المؤتمرنت -
الاعتكاف .. إدراك لفضل العشر الأواخر
بدأت العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم وبدأت معها أيام الجد والاجتهاد في ادارك ليلة القدر من جميع أبناء الأمة الإسلامية الذين يحرصون على هذه الليلة التي هي خير من ألف شهر بنص قراني واضح وصريح حيث تدرك ذلك الحرص والترقب في معظم المساجد الجامعة بأمانة العاصمة ومحافظات الجمهورية من خلال مشاهدة المعتكفين فيها التي تجدهم ما بين قارئ للقرآن ومصلي وحاضر لحلقات درس هنا وهناك على مدى الساعة.
وسنحاول في هذا الاستطلاع توضيح أهمية هذه العبادة في هذه الأيام والاعتكاف وسنته ومشروعيته .
يقول خطيب مسجد النور بالامانة لطف المطري :أيام الاعتكاف أيام عظيمة أياما مباركة أيام فيها ليلة القدر ، وهي ليلة خير من ألف شهر وفيها التقرب إلى الله أكثر ، فالاعتكاف من الأعمال الصالحة التي تتأكد في رمضان الكريم ومن السنن التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب عليها في هذا الشهر فليحرص المسلم على أن يكون له نصيب من ذلك وانه ليسير على من يسره الله عليه إذا فما الصعوبة في المكث في المسجد والانشغال بالطاعات من تلاوة وصلاة وذكر ودعاء وغيرها .
وأكد المطري أن الاعتكاف وما يصاحبه من عبادة وطاعة يبتغي بها المعتكف وجه الله تعالى تنسيه هموم الدنيا وحقارتها ويتذكر اليوم الأخر والوقوف بين يدي الله وشدة الموقف يوم القيامة يوم المحشر يوم الحساب يوم المرور على الصراط المستقيم .
ويضيف :أجمع العلماء على ان الاعتكاف مشروع ومستحب , فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يعتكف فى كل رمضان عشرة أيام , فلما كان العام الذى قُبض فيه , إعتكف عشرين يوماً.

* فرصة عظيمة
يرى الحافظ لكتاب الله تعالى علاء علي الصيرفي في الاعتكاف فرصة عظيمة وساعات قليلة ؛ ليستفيد المسلم من هذا الانقطاع والبعد عن الناس ليتفرغ لطاعة الله في مسجد من مساجده طلباً لفضله وثوابه وإدراك ليلة القدر.. من قبل أن تطوى الصحف وتوضع الموازين.
ويقول :الاعتكاف من الأعمال الصالحة التي حث عليها الإسلام وطبقها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته فالاعتكاف فرصة عظيمة للمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها وكذلك فرصة عظيمة لإدراك ليلة القدر كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس(من اعتكف يوما ابتغاء وجه الله عز وجل جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق كل خندق ابعد ما بين الخافقين).
وأضاف :مأجمل إن تكون مع الله وفي الله قيامك لله وصيامك لله ،وذكرك لله، قراءتك للقران لله، خشوعك لله، كله لله فيومئذ تلقى اجر كل هذا عند الله عز وجل "
ويقول الشاب محمد الهيلاني احد المعتكفين ( شهر رمضان الكريم تميز عن اشهر السنة بانه أفضلها وأكرمها كما تميزت العشر الأواخر منه عن بقية الايام كلها ، ومن فضائل هذه العشر وخصائصها ومزاياها أن فيها ليلة القدر).
ويضيف : أنزل الله القران الكريم في تلك الليلة التي وصفها رب العالمين بأنها مباركة وقد صح عن جماعة من السلف منهم ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغيرهم أن الليلة التي أنزل فيها القران هي ليلة القدر.

* تلمس ليلة القدر
ويشاطرهم في ذلك الحافظ لكتاب الله تعالى عمار يحيى العزي و يقول ان اعتكافي لتلمس ليلة القدر فانها في ليلة من العشر الأواخر يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ).
واضاف: أنا وأمثالي ممن أتو الى المعتكف احسبهم والله حسبهم ولا ازكي على الله احد انهم يريدون ان ينالوا فضل هذه الليلة العظيمة .
وتابع : نستفيد من الاعتكاف انه يساعدنا على ان نربي أنفسنا على طاعة الله تعالى والاكثار من الذكر لله سبحانه وتعالى وترويض النفس على الصبر و تغذية العقول والروح للاستماع للدروس والمحاضرات التي تقام في المعتكف لنخرج بزاد وحصيلة من الأجر والثواب الكثير واخيرا نسال الله عز وجل ان يجعل شهر رمضان مرتحلا بذنوبا شاهدا لنا بالحسنات لاشاهدا علينا بالسيئات ونسأل الله العتق من النار.

* أنواع الاعتكاف
و ينقسم الاعتكاف إلى مسنون و إلى واجب , فالمسنون ما تطوع به المسلم تقرباً لله عز و جل و طلباً لثوابه , و إقتداء بالرسول صلى الله عليه و سلم , و يتأكد ذلك في العشر الأواخر من رمضان لما تقدم , و الاعتكاف الواجب ما أوجبة المرء على نفسه , إما بالنذر المطلق , مثل ان يقول : لله على ان اعتكف كذا , أو بالنذر المعلق كقوله : إن شفا الله مريضى لأعتكفن كذا , و فى صحيح البخارى عن الرسول صلى الله عليه و سلم قال (من نذر أن يطيع الله فليطعه) و فيه : أن عمر رضى الله عنه قال : يا رسول الله إني نذرت أن اعتكف ليلة في المسجد الحرام , فقال (أوف بنذرك ).
سبأ