يوسف القزاز -
على الدرب- ليظل اليمن سعيدا
الشعب الفلسطيني، لديه تقدير واحترام كبيران للأشقاء اليمنيين، كباقي الأشقاء في دنيا العرب الواسعة. واليمن كانت احدى الدول العربية الشقيقة التي استضافت على ارض وطنها قوات فلسطينية بعد الحرب الاسرائيلية على منظمة التحرير في لبنان عام 1982.
الرئيس الراحل ياسر عرفات قال حينها ان فلسطين هي الشطر الثالث من اليمن، اما وقد توحد اليمن الشمالي مع الجنوبي فان كثيرا من ابناء شعبنا يعتبرون بلادنا شطرا ثانيا من بلاد اليمن السعيد.
والرئيس اليمني المنتخب علي عبد الله صالح حريص دائما على العلاقات الداخلية الفلسطينية، في ايام الثورة وفي ايام السلطة الوطنية الان. وقيادتنا وشعبنا يكن كل الحرص على بقاء العلاقات اليمنية - اليمنية مثالا يحتذى لأية علاقات بين ابناء الوطن الواحد، وخاصة بعد الإنجاز التاريخي وهو تحقيق الوحدة بين شطري اليمن.
قبل يومين، قيل عن وساطة يمنية بشأن معاودة الحوار بين فتح وحماس. وشعبنا الفلسطيني رفض عبر نضاله الطويل الانصياع لاية قوة تحاول فرض اي موقف او قرار عليه، خاصة ان الطرف الساعي لهذا الحوار لا يؤمن الا بالانقلاب الدموي المسلح وتلقي التعليمات من الخارج مثلما اعترف واقر بذلك أكثر من مسؤول في حماس، ولا نظن ان اليمن الشقيق الخبير بشؤون النضال الوطني الفلسطيني يقبل ان تتطاول فئة انقلابية في غزة على منظمة التحرير وعلى المؤسسات الشرعية الفلسطينية، وبعد ذلك تطالب بالحوار مع السلطة عبر أكثر من وسيط، مثلما يرفض شعبنا ومعظم الشعب اليمني الحوار بين الحكومة اليمنية وعصابات الحوثي وهي تتلقى الأوامر من إرهابيي القاعدة.
قبل ثلاثة ايام، طالب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بعودة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل الانقلاب في غزة، كمقدمة لأي حوار. وكان المعنى السياسي لملاحظات الامير سعود ان الانقلابيين في غزة أطاحوا باتفاق مكة، ومن يضمن انهم لن يطيحوا بأي حوار جديد يسبب الإحراج للإخوة في اليمن.
رفض السلطة للحوار مع انقلابيي حماس مرده الى قناعة مفادها ان مسؤولي حماس ينفذون اجندة خارجية لتأسيس بؤرة متطرفة في المنطقة على غرار بؤرة الحوثي في اليمن
* عن (الحياة الجديدة)