المؤتمرنت -
نص خطاب الرئيس بمناسبة عيد الفطر المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله ونبيه الصادق الأمين
الإخوة المؤمنون..الأخوات المؤمنات..
أحييكم تحية الإيمان والإخاء والمحبة والمساواة والعزة والعدل والحرية والسلام.. ويسعدني غاية السعادة أن أتقدم إليكم بأخلص التهاني القلبية واصدق التبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.. عيد الفرحة الإيمانية بنوال القصد.. وإقامة ركن الصوم في شهر الرحمة والغفران والعتق من النار.. ونجاح الامتثال للفرائض الإلهية.. لذلك تستقبل أمتنا العربية والإسلامية بمشاعر الفرحة والاستبشار والطمأنينة الغامرة أيام عيد الفطر المبارك، بعد أن وفق الله وأعان المكلفين من أبنائها الأبرار بأداء فريضة الصوم كما أمر الله وأراد بكل واجباتها ونوافلها.. ومتطلباتها في دورة تدريبية روحانية مكثفة في إخلاص الطاعة والعبادة وتهذيب النفس وكبح رغباتها وصقل الضمير وإعلاء يقـظة الرقابة الذاتية وتثقيف العقل والفكر على مائدة القرآن والتواصل بالذكر.. وتنمية طاقات الروح والبدن انطلاقاً إلى عام جديد من تواصل التقوى والصلاح.. والعمل.. وقدرات جديدة مكتسبة بفضل الصوم وروحانيات الشهر الكريم..ولهذا فإن لأيام العيد التي تعتبر محطة تتويجية عالية المكانة في حياة المسلمين واجبات والتزامات لامناص منها.. ولا غنى عنها لترابطها بكل ماحفل به الشهر الكريم من الفضائل والمعاني الحميدة والسلوكيات الايجابية الراقية ومكارم الأخلاق بل هي أوجب في الأتباع والسخاء والعطاء في أكناف فرحة الفطر وإستشعار الثقة بعظمة الفوز بما وعد الله به عباده الصائمين المخلصين له الدين.. والمثابرين على فعل الخير.. والبر.. والتقوى.. والتسابق على إعانة الفقراء والمحتاجين وتقديم الصدقات بهدف إشاعة مشاعر الفرحة والابتهاج في نفوس وبيوت وحياة من حولهم من إخوانهم بعد أن أدوا فريضة الصيام واخرجوا الزكوات وواصلوا إقامة الصلوات في ترابط لسلوك الإنسان المؤمن وبنيان المجتمع المتكامل.. وليكون كل واحد فيهم لبنة قوية في بنية المجتمع الإسلامي الصحيح.. واليد العليا القوية في العمل الإنساني المثمر والرباط المتين في العروة الوثقى التي لا انفصام لها.. حتى تتحقق استقامة الحياة وتتيسر كل أسباب الفوز والنجاة أملاً في الرحمة.. وتوقاً لبلوغ الرضى والمغفرة والخلود في الجنة المرتجاة بجائزة العتق من النار.ولا يكتمل الفرح بأداء الصوم والابتهاج بالعيد إلا بالعمل على الترابط الوثيق في علاقات الإخاء والمودة والتعاون والتكامل.. والتراحم والتعاطف.. وبالجود والعطاء.. والبذل والسخاء.. وصلة الأرحام التي هي من أعمق صفات العبد الصالح والمؤمن القوي.. والمجتمع المتماسك الناهض.إنه لمن حسن الطالع أن تتزامن ابتهاجاتنا بالعيد السعيد مع احتفالانا بالعيد الـ44 لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة التي فجرها شعبنا المناضل من أجل التحرر من نير الاستعمار ونيل الاستقلال والقضاء على التجزئة وتحقيق وحدة الوطن, وهو احتفال يأتي متواصلاً مع احتفالاتنا بأعياد الثورة اليمنية الخالدة والواحدة 26 سبتمبر و الـ14 من أكتوبر والـ30 من نوفمبر والتي أحدثت تحولات جذرية في حياة شعبنا وعلى مختلف الأصعدة وأنهت حقبة مظلمة من تاريخه ساد فيها الجور والظلم والقهر والإذلال والحرمان والتخلف وامتلك فيها إرادته الحرة وحقه في الحرية والاستقلال والوحدة وحكم نفسه بنفسه في ظل مجتمع ديمقراطي تعاوني انبثقت رؤاه
وفكرته من عقيدتنا الإسلامية وتراثنا الحضاري الأصيل ومبادئ الثورة الخالدة والتي في ظلها حقق شعبنا التحولات والمنجزات العظيمة التي يشهدها الوطن.. وعلى مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والاجتماعية والثقافية وغيرها.. وهو اليوم مالك السلطة ومصدرها وله الكلمة الفاصلة والحاسمة في كل ما يتعلق بشؤونه ومسيرة حياته ومستقبله..ولقد أختار شعبنا النهج الديمقراطي التعددي كرديف وثيق لوحدته المباركة والقائم على الحرية ومبدأ التداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان والمشاركة الشعبية الواسعة وفي مقدمتها حق المرآة في المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والعامة وكل ذلك نابع عن قناعة وطنية وإيمان عميق بجدوى هذا النهج الديمقراطي كوسيلة حضارية للبناء وصنع التقدم في الوطن.ولهـذا فان الديمقراطية في بلادنا وجدت لتستمر وتزدهر إلا أنه لا ينبغي أن تكون الديمقراطية معول هدم للإضرار بالوطن وان مقابل الحرية هناك المسئولية التي توجب على الجميع الحرص على مصالح الوطن وتجنب كل ما من شأنه إثارة الفوضى والخلافات أو زرع الفتن والأحقاد والضغائن بين أبناء الوطن الواحد..
