امين الوائلي -
عُقدة نقص
هكذا تجري الأمور، ببساطة معقدة: الحزب الحاكم يدعو القوى السياسية ومعارضة المشترك الى تحديد موقف واضح من الاساءات الموجهة ضد الوحدة الوطنية.. ومن فورها القوى السياسية في المشترك، يتصدرها حزب الاصلاح، راحت تهاجم المؤتمر الشعبي العام وتستنكر »الهجوم الذي يتعرض له المشترك عبر اعلام الحزب الحاكم«!!
^ غير مفهوم هذا الرد بطريقة الهروب الى الأمام، وغير مفهوم هذا الربط الفنتازي وتفسير الدعوة بأنها »هجوم يتعرض له المشترك«.. ليس مهماً المفهوم وغير المفهوم، المهم هو أن الأحزاب لم تقل شيئاً ولم تحدد موقفاً من القضية محل الدعوة.
^ سعيد شمسان، رئيس سياسية حزب الشمس، انتفخ في إب.. وعوضاً عن الوحدة ذهب الرجل يجدد موقف أحزاب المشترك من قضية »تكتل أحزاب اللقاء المشترك«!! واعتبر أن دعوة المؤتمر الأحزاب والقوى السياسية الى تحديد موقف من الاساءات للوحدة الوطنية »هجوماً على المشترك« كونه -حد وصفه- »صار حقيقة في اليمن ومعارضة مسئولة«!!
^ لله درّ شمسان ودرّ حزب هو رئيس دائرته السياسية.. وعلى السياسة السلام والرحمة.
هل يعفي المشترك- كونه صار حقيقة في اليمن- من مسئولية تحديد موقف من اساءات صريحة وعفنة للوحدة الوطنية؟! وهل لأنه صار »معارضة مسئولة«، كما يقول كبير سياسيي الاصلاح، فهو في حلٍّ من مسئوليته تجاه الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي؟!
وأين يكمن الدليل العبقري على »معارضة مسئولة« هذه.. في تحول الخطاب عن قضية الوحدة الوطنية الى تمجيد المشترك والتغنّي بأحزابه مقابل تجاهل وطن بأكمله، وكأنه يجيئ في مرتبة أدنى من المشترك، وقد لا يجيئ بالمرة!! يعانون من عقدة نقص، فمايزالون يتمجدون ذواتهم في كل مناسبة.
^ ولا يمكن تصديق أن الرجل قرأ أو يقرأ شيئاً من صحف واعلام المشترك وحزبه »الاصلاح« تحديداً.. وإلاّ لما اقترف سقوطاً سياحياً كالذي جاء به، وهو يجعل القضية الأولى والهم الأكبر أمام أحزاب اللقاء المشترك هو التساقط في القول واختراع تحدٍّ دائم وأبدي يتمثل في »هجوم اعلام المؤتمر ضد أحزاب المشترك«.. وكأن المشترك صار حلف القواعد والخوالف -حقيقة في اليمن- يختزل اليمن فيه وعلى حجمه الذي لايكاد يُرى.
^ كل صحف ومطبوعات المشترك ومواقعه تحولت الى ساحة حرب وغرف عمليات مغلقة.. لم يعد هجوماً على المؤتمر بقدر ما أمسى تهجُّماً وتبذُّلاً واسفافاً واسرافاً في كل اتجاه.. بالمقارنة مع ذلك لاتكاد صحف المؤتمر تنتبه أو تتنبه الى شيء من ذلك، وكأنها ملزمة بأخلاقيات مهنة أهانها الآخرون، أو كأنها ملتزمة بالتهدئة الاعلامية التي نص عليها اتفاق مبادئ الحوار قبل أسابيع.. ذهب الحوار والمتحاورون وبقي اعلام المؤتمر »مطوبراً« وَحْدَهُ أمام السارية!!
^ متى وأين شهد اعلام المؤتمر هجوماً ضد المشترك، باستثناء خبر الدعوة الى تحديد موقف من الاساءات ضد الوحدة؟ وماذا يمكن القول عن حرب اعلام المشترك إذاً؟! وأهم من هذا وذاك: ما موقف المشترك من الاساءات للوحدة؟!
*عن الميثاق