عبدالله الصعفاني * -
من أنت.. وماذا تفعل..؟؟
معارض أنت.. كلام جميل.. تريد أن تحارب الفساد وتفضح الأخطاء.. كلام حلو.. وبرأس ماله أيضاً.. تريد فضاء من الديمقراطية..؟ طموح مشروع.. أنت رئيس حزب أو أمين عام.. وسطي أنت أم قاعدي وتريد تصعيد خصومتك السياسية مع الحاكم.. ما المانع..؟؟.
تريد أن تبعده عن السلطة وتجلس مكانه..؟ حق ديمقراطي مشروع بنص الدستور وشهادة القانون وتفسيرات اللائحة.
* ولكن مهلاً..
ما علاقة كل هذه التوجهات بتسجيل مواقف عدائية فاضحة من الوحدة..؟.
يعني بلسان حال أهل الطرب.. إذا كنت مخاصم للبستاني إيش ذنب الورد.. لماذا تحاول أن تقطع الشجر وتعبث بالثمر..؟.
يا هؤلاء.. هل تعرفون جيداً ماذا تعني الوحدة بالنسبة للناس في هذه البلاد..؟
معناها أنه ليس كل شيء مباحاً في سوق السياسة.. ليس كل موقف قابلاً للتداول في دكاكين الأحزاب أو تجمعات الابتزاز..
* للكذب مجالاته.. وللمكايدة دهاليزها.. ثم للضحك على الذقون والرقص على الأوجاع منتدياتها حتى لا أقول "ملاهيها".
* ولهذا سينتظر بعض قادة الأحزاب تحقيق ما يخططون له دون طائل.. في العراء تحت الشمس.. سيرهقهم الحفر العشوائي.. فالقطار الذي غادر إلى الماضي لن يعود.. والحافلة المنتظرة من وراء الحدود هي الأخرى غير قابلة للاستخدام.. هي ببساطة بدون عجلات.. بدون أبواب.. بطاريتها فارغة ومحركها معطوب.. وخزانها فارغ من الوقود.. ستقولون لماذا.. وأقول نية بعض قادة المعارضة "خراب".
* وعذراً.. هذا الكلام غير افتراضي.. وإنما قراءة لتوجهات وطن ومزاج شعب.. هذا الكلام غير افتراضي بقدر ما هو قراءة لمواقف سياسيين لا يفهمون أن النفخ في بقايا فتنة صعدة أو التحريض على قطع طريق في لحج أو الإساءة إلى الوحدة.. كل ذلك ليس الراحلة المناسبة للإمساك بالسلطة.
* الكلام التنظيري سقط هناك.. في الماصورة الأم.. والإساءة إلى الوحدة عبث.. تهريج سياسي وفي أحسن الأهداف الخبيثة ليس أكثر من إثارة للفتنة.. الفتنة وحسب.. فهل في هذه الأهداف فكرة عاقلة.. أو طموح غير مجنون.. أم مجرد التماهي مع شعار الفوضى الخلاقة.
* التنظير يا أصحاب وحده لا يكفي .. هو فقط عبث.. والرقص على الأوجاع قد يثير زوبعة لكنه إلى زوال لأنه بدون عقل.. قابل للموت على خارطة الحقيقة.. حقيقة الوحدة.. فقط.. لأنه كان بدون عقل.. بدون حكمة لم يعترف بجغرافية الزمان والمكان..
* لا أريد أن أكرر حكاية أن الوحدة تعمدت بالأرواح.. فهذا تحصيل حاصل وقدر كل من يحقق إنجازاً أن يبذل روحه للدفاع عن هذا الإنجاز..
وهنا أستغرب من أن يشترك سياسيون على طاولة محدبة أو مقعرة أو يجتمع نفر في ديوان ويستمعون إلى كلمة عبر أسلاك الدفع المسبق ثم يقررون بالنيابة عن الشعب إعلان الوصاية..
* ليس في اليمن قضية شرقية أو غربية شمالية أو جنوبية.. ليس في اليمن مدينة أو قرية انفصالية.. الكل وحدوي والأصوات النشاز ليست أكثر من الاستثناء الذي يؤكد القاعدة.. الأحلام واحدة.. وكذلك الأوجاع.
* محافظ عدن من حجة.. وأمين العاصمة ضالعي.. وأمين عام المؤتمر حضرمي.. ورئيس الوزراء شبواني.. إب تحتل الصدارة.. وزير الداخلية من تعز.
والجميع من اليمن ويمثلون وطن الوحدة في كل مؤسسات الدولة.
وإن أردتم فصاحب هذه السطور مواطن من محافظة صنعاء يحب نادي التلال وحزين لسقوطه الكروي وكان يتمنى لو أن حسان خطف الدوري من أهلي صنعاء.. وليس الوصيف لا لشيء وإنما لأنه في البدء كان الوطن وما يزال وسيبقى.
* وحيث أن الشيء بالشيء يذكر هل تابعتم شيئاً من مهرجان صيف صنعاء.. أو تجليات مهرجان جدنا أسعد الكامل.. الوجوه .. الملابس.. اللغة.. الصلاة.. وحتى تفاصيل الدان والباله..
* وإذاً ما الذي يفعله البعض بالعزف على الأوتار المقطوعة.. أوتار الطائفة .. المنطقة .. المذهب.. ما هذه السكاكين الورقية.. ما هذا العبث بالأحبار والمايكرفونات.. ما هذا التسخين لـ"دوافير" الكلام التي تشغل الرئيس عن تنفيذ برنامجه وتشغل الشعب في التركيز على تحقيق مصالحه وتجعل كل فاسد يتستر وراء أن الأولوية هي لإخماد الفتن وفض الاشتباك بين ما هو حقوقي بسبب ترهل الإداريين وبين ما هو سياسي مدفوع الأجر.
*عن الثورة