وكما قلت في خطابي الموجه بمناسبة حلول الشهر الكريم بأن افتعال الأزمات وخلق مناخات التوتر في الوطن لا تخدم المصلحة الوطنية وتضر بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي العام وجهود التنمية والاستثمار.. ولهذا دعونا دوماً للحوار ولتبادل الرؤى حول كافة المشكلات والقضايا بروح المسئولية الوطنية ودون أن ينفرد شخص أ حزب برأيه أو محاولة فرضه على الآخرين فالجميع شركاء في الوطن..
وإنها لمناسبة نجدد فيها دعوتنا إلى إزالة أجواء الاحتقانات وإشاعة قيم التسامح والمحبة والتفاهم وتصفية النفوس والقلوب من كل الشوائب والضغائن والأحقاد والسمو فوق كل الصغائر واللجوء للحوار باعتباره الوسيلة المثلى التي تمكننا جميعاً من استلهام الحلول والمخارج الصحيحة لحل قضايانا الوطنية ومواجهة كافة التحديات.. وانطلاقاً من ذلك ومن مسئوليتنا الوطنية وما منحنا إياه شعبنا العظيم من ثقة كبيرة وغالية في الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت يوم الـ20 من سبتمبر الماضي، ووفاءً بما وعدنا به أبناء شعبنا في برنامجنا الانتخابي فقد تقدمنا بمشروع لإجراء تعديلات دستورية جوهرية لتطوير النظام السياسي الديمقراطي والانتقال بالسلطة المحلية إلى نظام الحكم المحلي وتعزيز دور المرأة في الحياة السياسية ودعونا كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني في الوطن إلى التفاعل الايجابي والمسئول معها وإثرائها بالآراء والتصورات الموضوعية ولما يحقق المصلحة العليا للوطن والتي ينبغي وضعها فوق كل اعتبار.وسيكون الشعب هو المرجعية وصاحب الكلمة الحاسمة فيما سيتم طرحه عليه من مشروع التعديلات الدستورية فلقد برهن شعبنا دوماً على وعيه الكبير وإدراكه العميق بمصلحة الوطن.. وهو الشعب الذي لا يمكن أن يخدع أو يغرر به.. أو ينظر للوراء وقد اقتحم بالوحدة والديمقراطية والتنمية زمنه الجديد وامتلك بكل الاقتدار مشروعه الحضاري وحقق مكانته المرموقة على خارطة العصر وخضم حياة الشراكة الإنسانية الفاعلة بإذن الله.
وندرك-أيها الإخوة والأخوات- يقيناً بان الدرب ليس سهلاً أو مفروشاً بالورود أمام المهام المستقبلية المطلوب انجازها وفي مقدمتها مواصلة جهود البناء والتطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في بلادنا ومواجهة تحديات التنمية والفقر والبطالة وتوفير فرص العمل للشباب ومحاربة الفساد والإرهاب وترسيخ مداميك الدولة اليمنية الحديثة دولة الحرية والعدالة والديمقراطية دولة النظام والقانون لكن أياً من تلك التحديات لن تكون أصعب مما قد واجهناه في الماضي وتم التغلب عليها بحمد الله
وبفضل تعاون وتفاعل كل أبناء شعبنا اليمني العظيم لهذا فإن على الحكومة مواصلة جهودها من أجل ترجمة ما جاء في البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية وإعطاء الأولوية للتسريع بوتائر التنمية وتشجيع الاستثمارات وتطوير آلية انتشار مظلة الضمان الاجتماعي والاهتمام بتطوير الثروة النفطية والغازية والسمكية والسياحية والمشاريع الزراعية والصناعية والإنتاجية والطاقة والمناطق الصناعية الحرة وكل القطاعات الواعدة بما يوفر فرص عمل جديدة في كل الميادين بالإضافة إلى مكافحة الفقر وتحسين مستوى الحياة لكل فئات المجتمع وفي مقدمتهم ذوي الدخل المحدود وتمكينهم من تنفيذ المشاريع الإنتاجية الصغيرة والمتوسطة في كل المجالات الممكنة
بالإضافة إلى الاهتمام بالأسر المنتجة وتنفيذ المشاريع السكنية وتوزيع الأراضي الزراعية على الشباب والأخذ بيدهم نحو الاعتماد على الذات وجعلهم قوة منتجة وفاعلة في مسيرة البناء والتحديث في الوطن.
الإخوة المواطنون..الأخوات المواطنات..
يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية..إننا نتابع بأسف وحزن عميق تطورات الأوضاع في المنطقة وما تواجهه امتنا العربية والإسلامية من تحديات راهنة تستدعي تضافر الجهود العربية والإسلامية من اجل رأب الصدع في الصف العربي والإسلامي وتجاوز الخلافات بين الأشقاء وتوحيد الكلمة والموقف من أجل استلهام مستقبل عربي وإسلامي أفضل وتعزيز قدرة الأمة على مجابهة تلك التحديات وفي مقدمتها ما تشهده الساحة الفلسطينية من احتقان وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان
وانتهاكات لحقوقه الإنسانية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وهي أمور تتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية وكل المبادئ الأخلاقية والإنسانية.ولهذا فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى القيام بدوره لوضع حد لتلك الانتهاكات والضغط على إسرائيل للقبول بالمبادرة العربية للسلام على أساس الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف..كما انها لمناسبة ندعو فيها مجدداً الأشقاء الفلسطينيين في كل من حركتي فتح وحماس إلى تجاوز حالة القطيعة والخلاف واللجوء للحوار والتفاهم لحل كافة التباينات بينهما ولما فيه خدمة القضية الفلسطينية ومصلحة الشعب الفلسطيني..كما أننا ندعو كافة الأطراف في العراق الشقيق بمختلف توجهاتهم وأطيافهم السياسية والاجتماعية إلى الحوار والوفاق بما من شأنه وضع حد لمواجهة العنف الطائفي والمذهبي وبناء عراق ديمقراطي حر ومستقل وموحد..ونرحب بقبول الأشقاء في السودان نشر قوات متعددة الجنسيات في دارفور ونجدد تأييدنا لجهود الحكومة السودانية لإحلال السلام في هذا الإقليم ولما من شأنه الحفاظ على سيادة السودان واستقراره ووحدة أراضيه.كما أننا في الجمهورية اليمنية نرحب بكافة الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام في الصومال ونبارك الجهود الأفريقية والعربية والدولية لتحقيق المصالحة بين جميع الفصائل الصومالية ومنها تلك الجهود التي بذلتها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وندعو كافة الأطراف الدولية إلى تقديم مختلف أشكال الدعم للحكومة الانتقالية وبما يمكنها من تحقيق الاستقرار وإعادة أعمار الصومال وبناء مؤسسات الدولة الصومالية.وأن بلادنا وهي تؤكد على حق الدول في امتلاك التقنيات النووية للأغراض السلمية فإنها تجدد تمسكها بإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وإلزام إسرائيل بالامتثال لاتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية وبما يحول دون التسابق في هذا المجال وضمان الاستقرار في المنطقة.
الإخوة والأخوات..
يا أبناء قواتنا المسلحة والأمن الباسلة..إن ثقة الشعب الغالية والمتعاظمة في قواته المسلحة والأمن كمؤسسة وطنية رائدة حامية لكل المكاسب والمنجزات وحارسة أمينة للأمن والاستقرار والسيادة الوطنية وشريك في معركة البناء والتنمية وفي كافة المؤسسات الدستورية هي التي تجعل الشعب كله في حالة من الاطمئنان على قدرته في مواصلة البناء والتطوير وتحقيق الازدهار التنموي والتقدم الديمقراطي ومواجهة أشكال الصعاب والتحديات، وقد استطاع الشعب أن ينتصر على ما هو أخطر وأن ينجز ما هو أعظم وأكبر.وإننا ونحن نحتفل بعيد الفطر المبارك وأعياد الثورة الخالدة والتي كان للإبطال في قواتنا المسلحة والأمن الدور الطليعي البارز في تفجير شرارتها والدفاع عنها والانتصار لإرادة الشعب في الحرية والاستقلال والوحدة والديمقراطية والتنمية.. نخص بالتهنئة أولئك الفرسان الشجعان والأبطال الجنود والصف والضباط الميامين في القوات المسلحة والأمن ونشعر بمزيد من الاعتزاز والفخر بما قطعته مسيرة البناء والتحديث في هذه المؤسسة الوطنية الكبرى وما تنهض به من دور وطني كبير في كافة المجالات وتحت مختلف الظروف، وسنظل نواصل بذل الجهود من أجل تعزيز القدرة الدفاعية والأمنية والارتقاء بمستوي حياة المقاتلين الساهرين على أمن الوطن واستقراره وسيادته واستقلاله ومنجزاته وحيث سيظلون يحضون منا بكل الرعاية والاهتمام وفاءً بما يقدمونه من تضحيات وواجب وطني عظيم.مرة أخرى أجدد التهاني لكم ولجميع جماهير شعبنا بهذه المناسبات الوطنية والدينية الغالية.. سائلاً الله العلي القدير أن يتغمد أرواح شهداء الوطن الأبرار بالرحمة والغفران وأن يسكنهم فسيح جناته إلى جوار الأنبياء والصديقين..انه سميع مجيب..عيد سعيد.. وكل عام وأنتم بخير..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
وفيما يلي .. نص الخطاب:
رئيس الجمهورية : الشعب اليمني اقتحم بالوحدة والديمقراطية والتنمية
زمنه الجديد وامتلك مشروعه الحضاري..... إضافة ثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله ونبيه الصادق الأمين
الإخوة المؤمنون..الأخوات المؤمنات..
