نبيل الصوفي * -
النوبة يهتف في عدن والأحمر يجمع المشائخ في صنعاء.. المأزق!
ليس شيئا سيئا أن يجتمع في أفخم فنادق اليمن مئات اليمنيين المدججين بالسلاح والعصبية، طالما وهم ينشدون "الاندماج في العمل السياسي".
مثله ليس سيئا أن يرفع عدد من أركان "بعض" اليمن يوم كان لكل شطر دولة، شعارات مهما كانت قسوتها على البعض الآخر أو على الكل طالما وهم يعبرون عن "مظالم حقيقية".
لكنهما معا يدلان على مأزق الانتقال. يؤكدان أن القوى اليمنية حتى وهي تبشر بحاضر ومستقبل مختلف إنما تحن للأمس الذي كانت فيه شريكة، وهو مايعني أنها تعتقد أن التحالفات بالطريقة التي كانت ورغم أنها هي التي أوصلت اليمن للحالة التي يعترضون عليها هي القانون الذي علي اليمن أن تسير فيه.
من منطق مستقل أعتقد أن ذلك خطأ كبير. ومع أني لست واثقا من قدرة العلاقات بين التحالفات القديمة والجديدة على الصمود، فإني أرى أن الجميع يهرول لإيصال اليمن إلى ساحة نقيضة للأهداف والخطابات.
نعم ثمة سياسة مؤتمرية "مؤذية"، وثمة صراعات خفية بين متمايزي الرؤى داخل ماتسمى السلطة، ثمة أخطاء وخطايا.. غير أن الاصطفاف السياسي حول صراع "حاشد" القديمة و"حاشد" الجديدة، وبقايا الصراعات بين "الضالع" و"أبين"، لايقود إلا إلى تعميق ماظلت الحركة الوطنية تشكو منه لعشرات السنين.
إنه يمكن لناصر النوبة وكل رفاقه أن يقدموا خطابا مختلفا، ويمكن لحسين الأحمر أن ينشط حزبيا مثلما فعل شقيقه الأكبر "حميد"، إن كانوا فعلا يريدون الانتقال باليمن للغد.
مما يؤسف له إن الحركة الوطنية السياسية في اليمن ومنذ ثورة 1948م تخدم نقيض أهدافها، وتنتج "خلاف" طموحاتها. ومهما أحسن كل فريق في الدفاع عن ذاته فإن الجميع في النهاية يجدون أنفسهم عند نقاط البدايات. وأعان الله بسطاء هذه البلاد.
بن غانم
رحمك الله يافرج، ثلاث مرات هي كل مافي سجل تواصلنا. يمكن أن يقول هذا إنه "نزيه" للتعريض بالسلطة التي خرج من أكبر مناصبها التنفيذية، وذاك إنه "رزين" للتعريض بالخطاب المعارض الذي رفض المرحوم الإلتحاق بأي من مربعاته طيلة حياته.
الأهم أن فرج والجميع قد يبكون عليه، يموت ومنهجه في العمل لايزال غريبا عن كل مربعات المتخاصمين. ومعه يظل حلمنا بتطور البلد التي أوصى بأن يدفن فيها، ضعيفا.
اعتذار
الأسبوع الماضي وأنا أنقد افتتاحية صحيفة الصحوة الإصلاحية ذكرت اسم صاحب الامتياز، الأمين العام السابق للحزب الأستاذ "محمد اليدومي" كأحد احتمالات كتابات تلك الافتتاحية. تأكد لي أنه لم يكتبها. وتبين لي أن طريقة استخدامي لاسمه لم تكن "حذقة". فله كل الاعتذار، والخلاف محمول على اختلاف التقديرات في الرأي وليس على أي شيء آخر، فهو أستاذ قدير نكن له كل الاحترام.
*عن الوسط