المؤتمرنت - غزة .. فريسة الظلام والجوع والقتل غزة .. فريسة الظلام والجوع والقتل
فيما تتبادل حكومة إسماعيل هنية المقالة والمسيطرة على قطاع غزة الاتهامات مع حكومة تصريف الأعمال التي شكلها الرئيس محمود عباس برئاسة سلام فياض حول التسبب بتوقف عمل محطة كهرباء في غزة أقدمت إسرائيل على ارتكاب مجزرة راح ضحيتها ستة شهداء عن كتائب القسام (حماس) شرق مخيم البريج جنوب مدينة غزة، وذلك بعد منعها في وقت سابق أمس دخول عدد من الشاحنات المحملة بالطحين الأمر الذي من شأنه وضع قطاع غزة على شفير كارثة عنوانها الظلام.. والجوع.. والقتل.
أفاد مسؤول صحي وشهود عيان فلسطينيون ان ستة ناشطين من حماس استشهدوا في قصف إسرائيلي على سيارة كانوا يستقلونها في شرق مخيم البريج جنوب مدينة غزة. وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الإسعاف في وزارة الصحة 'استشهد ستة شبان وأصيب شاب آخر بجروح خطرة في غارة نفذتها قوات الاحتلال' وأضاف ان الشهداء 'الذين تمزقت أجسادهم إلى أشلاء بفعل القصف' والجريح نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح في وسط القطاع.
وذكر الطبيب حسنين ان الشهداء هم 'عبدالخالق الحلو وعلي بارود ومحمد إبراهيم القريناوي وأحمد علي القريناوي ومحمد أبوعرب وإسماعيل أبوعيادة'. وأشار إلى أن الجريح هو محمد شيحي.
وقال متحدث باسم القوة التنفيذية التابعة لحماسة صابر خليفة ان 'قوات الاحتلال أطلقت صاروخا من طراز أرض - أرض باتجاه سيارة كانت تقل شبان غالبيتهم من كتائب القسام مما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوفهم'.
وذكر شهود عيان ان عددا من عناصر القسام المسلحين كانوا علي متن السيارة قرب موقع للتنفيذية في المنطقة الحدودية في شرق مخيم البريج.
وبعد قطع الكهرباء.. جاء دور الطحين حيث منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من الشاحنات المحملة بهذه المادة الحيوية من الدخول إلى قطاع غزة. وقالت مصادر فلسطينية إن هذا المنع يأتي في إطار سياسة الحصار التي يفرضها الاحتلال على قطاع غزة بعد سيطرة حركة حماس على السلطة. وقد ناشد العديد من الجمعيات والمؤسسات الحقوقية الإنسانية الفلسطينية المنظمات والهيئات الدولية للتدخل السريع لدى الجانب الإسرائيلي حتى لا تدخل غزة في أزمة تأمين الغذاء، خصوصا ان مخزون الطحين الموجود في القطاع لا يكفي إلا لأيام قليلة، وهو ما يعني التسبب بأزمة إنسانية كاملة موازية لأزمة قطع الكهرباء والموادر الأساسية الضرورية للحياة.
خطة حكومة رام الله
واتهمت الحكومة المقالة برئاسة القيادي البارز في حركة حماس اسماعيل هنية، حكومة سلام فياض التي شكلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس 'بحياكة خطة وقف تزويد محطة كهرباء غزة بالوقود' مع الاسرائيليين، ادراكا منها بأن موضوع الكهرباء 'موضوع حساس وحيوي ويوجع المواطن بشكل كبير' حسب الاتهام الذي ساقه المهندس علاء الدين الاعرج المستشار الاقتصادي لحكومة هنية.
واوضح الاعرج بان شركة الكهرباء في غزة تعمل بمعزل عن اي تدخلات.. منتقدا عملية تسييس هذه القضية من قبل حكومة رام الله (فياض) التي تهدف الى زيادة معاناة اهالي القطاع المحاصر.
.. واحتلال حماس
من جانبه، اكد وزير الاعلام في حكومة فياض، رياض المالكي، ان تسيير الاعمال في 'كهرباء غزة' توقف عن انتاج الطاقة بسبب ما اسماه احتلال حماس للشركة وسرقة اموالها. وقال ان الاتحاد الاوروبي قرر وقف دفع الفروقات المالية للشركة الاسرائيلية التي تزود الشركة بالمحروقات بسبب سيطرة حماس وسرقة الاموال منها على حد قوله.
وقف الإمداد الأوروبي
واضافة الى الأسباب الأمنية، ولاسيما الوضع المتوتر على نقاط العبور بين إسرائيل وغزة، اضافت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية انتونيا موشان سببا جديدا لتبرير تعليق الاتحاد تمويل امدادات الفيول اللازمة لتشغيل 'كهرباء' غزة وقالت أنها ابلغت بنية حركة حماس التي تسيطر على القطاع فرض ضرائب على فواتير الكهرباء في غزة، مما دعا المفوضية الى عدم مواصلة تمويل شراء الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء، وأشارت الى ان المفوضية لن تستأنف تمويل شراء الوقود اللازم لتوليد الكهرباء الا بعد الحصول على الضمانات اللازمة بعدم فرض حماس لمثل هذه الضريبة.
إضراب جزئي
الى ذلك، اعلنت ست نقابات مهنية وطبية في القطاع عن اضراب جزئي في مختلف المؤسسات الصحية الفلسطينية احتجاجا على ما لحق بهم من اذى وتهديد واقصاء بعد سيطرة حركة حماس على القطاع. وشددت النقابات في بيان وزعته امس 'على تمسكها بالشرعية الفلسطينية (التي يمثلها الرئيس محمود عباس) وحرصها على عدم توقف الخدمات الصحية رغم ما يتعرضون له من تهديد او اقصاء' وجددت 'اصرارها على تحقيق العدالة والأمن والأمان لاعضائها العاملين في مختلف المؤسسات'.
*المصدر : القبس
|