مراجعة.. الرأي اليمني ثابت في هذا الأمر بأنه احتلال اليمن لا تؤيده من قبل أن يحدث وفي نفس الوقت بعد أن حدث. المطالبة بعودة الشرعية كاملة، وإنهاء الاحتلال بكل صورة وأشكاله. هذه مطالبة يمنية لا أعتقد أنها تتغير.
ألا يؤثر ذلك على حساسية الموقف بين اليمن، والولايات المتحدة الأمريكية – خاصة أن هناك الآن الإطار العام، وهو مكافحة الإرهاب، واليمن يبذل جهوداً في التعاون مع الجانب الأمريكي، خاصة بعد أحداث المدمرة "كول" وغيرها من أحداث وصفت بالإرهابية؟
- ليس هناك تناقض في الأمر لسببين: السبب الأول أن موقف اليمن كان معروفاً للحكومة البريطانية قبل أن تطلق رصاصة واحدة. هذا سيأتي بصيغة نعتبرها إحتلالية، ولن تجدوا منا أي تعاطف، أو تفاهم حتى لهذا الشيء.. الموقف ثابت قبل أن يحدث الاحتلال، وفي نفس الوقت هم يفهموا الموقف اليمني لم يأتوا في أي يوم يطالبوا بأي شكل من أشكال التعاون، أو المساعدة في الوضع القائم.. بينما مقاومة، أو محاربة الإرهاب والتعاون في تحقيق الأمن والاستقرار هي أولاً وقبل كل شيء قضية يمنية قبل أن تكون أمريكية. نحن لا نتعاون في محاربة الإرهاب في أفغانستان، أو باكستان هذا أمر يخص اليمن- سواء كانت الولايات المتحدة متعاونة مع اليمن، أم غير متعاونة.. القضايا الإرهابية أضرت باليمن، سنوات، قبل أن تضر الولايات المتحدة الأمريكية؛ فكيف يمكن أن يقال أن هذا لمجرد أن الولايات المتحدة أعلنت …
المذيع مقاطعاً: هناك نوع من الحساسية اليمنية تجاه ما تريده الولايات المتحدة من اليمن على وجه التحديد، وكذلك من بعض الدول العربية الأخرى، وقد سارع بعضها إلى إرضاء الجانب الأمريكي تحت مفهوم، ومسمى مكافحة الإرهاب؟
- نحن في قضية مكافحة الإرهاب من قبل 11 سبتمبر، وبالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية من حادثة "كول" وجاء في الـ"إف بي آي" وجاءت عشرات البعثات الأمريكية. فلم يأت الأمر إرضاءً للأمريكان بعد حدوث الحدث.. على العكس النشاط اليمني والعلاقة اليمنية الأمريكية تسبق حتى أحداث 11 سبتمبر، وهي مستمرة طبعاً .. الوتيرة ارتفعت بعد أحداث 11 سبتمبر هذا لا يمكن..
اليمن ومجلس التعاون
* دعني أنتقل إلى نقطة أخرى تتعلق بمجلس التعاون الخليجي، واليمن يسعى جاهدا ًإلى عضوية مجلس التعاون الخليجي، وحتى الآن لم تكتمل هذه العملية.الآن مجلس التعاون الخليجي سيعقد في هذا الشهر، والعراق هناك كلام انضمامه بصفة مرحلية، أو جزئية لمجلس التعاون الخليجي. فإذا أردنا هنا أن نعرف موقف اليمن بالضبط. هل أنتم راضون عن مستوى الاستقطاب من جانب دول التعاون الخليجي.
- الواقع معلوماتي أن أقصى ما يمكن أن يحدث في القمة الخليجية كما سمعنا، وقرأناه هو أن يعود العراق إلى المؤسسات التي كان فيها من قبل.. على سبيل المثال دورة الخليج الرياضية؛ ففي هذه الحالة اليمن الآن انضمت إلى أربع مؤسسات تابعة لمجلس التعاون الخليجي.. التعليم، والصحة، الشئون الاجتماعية، والشباب والرياضة، فليس هناك فرق كبير بين اليمن والعراق.. قضية القبول الكامل، والعضوية الكاملة في المجلس. الحقيقية آخر مرة كنت محتك بهذا الأمر، كانت الوعود قوية. إنن هذه خطوات ستتلوها خطوات؛ فهذه الخطوات بدأت منذ القمة السابقة. كما أذكر وُعدنا أنها ستتلوها خطوات.. لا توجد حساسية مطلقة، ولا تهافت مطلق.. اليمن بإمكاناته الذاتية، وقدراتها، ومصادرها، وبشرها جزءُُ لا يتجزأ من هذه المنطقة، وعاجلاً، أو آجلاً سوف تصبح..
المذيع مقاطعاً: أيهم أقرب إلى العضوية الكاملة؟ اليمن، أم العراق؟.. إذا كان هناك من يرى أن العراق أحق بهذه العضوية؟
- لا أدري .. أعتقد الوضع في العراق سيظل عائقاً للعضوية الكاملة، حتى يستقر بطريقة دستورية- قانونية-، ويثبت لدول ملجس التعاون أن العراق لم يقع في يد ديكتاتورية أخرى- إذا صح التعبير- وأنا لا أدري في الأفق بأن هناك ما يجعلهم يطمئنون إلى الدرجة التي يقولون فيها: تعالوا لعضوية كاملة . أعتقد ستأخذ سنوات للطرفين.