أحييكم تحية الإيمان والإخاء والمحبة والمساواة والعزة والعدل والحرية والسلام.. ويسعدني غاية السعادة أن أتقدم إليكم بأخلص التهاني القلبية واصدق التبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.. عيد الفرحة الإيمانية بنوال القصد.. وإقامة ركن الصوم في شهر الرحمة والغفران والعتق من النار.. ونجاح الامتثال للفرائض الإلهية.. لذلك تستقبل أمتنا العربية والإسلامية بمشاعر الفرحة والاستبشار والطمأنينة الغامرة أيام عيد الفطر المبارك، بعد أن وفق الله وأعان المكلفين من أبنائها الأبرار بأداء فريضة الصوم كما أمر الله وأراد بكل واجباتها ونوافلها.. ومتطلباتها في دورة تدريبية روحانية مكثفة في إخلاص الطاعة والعبادة وتهذيب النفس وكبح رغباتها وصقل الضمير وإعلاء يقـظة الرقابة الذاتية وتثقيف العقل والفكر على مائدة القرآن والتواصل بالذكر.. وتنمية طاقات الروح والبدن انطلاقاً إلى عام جديد من تواصل التقوى والصلاح.. والعمل.. وقدرات جديدة مكتسبة بفضل الصوم وروحانيات الشهر الكريم..ولهذا فإن لأيام العيد التي تعتبر محطة تتويجية عالية المكانة في حياة المسلمين واجبات والتزامات لامناص منها.. ولا غنى عنها لترابطها بكل ماحفل به الشهر الكريم من الفضائل والمعاني الحميدة والسلوكيات الايجابية الراقية ومكارم الأخلاق بل هي أوجب في الأتباع والسخاء والعطاء في أكناف فرحة الفطر وإستشعار الثقة بعظمة الفوز بما وعد الله به عباده الصائمين المخلصين له الدين.. والمثابرين على فعل الخير.. والبر.. والتقوى.. والتسابق على إعانة الفقراء والمحتاجين وتقديم الصدقات بهدف إشاعة مشاعر الفرحة والابتهاج في نفوس وبيوت وحياة من حولهم من إخوانهم بعد أن أدوا فريضة الصيام واخرجوا الزكوات وواصلوا إقامة الصلوات في ترابط لسلوك الإنسان المؤمن وبنيان المجتمع المتكامل.. وليكون كل واحد فيهم لبنة قوية في بنية المجتمع الإسلامي الصحيح.. واليد العليا القوية في العمل الإنساني المثمر والرباط المتين في العروة الوثقى التي لا انفصام لها.. حتى تتحقق استقامة الحياة وتتيسر كل أسباب الفوز والنجاة أملاً في الرحمة.. وتوقاً لبلوغ الرضى والمغفرة والخلود في الجنة المرتجاة بجائزة العتق من النار.ولا يكتمل الفرح بأداء الصوم والابتهاج بالعيد إلا بالعمل على الترابط الوثيق في علاقات الإخاء والمودة والتعاون والتكامل.. والتراحم والتعاطف.. وبالجود والعطاء.. والبذل والسخاء.. وصلة الأرحام التي هي من أعمق صفات العبد الصالح والمؤمن القوي.. والمجتمع المتماسك الناهض.إنه لمن حسن الطالع أن تتزامن ابتهاجاتنا بالعيد السعيد مع احتفالانا بالعيد الـ44 لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة التي فجرها شعبنا المناضل من أجل التحرر من نير الاستعمار ونيل الاستقلال والقضاء على التجزئة وتحقيق وحدة الوطن, وهو احتفال يأتي متواصلاً مع احتفالاتنا بأعياد الثورة اليمنية الخالدة والواحدة 26 سبتمبر و الـ14 من أكتوبر والـ30 من نوفمبر والتي أحدثت تحولات جذرية في حياة شعبنا وعلى مختلف الأصعدة وأنهت حقبة مظلمة من تاريخه ساد فيها الجور والظلم والقهر والإذلال والحرمان والتخلف وامتلك فيها إرادته الحرة وحقه في الحرية والاستقلال والوحدة وحكم نفسه بنفسه في ظل مجتمع ديمقراطي تعاوني انبثقت رؤاه
وفكرته من عقيدتنا الإسلامية وتراثنا الحضاري الأصيل ومبادئ الثورة الخالدة والتي في ظلها حقق شعبنا التحولات والمنجزات العظيمة التي يشهدها الوطن.. وعلى مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والاجتماعية والثقافية وغيرها.. وهو اليوم مالك السلطة ومصدرها وله الكلمة الفاصلة والحاسمة في كل ما يتعلق بشؤونه ومسيرة حياته ومستقبله..ولقد أختار شعبنا النهج الديمقراطي التعددي كرديف وثيق لوحدته المباركة والقائم على الحرية ومبدأ التداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان والمشاركة الشعبية الواسعة وفي مقدمتها حق المرآة في المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والعامة وكل ذلك نابع عن قناعة وطنية وإيمان عميق بجدوى هذا النهج الديمقراطي كوسيلة حضارية للبناء وصنع التقدم في الوطن.ولهـذا فان الديمقراطية في بلادنا وجدت لتستمر وتزدهر إلا أنه لا ينبغي أن تكون الديمقراطية معول هدم للإضرار بالوطن وان مقابل الحرية هناك المسئولية التي توجب على الجميع الحرص على مصالح الوطن وتجنب كل ما من شأنه إثارة الفوضى والخلافات أو زرع الفتن والأحقاد والضغائن بين أبناء الوطن الواحد..
وكما قلت في خطابي الموجه بمناسبة حلول الشهر الكريم بأن افتعال الأزمات وخلق مناخات التوتر في الوطن لا تخدم المصلحة الوطنية وتضر بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي العام وجهود التنمية والاستثمار.. ولهذا دعونا دوماً للحوار ولتبادل الرؤى حول كافة المشكلات والقضايا بروح المسئولية الوطنية ودون أن ينفرد شخص أ حزب برأيه أو محاولة فرضه على الآخرين فالجميع شركاء في الوطن..
