الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:22 م
ابحث ابحث عن:
عربي ودولي
الأحد, 19-أغسطس-2007
المؤتمر نت -                              المؤتمرنت - متابعات -
«bbc»: لا نسعى لمجاراة العربية والجزيرة
مع استعدادات هيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) لإطلاق قناتين تلفزيونيتين جديدتين، عربية وفارسية، كان لا بد من معرفة كيف تجري الاستعدادات حاليا وكيف كان تأثير الأزمتين اللتين مرت بهما الهيئة مؤخرا، سيما وأن هذه المؤسسة تعتمد بشدة على سمعتها في الترويج لنفسها، والحديث هنا هو عن "فضيحة" الوثائقي الذي اعدته شركة انتاج تتعاون مع الهيئة عن ملكة البلاد، وقد تم عرض لقطات ترويجية له اظهرت الملكة اليزابيث الثانية وكأنها تخرج غاضبة من احدى جلسات التصوير، مما استدعى الـ"بي بي سي" للاعتذار والاعتراف بأن اللقطات تم "منتجتها" لجعل الأمر يبدو وكأن الملكة خرجت غاضبة فيما الأمر لم يكن كذلك. هناك أيضا قضية التلاعب التي تم الكشف عنها في نفس الفترة من الشهر الماضي بنتائج مسابقات تلفزيونية تستدعي اتصال المشاركين (ومن ضمنها برنامج الاطفال الشهير "بلو بيتر")، وتبين ان احد المنتجين قام باختيار فائز عشوائيا، الأمر الذي يعد نوعا من التلاعب بمصداقية المسابقة.

ويأتي كل هذا بعد نحو 3 سنوات على "الفضيحة" التي قد تعد الأكبر في تاريخ الـ"بي. بي. سي"، وهي تلك المتعلقة بحربها التي دارت مع الحكومة التي اتهمتها الهيئة البريطانية بتضخيم متعمد لمعلومات استخباراتية حول اسلحة الدمار الشامل العراقية، بناء على تقرير اعده الصحافي آندرو غيليغان.

وجاءت "الضربة" حينها للـ"بي.بي.سي" عندما برأ تقرير القاضي البريطاني اللورد برايان هاتون الحكومة بشأن تهم «التضخيم» فيما تضمن انتقادات لهيئة الاذاعة البريطانية «بي. بي. سي» ادت الى استقالة رئيس مجلس ادارتها غافين ديفيز، والصحافي غيليغان. وكان هاتون كلف اعداد هذا التقرير للتحقيق في ملابسات وفاة خبير الأسلحة وموظف وزارة الدفاع البريطانية، د. ديفيد كيلي، الذي يعتقد انه انتحر بعدما تم اكتشاف انه المصدر الاساسي للتقرير الذي بثته "بي. بي. سي"، وفيما يلي نص الحوار الذي أجري في لندن مع ريتشارد سامبروك، مدير قطاع الأخبار الدولية في الـ"بي. بي. سي": > كنت آمل بدء هذا الحوار من زاوية أخرى، ولكن الأحداث الأخيرة التي مرت بها الـ "بي. بي. سي" تحتم أن أسألك ان كنت تعتقد أن الناس لا يزالون يثقون بمؤسستكم، وأنا اتحدث هنا عن فضيحتي "وثائقي الملكة" والتلاعب ببرامج المسابقات الأخيرتين، خصوصا انهما جاءا بعد سنوات قليلة من قضية تقرير "هاتون" الخاص بحرب العراق؟ ـ بالتأكيد يمكنهم الوثوق بالـ"بي. بي. سي"، واعتقد انه من الضروري عدم الربط بين عدة أمور مختلفة والاعتقاد بأنها الأمر ذاته، لأن الأمر ليس كذلك.

