حسين العواضي -
لعشاق التلال
حزنت كثيراً لهبوط فريق التلال لكرة القدم إلى الدرجة الثانية ، في موسم كروي أسوأ ما فيه هذا الهبوط وأجمل ما فيه فوز فريق حسان بالوصافة .
وأزعجني الصراخ والعويل الذي نشرته بعض الصحف ، معتبرة أنها كارثة عظيمة حلت بالنادي الكبير وقضت على تاريخه الناصع .
التلال يظل عميد الأندية اليمنية وهو تاريخ وبطولات .. ونجوم لا يضره أو ينقص من شأنه أن تهبط إحدى فرقه أو تخسر – لفترة – مقعدها في دوري الأضواء .
فهذه كبوة -فيها عبرة وتجديد للهمة والرياضة - لمن يدرك أعرافها ويحترم قيمها النبيلة – فوز وخسارة - .. صعود وهبوط بطولات وإخفاقات .
والتلال ليس أول نادي عريق يهبط فريقه فالمتابع الرياضي يجد قائمة طويلة بأندية عريقة عربية وقارية وعالمية هبطت مكرهة وعادت أكثر حيوية وقوة.
وليس اليوفينتوس – الإيطالي آخرها مع فارق أن التلال هبط – بشرف – دون أن يعكر أبناؤه بالتلاعب أو الغش أو التحايل لشراء النتائج لأن تاريخه أكبر من هذا السلوك المشين .
ولا يشرف التلال أن يصعد بقرار ، لأن في ذلك ما يدمر أخلاق المنافسة الرياضية ، ويسجل سابقة خطيرة تشوه نقاء اللعب الجميل .
ولا يحتاج عميد الجزيرة والخليج إلى قرار عودة ، يظل نقطة منه ومعايرة في تاريخه المرصع بالكؤوس والأوسمة .
والذين يحبونه عليهم أن يعالجوا جراحه ويدرسوا عوامل سقوطه ويرعوه لينهض ويحتل مكانته المرموقة فالدوري بلا تلال لا طعم له ولا لون .
وأمام التلال بطولة كبيرة يخوضها هذه الأيام بجدارة إذ صعد للأدوار المتقدمة لبطولة الكأس وهو مؤهل للفوز إن جمع صفوفه وتدارك أخطاءه .
وللمحبين المخلصين والأنصار والداعمين فإن التلال بحاجة إلى منشآت ومناشط تتناسب وعراقته واتساع قاعدته وزيادة أعضائه .
وبالتأكيد هو في غنى عن إشاعات الوهم التي تختلق التفسيرات الضيقة ويعتقد صناعها أن عودة فريق التلال يجب أن تتم بقرار وبأسرع مايمكن .
ويجب أن يعلم – قصار النظر – أن للتلال محبين ومشجعين في صنعاء ، وذمار كما له في عدن ، ولحج وأنهم ينتظرون عودته وبطولاته ليعلقون صور نجومه على أسوار المدارس وشرفات المنازل في حارة " الفليحي " بمدينة صنعاء القديمة .
* نقلا عن السياسية