وإنها لمناسبة نجدد فيها دعوتنا إلى إزالة أجواء الاحتقانات وإشاعة قيم التسامح والمحبة والتفاهم وتصفية النفوس والقلوب من كل الشوائب والضغائن والأحقاد والسمو فوق كل الصغائر واللجوء للحوار باعتباره الوسيلة المثلى التي تمكننا جميعاً من استلهام الحلول والمخارج الصحيحة لحل قضايانا الوطنية ومواجهة كافة التحديات.. وانطلاقاً من ذلك ومن مسئوليتنا الوطنية وما منحنا إياه شعبنا العظيم من ثقة كبيرة وغالية في الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت يوم الـ20 من سبتمبر الماضي، ووفاءً بما وعدنا به أبناء شعبنا في برنامجنا الانتخابي فقد تقدمنا بمشروع لإجراء تعديلات دستورية جوهرية لتطوير النظام السياسي الديمقراطي والانتقال بالسلطة المحلية إلى نظام الحكم المحلي وتعزيز دور المرأة في الحياة السياسية ودعونا كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني في الوطن إلى التفاعل الايجابي والمسئول معها وإثرائها بالآراء والتصورات الموضوعية ولما يحقق المصلحة العليا للوطن والتي ينبغي وضعها فوق كل اعتبار.وسيكون الشعب هو المرجعية وصاحب الكلمة الحاسمة فيما سيتم طرحه عليه من مشروع التعديلات الدستورية فلقد برهن شعبنا دوماً على وعيه الكبير وإدراكه العميق بمصلحة الوطن.. وهو الشعب الذي لا يمكن أن يخدع أو يغرر به.. أو ينظر للوراء وقد اقتحم بالوحدة والديمقراطية والتنمية زمنه الجديد وامتلك بكل الاقتدار مشروعه الحضاري وحقق مكانته المرموقة على خارطة العصر وخضم حياة الشراكة الإنسانية الفاعلة بإذن الله.
وندرك-أيها الإخوة والأخوات- يقيناً بان الدرب ليس سهلاً أو مفروشاً بالورود أمام المهام المستقبلية المطلوب انجازها وفي مقدمتها مواصلة جهود البناء والتطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في بلادنا ومواجهة تحديات التنمية والفقر والبطالة وتوفير فرص العمل للشباب ومحاربة الفساد والإرهاب وترسيخ مداميك الدولة اليمنية الحديثة دولة الحرية والعدالة والديمقراطية دولة النظام والقانون لكن أياً من تلك التحديات لن تكون أصعب مما قد واجهناه في الماضي وتم التغلب عليها بحمد الله
وبفضل تعاون وتفاعل كل أبناء شعبنا اليمني العظيم لهذا فإن على الحكومة مواصلة جهودها من أجل ترجمة ما جاء في البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية وإعطاء الأولوية للتسريع بوتائر التنمية وتشجيع الاستثمارات وتطوير آلية انتشار مظلة الضمان الاجتماعي والاهتمام بتطوير الثروة النفطية والغازية والسمكية والسياحية والمشاريع الزراعية والصناعية والإنتاجية والطاقة والمناطق الصناعية الحرة وكل القطاعات الواعدة بما يوفر فرص عمل جديدة في كل الميادين بالإضافة إلى مكافحة الفقر وتحسين مستوى الحياة لكل فئات المجتمع وفي مقدمتهم ذوي الدخل المحدود وتمكينهم من تنفيذ المشاريع الإنتاجية الصغيرة والمتوسطة في كل المجالات الممكنة
بالإضافة إلى الاهتمام بالأسر المنتجة وتنفيذ المشاريع السكنية وتوزيع الأراضي الزراعية على الشباب والأخذ بيدهم نحو الاعتماد على الذات وجعلهم قوة منتجة وفاعلة في مسيرة البناء والتحديث في الوطن.
الإخوة المواطنون..الأخوات المواطنات..
يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية..إننا نتابع بأسف وحزن عميق تطورات الأوضاع في المنطقة وما تواجهه امتنا العربية والإسلامية من تحديات راهنة تستدعي تضافر الجهود العربية والإسلامية من اجل رأب الصدع في الصف العربي والإسلامي وتجاوز الخلافات بين الأشقاء وتوحيد الكلمة والموقف من أجل استلهام مستقبل عربي وإسلامي أفضل وتعزيز قدرة الأمة على مجابهة تلك التحديات وفي مقدمتها ما تشهده الساحة الفلسطينية من احتقان وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان
وانتهاكات لحقوقه الإنسانية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وهي أمور تتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية وكل المبادئ الأخلاقية والإنسانية.ولهذا فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى القيام بدوره لوضع حد لتلك الانتهاكات والضغط على إسرائيل للقبول بالمبادرة العربية للسلام على أساس الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف..كما انها لمناسبة ندعو فيها مجدداً الأشقاء الفلسطينيين في كل من حركتي فتح وحماس إلى تجاوز حالة القطيعة والخلاف واللجوء للحوار والتفاهم لحل كافة التباينات بينهما ولما فيه خدمة القضية الفلسطينية ومصلحة الشعب الفلسطيني..كما أننا ندعو كافة الأطراف في العراق الشقيق بمختلف توجهاتهم وأطيافهم السياسية والاجتماعية إلى الحوار والوفاق بما من شأنه وضع حد لمواجهة العنف الطائفي والمذهبي وبناء عراق ديمقراطي حر ومستقل وموحد..ونرحب بقبول الأشقاء في السودان نشر قوات متعددة الجنسيات في دارفور ونجدد تأييدنا لجهود الحكومة السودانية لإحلال السلام في هذا الإقليم ولما من شأنه الحفاظ على سيادة السودان واستقراره ووحدة أراضيه.كما أننا في الجمهورية اليمنية نرحب بكافة الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام في الصومال ونبارك الجهود الأفريقية والعربية والدولية لتحقيق المصالحة بين جميع الفصائل الصومالية ومنها تلك الجهود التي بذلتها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وندعو كافة الأطراف الدولية إلى تقديم مختلف أشكال الدعم للحكومة الانتقالية وبما يمكنها من تحقيق الاستقرار وإعادة أعمار الصومال وبناء مؤسسات الدولة الصومالية.وأن بلادنا وهي تؤكد على حق الدول في امتلاك التقنيات النووية للأغراض السلمية فإنها تجدد تمسكها بإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وإلزام إسرائيل بالامتثال لاتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية وبما يحول دون التسابق في هذا المجال وضمان الاستقرار في المنطقة.
الإخوة والأخوات..
يا أبناء قواتنا المسلحة والأمن الباسلة..إن ثقة الشعب الغالية والمتعاظمة في قواته المسلحة والأمن كمؤسسة وطنية رائدة حامية لكل المكاسب والمنجزات وحارسة أمينة للأمن والاستقرار والسيادة الوطنية وشريك في معركة البناء والتنمية وفي كافة المؤسسات الدستورية هي التي تجعل الشعب كله في حالة من الاطمئنان على قدرته في مواصلة البناء والتطوير وتحقيق الازدهار التنموي والتقدم الديمقراطي ومواجهة أشكال الصعاب والتحديات، وقد استطاع الشعب أن ينتصر على ما هو أخطر وأن ينجز ما هو أعظم وأكبر.وإننا ونحن نحتفل بعيد الفطر المبارك وأعياد الثورة الخالدة والتي كان للإبطال في قواتنا المسلحة والأمن الدور الطليعي البارز في تفجير شرارتها والدفاع عنها والانتصار لإرادة الشعب في الحرية والاستقلال والوحدة والديمقراطية والتنمية.. نخص بالتهنئة أولئك الفرسان الشجعان والأبطال الجنود والصف والضباط الميامين في القوات المسلحة والأمن ونشعر بمزيد من الاعتزاز والفخر بما قطعته مسيرة البناء والتحديث في هذه المؤسسة الوطنية الكبرى وما تنهض به من دور وطني كبير في كافة المجالات وتحت مختلف الظروف، وسنظل نواصل بذل الجهود من أجل تعزيز القدرة الدفاعية والأمنية والارتقاء بمستوي حياة المقاتلين الساهرين على أمن الوطن واستقراره وسيادته واستقلاله ومنجزاته وحيث سيظلون يحضون منا بكل الرعاية والاهتمام وفاءً بما يقدمونه من تضحيات وواجب وطني عظيم.مرة أخرى أجدد التهاني لكم ولجميع جماهير شعبنا بهذه المناسبات الوطنية والدينية الغالية.. سائلاً الله العلي القدير أن يتغمد أرواح شهداء الوطن الأبرار بالرحمة والغفران وأن يسكنهم فسيح جناته إلى جوار الأنبياء والصديقين..انه سميع مجيب..عيد سعيد.. وكل عام وأنتم بخير..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
وفيما يلي نص خطاب فخامة رئيس الجمهوية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله ونبيه الصادق الأمين الإخوة المؤمنون..الأخوات المؤمنات..
أحييكم تحية الإيمان والإخاء والمحبة والمساواة والعزة والعدل والحرية والسلام.. ويسعدني غاية السعادة أن أتقدم إليكم بأخلص التهاني القلبية واصدق التبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.. عيد الفرحة الإيمانية بنوال القصد.. وإقامة ركن الصوم في شهر الرحمة والغفران والعتق من النار.. ونجاح الامتثال للفرائض الإلهية.. لذلك تستقبل أمتنا العربية والإسلامية بمشاعر الفرحة والاستبشار والطمأنينة الغامرة أيام عيد الفطر المبارك، بعد أن وفق الله وأعان المكلفين من أبنائها الأبرار بأداء فريضة الصوم كما أمر الله وأراد بكل واجباتها ونوافلها.. ومتطلباتها في دورة تدريبية روحانية مكثفة في إخلاص الطاعة والعبادة وتهذيب النفس وكبح رغباتها وصقل الضمير وإعلاء يقـظة الرقابة الذاتية وتثقيف العقل والفكر على مائدة القرآن والتواصل بالذكر.. وتنمية طاقات الروح والبدن انطلاقاً إلى عام جديد من تواصل التقوى والصلاح.. والعمل.. وقدرات جديدة مكتسبة بفضل الصوم وروحانيات الشهر الكريم..ولهذا فإن لأيام العيد التي تعتبر محطة تتويجية عالية المكانة في حياة المسلمين واجبات والتزامات لامناص منها.. ولا غنى عنها لترابطها بكل ماحفل به الشهر الكريم من الفضائل والمعاني الحميدة والسلوكيات الايجابية الراقية ومكارم الأخلاق بل هي أوجب في الأتباع والسخاء والعطاء في أكناف فرحة الفطر وإستشعار الثقة بعظمة الفوز بما وعد الله به عباده الصائمين المخلصين له الدين.. والمثابرين على فعل الخير.. والبر.. والتقوى.. والتسابق على إعانة الفقراء والمحتاجين وتقديم الصدقات بهدف إشاعة مشاعر الفرحة والابتهاج في نفوس وبيوت وحياة من حولهم من إخوانهم بعد أن أدوا فريضة الصيام واخرجوا الزكوات وواصلوا إقامة الصلوات في ترابط لسلوك الإنسان المؤمن وبنيان المجتمع المتكامل.. وليكون كل واحد فيهم لبنة قوية في بنية المجتمع الإسلامي الصحيح.. واليد العليا القوية في العمل الإنساني المثمر والرباط المتين في العروة الوثقى التي لا انفصام لها.. حتى تتحقق استقامة الحياة وتتيسر كل أسباب الفوز والنجاة أملاً في الرحمة.. وتوقاً لبلوغ الرضى والمغفرة والخلود في الجنة المرتجاة بجائزة العتق من النار.