وما يحصل حاليا في قطاع البث التلفزيوني البريطاني، وليس فقط في الـ"بي. بي. سي"، يعد مستوى جديدا من الشفافية والمحاسبة مما كشف عن عدة أمور، وفي بعض الحالات هناك قضايا متعلقة بخداع الناس ماليا، ولكن في الـ"بي بي سي" فلم يتبين انه تم اخذ اموال بطريقة خاطئة، وعلى سياق آخر تم الكشف عن قرارات غير موفقة من قبل بعض منتجينا الذين حاولوا تحسين برامجهم او ابقاءها على الهواء، وانهم قاموا بتضليل المشاهدين حول ما اذا كان المتصل بالبرنامج حقيقيا ام لا، وهذا خطأ لا يجب ان يحصل بجميع الاحوال، ولكنه حدث في اطار قلق خلال بث برنامج على الهواء. وعلينا ان نرى لماذا يشعر هؤلاء المنتجون بهذا الضغط والتوضيح لهم انه ليس بامكانهم التصرف بهذا الشكل المموه مهما كانت الضغوط. وأخيرا، تسببت الاحداث الأخيرة بفتح النقاش حول الانتاج التلفزيوني بشكل عام، وواقع ان التلفزيون كما في افلام السينما تتم فيه عملية المونتاج بشكل يجعله ذا تأثير أفضل، وأحيانا اللقطات الترويجية (المعروفة بالانجليزية بـ"تريلير") يتم منتجتها بشكل مختلف عن الوثائقيات.

وانا أعتقد انه في 99% من الحالات لا خطأ في ذلك، ولكن الجدل الآن هو حول ما اذا كان الأمر يتطلب منا ان نكون اكثر انفتاحا مع الناس ليفهموا أكثر ما الذي يشاهدونه وكيف تتم عملية الانتاج التلفزيوني. > ولكن التلفزيون مختلف جدا عن السينما، فافلام السينما خيالية بجميع الاحوال فيما نحن نتحدث عن الوثائقيات والتقارير الاخبارية، اليس كذلك؟ ـ أنا اتحدث عن تقنيات الانتاج فيما يخص التعامل مع الصور، فمثلا في المقابلات التلفزيونية يتم اخذ صورة للصحافي خلال الحوار ومن ثم يتم اقحامها خلال حديث الضيف ليبدو الصحافي مستمعا او لاقحام سؤال له، وفي غالب الاحيان يتم اخذ هذه اللقطات في وقت مختلف عن الحوار الفعلي، فهل يعتبر ذلك خداعا للجمهور؟ الجواب هو لا، والخيار الآخر هو اخذ كاميرتين او ثلاث الى المقابلة مما سيترتب عليه مضاعفة تكاليفك، مما لا يناسب مكانتنا كمؤسسة ممولة من العموم وليس استخداما سليما لاموالنا، وعلى المشاهدين تفهم انه هناك امور "يجوز" عملها من ناحية اخراجية. ثانيا، انا لا ادافع عن اللقطات الترويجية التي سبقت وثائقي الملكة، من الواضح انه وقع خطأ بين الـ"بي بي سي" وشركة الانتاج المستقلة التي تتعامل معها، ولكن اللقطات الترويجية تمنتج احيانا بشكل يظهر افضل ما في المحتوى وهي ليست مطابقة للوثائقي نفسه.. لذلك الناس يجب ان تفهم ان الهدف منها هو الترويج، وما يجب الحكم عليه هو الوثائقي نفسه.

