علي الشرجي* -
خذوا الحكمة من !!
خذوا الحكمة من !!
ليس المتقاعدون العسكريون وحدهم من تعرض بعض زملائهم لظلم وإجحاف نتيجة سوء فهم وتطبيق استراتيجية الأجور من قبل بعض المسؤولين هنا وهناك سواء كان ذلك بحسن نية أو غيرها.
كذلك ليس من حق أحد كائناً من كان أن ينصب نفسه وصياً على الوحدة اليمنية مهما كان شأنه ورتبته وراتبه.. مهما كان ظلمه ومظلمته، إذ لا تزر وازرة وزر أخرى، وما ضاع حق وراءه مطالب ما دام القضية أية قضية عادلة، وكل المسائل حلولها ممكنة، فمن ذا يدعي وصلاً بوحدة خالدة ووطن لكل الأحبة ويرضى بغيرها.. ألا كَبُر مقتاً أن نقول مالا نفعل أو نفعل مالا يريده الضمير والعقل والوجدان.
> في الحقيقة أن الواقع اليوم لا يحتمل المزيد من الأخطاء من كافة الأطراف اليمنية، والجميع معنيون بالوقوف أمام تحديات المرحلة بمسؤولية لا تنتهي عند حدود المصالح المشروعة وغير المشروعة ومعادلات الكسب والخسارة خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالقضايا الوطنية المصيرية التي لا تعفي أحداً أساء في حقها أو تقاعس أو ماطل في أداء فرائض الطاعة والولاء لها وموجبات الانتماء لقيمها النبيلة التي تنكر الذات والأنانية والولاءات الضيقة الممقوتة بكافة صورها وأشكالها وأطرها وفلسفاتها البليدة.
> لسنا مع انتقاص الحقوق المشروعة لكل صاحب حق، لكن الأبشع هو رد الفعل الأرعن الذي يدفع صاحبه لفعل أي شيء ودون اعتبار لأي شيء كمن يحاول -مثلاً- هدم الكعبة لمجرد اختلاف بين الحجيج أو لنقص في الماء والزاد فيختصر حياته بجرعة سم.
> إنه ضرب من الجنون أن ندين الوحدة اليمنية لمجرد أخطاء مسؤولين لا يعرفون من المسؤولية سوى اسمها، ومن الخطأ تركهم يعبثون بما أوكل إليهم من مهام وصلاحيات كأولئك الذين تسببوا في حرمان بعض المتقاعدين العسكريين من حقوقهم وهم الذين خدموا الوطن وذادوا عن كرامته ووحدته.
> وأنه السفه والخفة والطيش في ما أبداه بعض الحمقى من المتقاعدين العسكريين من تصرفات لا تليق بسمعتهم وبشرفهم العسكري الذي يفترض أن يردعهم عن فعل مخالفة الدستور والقانون والأعراف والتقاليد العسكرية التي تدين كل سلوك يدعو إلى التمرد على الثوابت الوطنية وإثارة النعرات الملعونة باستدعاء الماضي ونبش جهالاته أو بالتمترس خلف أوهام لا تنطلي على إبليس الذي جند نفسه للشر ومجابهة الخير والسلام في ربوع أرض الله الواسعة، وإبليس موجود بين ظهرانينا في أكثر من مكان وفي كل زمان.. فلنتعوذ بالله من كل شيطان رجيم.
> من جديد نطلق الأماني والتمنيات بأن لا يرى وطننا ووحدتنا مكروهاً.. ومن جديد نحذر من أعداء الوحدة الوطنية سواء بعض الذين يتصرفون باسمها أو أولئك الأدعياء الذين يذرفون دموع التماسيح ممن ينصبون أنفسهم أوصياء عليها أو على جزء من كينونتها.
وأمام الحالتين يجب أن يسبق سيف القانون صوت الفوضى وقلم الفساد.
ومخطئ من يعتقد أنه معصوم من الخطأ أو أن بمقدوره ركوب الزمن من تحت الرماد.
وخذوا الحكمة من عدسات الفضائيات يا أبناء اليمن الواحد الكبير.
وتذكروا أثابنا وأثابكم الله أن الوحدة ملك لكل اليمنيين وأن الوطن يتسع للجميع.