ولا يكتمل الفرح بأداء الصوم والابتهاج بالعيد إلا بالعمل على الترابط الوثيق في علاقات الإخاء والمودة والتعاون والتكامل.. والتراحم والتعاطف.. وبالجود والعطاء.. والبذل والسخاء.. وصلة الأرحام التي هي من أعمق صفات العبد الصالح والمؤمن القوي.. والمجتمع المتماسك الناهض.إنه لمن حسن الطالع أن تتزامن ابتهاجاتنا بالعيد السعيد مع احتفالانا بالعيد الـ44 لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة التي فجرها شعبنا المناضل من أجل التحرر من نير الاستعمار ونيل الاستقلال والقضاء على التجزئة وتحقيق وحدة الوطن, وهو احتفال يأتي متواصلاً مع احتفالاتنا بأعياد الثورة اليمنية الخالدة والواحدة 26 سبتمبر و الـ14 من أكتوبر والـ30 من نوفمبر والتي أحدثت تحولات جذرية في حياة شعبنا وعلى مختلف الأصعدة وأنهت حقبة مظلمة من تاريخه ساد فيها الجور والظلم والقهر والإذلال والحرمان والتخلف وامتلك فيها إرادته الحرة وحقه في الحرية والاستقلال والوحدة وحكم نفسه بنفسه في ظل مجتمع ديمقراطي تعاوني انبثقت رؤاه
وفكرته من عقيدتنا الإسلامية وتراثنا الحضاري الأصيل ومبادئ الثورة الخالدة والتي في ظلها حقق شعبنا التحولات والمنجزات العظيمة التي يشهدها الوطن.. وعلى مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والاجتماعية والثقافية وغيرها.. وهو اليوم مالك السلطة ومصدرها وله الكلمة الفاصلة والحاسمة في كل ما يتعلق بشؤونه ومسيرة حياته ومستقبله..ولقد أختار شعبنا النهج الديمقراطي التعددي كرديف وثيق لوحدته المباركة والقائم على الحرية ومبدأ التداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان والمشاركة الشعبية الواسعة وفي مقدمتها حق المرآة في المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والعامة وكل ذلك نابع عن قناعة وطنية وإيمان عميق بجدوى هذا النهج الديمقراطي كوسيلة حضارية للبناء وصنع التقدم في الوطن.ولهـذا فان الديمقراطية في بلادنا وجدت لتستمر وتزدهر إلا أنه لا ينبغي أن تكون الديمقراطية معول هدم للإضرار بالوطن وان مقابل الحرية هناك المسئولية التي توجب على الجميع الحرص على مصالح الوطن وتجنب كل ما من شأنه إثارة الفوضى والخلافات أو زرع الفتن والأحقاد والضغائن بين أبناء الوطن الواحد..
وكما قلت في خطابي الموجه بمناسبة حلول الشهر الكريم بأن افتعال الأزمات وخلق مناخات التوتر في الوطن لا تخدم المصلحة الوطنية وتضر بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي العام وجهود التنمية والاستثمار.. ولهذا دعونا دوماً للحوار ولتبادل الرؤى حول كافة المشكلات والقضايا بروح المسئولية الوطنية ودون أن ينفرد شخص أ حزب برأيه أو محاولة فرضه على الآخرين فالجميع شركاء في الوطن..
وإنها لمناسبة نجدد فيها دعوتنا إلى إزالة أجواء الاحتقانات وإشاعة قيم التسامح والمحبة والتفاهم وتصفية النفوس والقلوب من كل الشوائب والضغائن والأحقاد والسمو فوق كل الصغائر واللجوء للحوار باعتباره الوسيلة المثلى التي تمكننا جميعاً من استلهام الحلول والمخارج الصحيحة لحل قضايانا الوطنية ومواجهة كافة التحديات.. وانطلاقاً من ذلك ومن مسئوليتنا الوطنية وما منحنا إياه شعبنا العظيم من ثقة كبيرة وغالية في الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت يوم الـ20 من سبتمبر الماضي، ووفاءً بما وعدنا به أبناء شعبنا في برنامجنا الانتخابي فقد تقدمنا بمشروع لإجراء تعديلات دستورية جوهرية لتطوير النظام السياسي الديمقراطي والانتقال بالسلطة المحلية إلى نظام الحكم المحلي وتعزيز دور المرأة في الحياة السياسية ودعونا كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني في الوطن إلى التفاعل الايجابي والمسئول معها وإثرائها بالآراء والتصورات الموضوعية ولما يحقق المصلحة العليا للوطن والتي ينبغي وضعها فوق كل اعتبار.وسيكون الشعب هو المرجعية وصاحب الكلمة الحاسمة فيما سيتم طرحه عليه من مشروع التعديلات الدستورية فلقد برهن شعبنا دوماً على وعيه الكبير وإدراكه العميق بمصلحة الوطن.. وهو الشعب الذي لا يمكن أن يخدع أو يغرر به.. أو ينظر للوراء وقد اقتحم بالوحدة والديمقراطية والتنمية زمنه الجديد وامتلك بكل الاقتدار مشروعه الحضاري وحقق مكانته المرموقة على خارطة العصر وخضم حياة الشراكة الإنسانية الفاعلة بإذن الله.