> دعني استغل الفرصة للعودة الى تقرير "هاتون" وقضية الصحافي اندرو غيليغان، انت كنت جزءا من الفريق الاداري حينها، فكيف كانت تلك التجربة وما هي الدروس المستفادة منها؟ ـ انطباعي هو ان اندرو غيليغان كان مهملا بعض الشيء وكان يجب ان تكون ملاحظاته افضل.. واكثر انضباطا كصحافي، ولكن القصة كانت صحيحة نوعا ما. وقد قامت الحكومة بمهاجمة مصداقية واستقلالية الـ"بي بي سي" مما حتم علينا المقاومة، ووصلنا الى ظرف كانت الحكومة تدافع فيه عن مصداقيتها ونحن كنا ندافع عن استقلاليتنا وهو امر اساسي لنا، كانت مرحلة مليئة بالضغوطات والصعوبات، خصوصا مع انتحار (خبير الاسلحة البيولوجية والموظف في وزارة الدفاع البريطانية) ديفيد كيلي وصدور تقرير "هاتون" الذي كان منتقدا لنا، ونحن اعتبرنا انه لم يكن متوازنا بالشكل الذي كان ينبغي ان يكون عليه. وما اقوله هو انه للحصول على صورة منصفة يجب علينا قراءة تقرير "باتلر" كذلك (الذي تطرق الى المعلومات الاستخباراتية التي سبقت الحرب حول اسلحة الدمار الشامل العراقية). وباستعادة ما جرى، ارى انها سلسلة من الأحداث المؤسفة سيما وأن شخصا قد مات، وبات واضحا فيما بعد ان الحكومة اساءت استخدام المعلومات الاستخباراتية، ولديك عدة تقارير تشير الى نفس هذه المعلومة. القصة كانت صحيحة بشكل عام، وكان علينا ان ندافع عن انفسنا، وحدثت هذه الضجة وكان على رئيس مجلس ادارتنا التقاعد. > ولكنكم لماذا لم تقيموا حملة بعد أن تبين الواقع في العراق قائلين انكم كنتم على حق في نهاية الأمر؟

ـ ليس من ضمن سياسات الـ"بي بي سي" ان نفعل ذلك، نحن لسنا جهة مروجة، نتحدث دائما عن الحيادية التي تميزنا ويجب ان نعني ما نقول. نحن نضع الحقائق امام الناس ونتركهم ليصلوا الى الاستنتاجات بانفسهم، وأحد الأمور التي تميزنا في الـ"بي بي سي" هو اننا لا نقول للناس كيف يجب ان يفكروا. > حتى عندما تكون اصابع الاتهام موجهة اليكم؟ ـ خصوصا عندما يكون الأمر كذلك، فعندها تكون قيمنا في موضع اختبار. لذلك فخلال تلك الفترة، قلت لصحافيينا ان يكونوا قاسين علي وعلى ادارة الـ"بي بي سي" بنفس الشكل الذي هم عليه مع الآخرين. وقد طلبت من برنامج "بانوراما" اعداد حلقة عن القضية في ذلك الوقت، وقلت لهم انني لن اتدخل في أي أمر تحريري، ومجددا إنني أريدهم أن يكونوا بنفس قسوتهم المعهودة علي ان لم يكن أقسى، لأننا بذلك نبرهن عن مدى استقلاليتنا ونعطي الناس سببا ليثقوا بنا اكثر. > حسنا، الحديث عن السمعة مهم وانتم تعتزمون اطلاق قناتين تلفزيونيتين عربية وفارسية قريبا... بالمناسبة كيف تسير الأمور في هذين المشروعين، هل من موعد محدد بعد لانطلاقهما؟ ـ لن نلتزم بموعد نهائي بعد، ولكن التلفزيون العربي سيدشن هذه السنة، وسيكون البث مبدئيا لـ 12 ساعة في اليوم ومن ثم ننتقل الى 24 ساعة عندما نستطيع الحصول على تمويل كامل. أما بالنسبة للتلفزيون الفارسي، فسينطلق في النصف الأول من العام المقبل، وسيبدأ بـ 8 ساعات بث. > ماذا عن الانطباع الذي لدى كثير من الناس في العالم العربي حول الاعلام الغربي، وانا لا اتحدث عن الـ"بي بي سي" وحدها، لكن الكثيرين لا يثقون بأي جهة اعلامية غربية؟ ـ حسنا، لقد تحدثنا للتو عن ازمة تقرير"هاتون"، وهذا يدل على مدى استقلالنا عن الحكومة، ولا مجال للشك في ذلك والـ"بي بي سي" معروفة بحصول مواجهات كهذه مع الحكومة كل 10 أو 15 سنة. أما فيما يخص الخدمة العربية نفسها، فإن المشاهدين هم من سيقررون، لدينا ماركة قوية في منطقة الشرق الاوسط بحكم البث الاذاعي العربي الذي يعود للثلاثينات من القرن الماضي، ولدينا كذلك الموقع الذي نطوره باستمرار. من جهة ثانية تظهر ابحاثنا بأن التلفزيون سيكون له متابعة، وأشير هنا الى انني لا اتوقع مجاراة "العربية" و"الجزيرة"، هناك من يقول لك اننا ذاهبون للتفوق عليهم ("العربية" و"الجزيرة")، لكن انا لا ادعي ذلك، فنحن محطة دولية واجنبية في المنطقة وعلينا ان نفهم انه لن يمكننا مجاراتهم لجهة الانتشار وحصة المشاهدين، وما اسعى اليه هو ان نكون من القنوات الثلاث التي يلجأ اليها المشاهد لمعرفة ماذا يجري، وان نقدم خدمة قوية ومفيدة للناس في المنطقة. > ولكن هناك تجارب مماثلة عدة لم تكن ناجحة، او بحجم النجاح الذي كان متوقعا، ماذا عن اداء "الحرة" الاميركية، والخدمة العربية بـ"فرنسا 24" و"روسيا اليوم"، الا يعتبر ذلك مؤشرا على امر ما؟ ـ هذا يظهر كم باتت المنطقة مهمة بالنسبة لهيئات البث الدولية، نحن نمر بمرحلة لا سابق لها فيما يخص التنافس على البث الدولي. واعتقد ان ما يميزنا هو انه فيما "الحرة" تريد نقل الأحداث من وجهة نظر أميركية و"فرنسا 24" تعتزم فعل الأمر نفسه من وجهة نظر فرنسية، فإن الـ"بي.بي.سي" لا تريد نقل وجهة النظر البريطانية. دائما ما قلنا اننا مستقلون ومحايدون، صحيح أننا هيئة بث "بريطانية" وحتما سيكون هناك نكهة بريطانية في عملنا، ولكننا دائما ما سعينا الى ان نعطي وجهة نظر دولية، وليس وجهة نظر "بريطانية". وفي النهاية فلننتظر ونرى ماذا يحصل عندما تنطلق القناة. > حسنا، نعلم ان هناك مكاتب يتم تجهيزها للتلفزيون العربي في مختلف البلدان، ولكن ماذا عن الخدمة الفارسية، هل ستبث بدون مكتب في إيران؟ ـ ستكون لدينا مواردنا على الأرض للخدمة الفارسية في إيران. > والحكومة الإيرانية موافقة على ذلك؟ - حتى الآن نعم. > ماذا تعني بـ"موارد على الارض"، مكتب أم مراسلين أم متعاونين؟ ـ تعتزم البي بي سي الحصول على المحتوى لقناتها الفارسية المخطط لها من إيران، أما تفاصيل ما الذي سنحتاجه تحديدا فسيتم البت فيه العام المقبل مع المضي قدما في المشروع. > فلنعد الى الخدمة العربية، هناك انتقادات للاذاعة العربية الموجودة حاليا ومزاعم كتلك التي نشرت في مقال بالنيويورك تايمز مؤخرا على كونها مختلفة تماما عن المعايير المتبعة في الـ"بي بي سي" الأم، وانها كانت منحازة مثلا الى "حزب الله" خلال الحرب الأخيرة في لبنان، فكم تراقبون محتوى الاذاعة العربية وكم هي قريبة للمعايير المتبعة في الـ"بي بي سي" الأم؟ ـ بالتأكيد تتم مراقبتها ومراجعتها باستمرار، وبالمناسبة انا لا اقبل بهذه الانتقادات ولم اقبل بالانتقادات الواردة في الـ"نيويورك تايمز" والتي كتبها شخص منحاز لاسرائيل. وقد ارسلنا ردنا الى الصحيفة ولكنه لم يحصل على نفس الصدى للمقال نفسه. كذلك، ارفض اعتبار انَّا كنا موالين لـ"حزب الله"، لم نكن كذلك وانما كنا كما نحن دائما: نعطي فرصة للجميع ونوفر اصوات الجميع وكافة وجهات النظر. وربما لأننا نفعل ذلك اكثر من وسائل اعلام غربية اخرى، فإن ذلك يدفع بعض الناس الى ان يفكروا بهذه الطريقة ضدنا. وبالعودة لقضية الاستقلالية والحياد، ولأننا نعني ما نقول، فلن يكون لدينا اصوات داعمة لاسرائيل ولـ"حزب الله"، ولكن لكليهما... اضافة الى اصوات اخرى كذلك. > حسنا، هناك كثير من الانتقادات لجهة التوظيف في الإذاعة العربية، وهناك من يقول ان الجنسية المصرية مسيطرة رغم وجود صحافيين من جنسيات أخرى، كنت قد اعددت قصة حول هذا الموضوع سابقا وكان التعليق الذي حصلت عليه من القائمين عليها في هذا السياق بأن مؤسستكم ضد التمييز في التوظيف، ولكن في نفس الوقت من البديهي أن تكون الغالبية مصرية في أي مؤسسة اعلامية عربية، لأن "مصر هي أكبر بلد عربي، وبها أكبر عدد من المتعلمين والكم الأكبر من التجارب الاعلامية وتحوي عددا كبيرا من المتحدثين بالانجليزية"، لماذا اذن لا تطلقون على الخدمة "بي بي سي المصرية" بدلا من "بي بي سي العربية"؟ ـ لأنها ليست "بي بي سي – مصر"، انها "بي بي سي العربية"... وهناك أناس كما ذكرت من جنسيات اخرى. من جهة ثانية، فلا فكرة لدي ولا اريد ان أعرف ما هو عدد الموظفين من كل جنسية، ربما يكون ما تقوله صحيحا، لا أعلم... ولكن ما اعلمه هو أنّ عملية التوظيف لدينا ليست مدارة من قبل الخدمة العربية فلدينا نظام مستقل، وهو يخضع لرقابة تامة لجهة الاعلان عن الوظائف وعملية الانتقاء، واختبارات القبول المكتوبة تتم بعد ان يتم اخفاء اسماء المتقدمين، وهناك مجلس خاص يشرف على عملية التوظيف، لذلك فعملية انتقاء الموظفين لدينا صارمة ومحترفة، وذلك لمنع حدوث مثل هذه الاشياء التي تتحدث عنها، وأعتقد أن الناس يحاولون ايجاد نظريات المؤامرة وحسب، وانا لا أؤمن بنظريات المؤامرة. > إذن أين هم الصحافيون الخليجيون، الأردنيون، هل هناك نجم خليجي واحد نستطيع تسميته في الـ"بي بي سي" العربية؟ ـ ربما تعرف العاملين في الخدمة العربية اكثر مني، كل ما اقوله هو ان هناك اجراءات صارمة لمنع سيطرة جنسية معينة، ولا أؤمن ان هناك سيطرة من قبل أي جهة واقعة فعلا. وبالمناسبة، فهناك مثلا الاسرائيليون الذين يسألوننا دائما عن "خلفيات" الناس الذين يعملون في خدمتنا العربية، وعن ما درسوه في سنوات الجامعة وكيف يؤثر ذلك على صحافتنا، في النهاية لا بد من دفع ذلك جانبا ومحاسبتنا على ما نبثه وحسب. اما في أي جامعة درس أحد صحافيينا، وماذا فعل بحياته ومن تزوج... فهذا ليس من اختصاص أي احد، وما يهم هو حيادنا واستقلاليتنا في التغطية، هذا ما يجب تقييمنا بشأنه. > هناك نقطة انتقاد لكم انكم اغلقتم 10 من خدماتكم لاوروبا الشرقية كي تتمكنوا من تمويل القناة التلفزيونية العربية، وهناك انكم فعلتم ذلك فيما الديمقراطية لا تزال جديدة و"طرية" في اوروبا الشرقية.. هل كان من طريقة اخرى لتفادي هذا الأمر؟ ـ لا... سيكون الأمر رائعا لو لدينا اموال بلا حدود، ولكن لدينا ميزانية محددة وعلينا اتخاذ قرارات صعبة. كان علينا اعادة تقييم اولوياتنا مطولا، فمنطقة الشرق الأوسط مهمة والتلفزيون بات وسيلة اساسية للوصول اليها، وتضمنت عملية اعادة التقييم أمورا مثل الحجم، العوامل الجيوـسياسية، مدى القدرة على الوصول الى المعلومات بحرية في المنطقة المعنية. وكانت النتيجة أن دول اوروبا الشرقية خرجت بعيدا عن هذه العوامل، فكثير منها بات جزءا من الاتحاد الاوروبي، وفي كثير منها بات الحصول على المعلومات المستقلة بحرية ممكنا، لذلك كان علينا تنفيذ القرار الصعب، اغلقنا 10 من هذه القنوات لتمويل التلفزيون العربي. > لكن ألا تعتقد ان ذلك يجعل الـ"بي بي سي" تبدو كأداة في يد السياسة الخارجية البريطانية بشكل أكبر، أنت كأنك تقول الآن "انجزت المهمة" في اوروبا الشرقية والآن "جاء دور" منطقة الشرق الأوسط؟ ـ ليس كذلك، لو ان حرب البلقان لا تزال مشتعلة لما اوقفنا تلك الخدمات. لا احد يستطيع ان يقول ان منطقة الشرق الاوسط ليست في عين العاصفة الدولية حاليا، هناك العراق وافغانستان والقضية الفلسطينية، لذلك يجب ان نواصل وجودنا وتأثيرنا في هذه المنطقة. أما بولندا ودول اوروبا الشرقية فلم تعد بتلك الاهمية، وليس الامر متعلقا بالسياسة الخارجية البريطانية، وانما بحقيقة أن العالم قد تغير. وبخصوص الناس الذين يتهموننا بأننا جزء من السياسة الخارجية البريطانية، اقول لهم ان استقلالنا مضمون ومكتوب كجزء من الاسس التي انطلقت بموجبها خدمات الـ"بي بي سي" الدولية، واحيانا كثيرة نصطدم بالحكومة البريطانية وهناك امثلة عدة لإثبات ذلك.

* سيرة ذاتية

* ريتشارد سامبروك

* ريتشارد سامبروك هو مدير قسم الأخبار الدولية في هيئة الاذاعة البريطانية، وهو بالتالي مسؤول عن قيادة استراتيجية الأخبار الدولية في الـ"بي. بي. سي" عبر الاذاعة والتلفزيون والإعلام الجديد. سامبروك عضو في مجلس الصحافة بالهيئة، ويعنى القسم الذي يشرف عليه بخدمات بي بي سي الاذاعية العالمية، والتلفزيون الدولي، ووحدة الرصد، وخدمات بي بي سي الاخبارية على الانترنت. عمل سابقا كمدير لـ"بي بي سي نيوز" في الفترة من 2001 الى 2004، كما عمل مديرا بالانابة لقسم الرياضة من ابريل الى اكتوبر 2000. وكان سامبروك قد التحق بالـ"بي. بي. سي" عام 1980 وتدرج في مناصب مختلفة فيها، وقبل ذلك ، كان متدرباً صحافياً مع شركة "طومسون" بين عامي 1977 و1980. سامبروك ولد في منطقة كانتربري في ابريل 1956، وهو حاصل على بكالوريوس في اللغة الانجليزية من جامعة "ريدينغ"، وماجستير في العلوم السياسية من كلية بيركبيك، جامعة لندن. ريتشارد متزوج وله طفلان. الشرق الاوسط




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر