المؤتمر نت-صحيفة الشرق الاوسط - الشرطة الأمريكية تداهم منازل يمنيين في نيويورك
قال اليمني محمد المثنى انه تفاجأ عندما شاهد عشر سيارات تحمل علامة الشرطة وعشر سيارات اخرى لا تحمل تلك العلامة، تحيط بالمبنى الذي يسكن فيه في مدينة روشستر بنيويورك. كان المثنى، 43 سنة، في طريقه الى محله «يمني سيوبريت» عندما حدث ذلك في الساعة التاسعة صباحا، ولم يكن يعلم ان الشرطة داهمت ايضاً محله وثلاثة محلات تجارية اخرى يملكها مهاجرون يمنيون في نفس المدينة، اضافة الى مداهمة شققهم.
وقال دين بويد، المسؤول بوزارة الامن الداخلي الاميركية لاحقاً ان فرقا من مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) وخدمة العوائد الضرائبية (آي. ان. اس)، ومكتب الهجرة والجوازات (بايك)، وخدمة البريد الفيدرالي، اشتركت في عمليات المداهمة بحثاً عن أدلة حول تحويلات مالية غير شرعية الى خارج الولايات المتحدة.
لكنه بويد رفض الحديث عن عمليات التفتيش، وقال: «نحن لسنا ضد تحويل اموال الى الخارج، فهناك ملايين المهاجرين والمقيمين في الولايات المتحدة يفعلون ذلك كل سنة، مثل المكسيكيين وغيرهم» لكن «القانون يقول ان تحويل اكثر من 10 آلاف دولار يجب ان يسجل لدى السلطات الحكومية»، مشيراً الى وجود «من يحول ملايين الدولارات بطريقة غير قانونية، وباسم آخرين، لاسباب تثير الشكوك».
لكن المثنى نفى ان يكون مرتبطاً بعمليات تحويل مشبوهة، ولا بنظام «الحوالة»، وهو وسيلة بنكية غير رسمية تقول الولايات المتحدة ان ارهابيين صاروا يستخدمونه لتجنب اكتشاف تحويلاتهم عبر البنوك. وقال المثنى: «لا أعرف اي ارهابي، ولا امارس أي عمل غير قانوني، حوالة او غير حوالة. التحويلات التي ارسلها الى اليمن قانونية، والهدف منها مساعدة العائلة وبناء منزل».
كل الذين جرى تفتيش منازلهم ومحلاتهم مواطنون أميركيون ولم توجه اليهم اي تهم في الماضي. ويعتقد المثنى ان سبب تفتيشهم هم ربما يعود الى احتمال ربطهم باليمنيين الستة الذين اوقفوا في منطقة لاكاوانا بنيويورك بعد ان توجهوا الى افغانستان وتلقوا تدريبات عسكرية ثم حوكموا في الولايات المتحدة وصدرت أحكام بالسجن بحقهم.
وقال المثنى: «أنا لا اصدق ما حدث لي، لأني كنت دائما احترم القانون وابتعد عن المشاكل. فجأة، دخل رجال الشرطة شاهرين اسلحتهم وطلبوا منا ان نرفع ايدينا الى اعلى وحذرونا الا نتحرك ولا نتكلم». عندها سألهم: «أي خدمة؟»، فردوا: «بعد نهاية التفتيش». سألهم مرة اخرى: «ماذا فعلنا؟» فاجابوه: «لم نأت لاعتقالكم وانما للتفتيش». احتجزوهم في ركن وفتشوا لاربع ساعات كل مكان، واخذوا في الاخير صناديق من الاوراق والمراسلات، واجهزة الكومبيوتر وأموالا وملابس، و«حتى دواء مرض السكري الذي اتداوى به»، حسبما اضاف المثنى.
ومن المحلات التجارية التي فتشوها اخذوا كميات كبيرة من الملابس المعروضة للبيع، مثل اربعين قميص «تي شيرت» واربعين قبعة «بيسبول» واحذية وشورتات وايصالات مبيعات ومشتريات. وقال المثنى: «عاملونا كأننا مجرمون، واساؤوا الينا، والى الجالية اليمنية، والى بقية العرب والمسلمين. واكمل الصحافيون الباقي عندما ربطونا بمجموعة «لاكاوانا» ونحن لا صلة لنا بالارهاب». وتابع قائلاً: «جعلوني احس كأنني لست مواطنا اميركيا. عاملوني وكأنني مواطن يمني» فقط رغم انني احمل الجنسيتين.
خالد الشعيبي، واحد من الذين فتشت محلاتهم ومنازلهم، قال ان عناصر شرطة مسلحين داهموا شقته في الصباح وارعبوا زوجته واطفالهما الستة، وأمروهم بالبقاء في ركن حتى انهاء التفتيش الذي دام اربع ساعات. وقال ان الشرطة طلبت بطاقات اثبات هوية الزوجة والاطفال وفتشت كل الملابس والاثاث والكتب المدرسية الخاصة بالاطفال.
من جانبه، قال رودلف ليبور، محامي بعض من تعرضوا للتفتيش: «منذ فترة تشتبه الشرطة في تحويلات الجالية اليمنية الى اليمن، ونحن قلنا لهم ان هذه مساعدات عائلية ومشاريع قانونية. لكن رجال الشرطة يريدون ان يبرهنوا على انهم حريصون على الامن ومحاربة الارهاب. لا أعتقد انهم سحصلوا على أي شيء يدين هؤلاء الرجال».
|