وندرك-أيها الإخوة والأخوات- يقيناً بان الدرب ليس سهلاً أو مفروشاً بالورود أمام المهام المستقبلية المطلوب انجازها وفي مقدمتها مواصلة جهود البناء والتطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في بلادنا ومواجهة تحديات التنمية والفقر والبطالة وتوفير فرص العمل للشباب ومحاربة الفساد والإرهاب وترسيخ مداميك الدولة اليمنية الحديثة دولة الحرية والعدالة والديمقراطية دولة النظام والقانون لكن أياً من تلك التحديات لن تكون أصعب مما قد واجهناه في الماضي وتم التغلب عليها بحمد الله
وبفضل تعاون وتفاعل كل أبناء شعبنا اليمني العظيم لهذا فإن على الحكومة مواصلة جهودها من أجل ترجمة ما جاء في البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية وإعطاء الأولوية للتسريع بوتائر التنمية وتشجيع الاستثمارات وتطوير آلية انتشار مظلة الضمان الاجتماعي والاهتمام بتطوير الثروة النفطية والغازية والسمكية والسياحية والمشاريع الزراعية والصناعية والإنتاجية والطاقة والمناطق الصناعية الحرة وكل القطاعات الواعدة بما يوفر فرص عمل جديدة في كل الميادين بالإضافة إلى مكافحة الفقر وتحسين مستوى الحياة لكل فئات المجتمع وفي مقدمتهم ذوي الدخل المحدود وتمكينهم من تنفيذ المشاريع الإنتاجية الصغيرة والمتوسطة في كل المجالات الممكنة
بالإضافة إلى الاهتمام بالأسر المنتجة وتنفيذ المشاريع السكنية وتوزيع الأراضي الزراعية على الشباب والأخذ بيدهم نحو الاعتماد على الذات وجعلهم قوة منتجة وفاعلة في مسيرة البناء والتحديث في الوطن.
الإخوة المواطنون..الأخوات المواطنات..
يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية..إننا نتابع بأسف وحزن عميق تطورات الأوضاع في المنطقة وما تواجهه امتنا العربية والإسلامية من تحديات راهنة تستدعي تضافر الجهود العربية والإسلامية من اجل رأب الصدع في الصف العربي والإسلامي وتجاوز الخلافات بين الأشقاء وتوحيد الكلمة والموقف من أجل استلهام مستقبل عربي وإسلامي أفضل وتعزيز قدرة الأمة على مجابهة تلك التحديات وفي مقدمتها ما تشهده الساحة الفلسطينية من احتقان وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان
وانتهاكات لحقوقه الإنسانية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وهي أمور تتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية وكل المبادئ الأخلاقية والإنسانية.ولهذا فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى القيام بدوره لوضع حد لتلك الانتهاكات والضغط على إسرائيل للقبول بالمبادرة العربية للسلام على أساس الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف..كما انها لمناسبة ندعو فيها مجدداً الأشقاء الفلسطينيين في كل من حركتي فتح وحماس إلى تجاوز حالة القطيعة والخلاف واللجوء للحوار والتفاهم لحل كافة التباينات بينهما ولما فيه خدمة القضية الفلسطينية ومصلحة الشعب الفلسطيني..كما أننا ندعو كافة الأطراف في العراق الشقيق بمختلف توجهاتهم وأطيافهم السياسية والاجتماعية إلى الحوار والوفاق بما من شأنه وضع حد لمواجهة العنف الطائفي والمذهبي وبناء عراق ديمقراطي حر ومستقل وموحد..ونرحب بقبول الأشقاء في السودان نشر قوات متعددة الجنسيات في دارفور ونجدد تأييدنا لجهود الحكومة السودانية لإحلال السلام في هذا الإقليم ولما من شأنه الحفاظ على سيادة السودان واستقراره ووحدة أراضيه.كما أننا في الجمهورية اليمنية نرحب بكافة الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام في الصومال ونبارك الجهود الأفريقية والعربية والدولية لتحقيق المصالحة بين جميع الفصائل الصومالية ومنها تلك الجهود التي بذلتها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وندعو كافة الأطراف الدولية إلى تقديم مختلف أشكال الدعم للحكومة الانتقالية وبما يمكنها من تحقيق الاستقرار وإعادة أعمار الصومال وبناء مؤسسات الدولة الصومالية.وأن بلادنا وهي تؤكد على حق الدول في امتلاك التقنيات النووية للأغراض السلمية فإنها تجدد تمسكها بإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وإلزام إسرائيل بالامتثال لاتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية وبما يحول دون التسابق في هذا المجال وضمان الاستقرار في المنطقة.
الإخوة والأخوات..
يا أبناء قواتنا المسلحة والأمن الباسلة..إن ثقة الشعب الغالية والمتعاظمة في قواته المسلحة والأمن كمؤسسة وطنية رائدة حامية لكل المكاسب والمنجزات وحارسة أمينة للأمن والاستقرار والسيادة الوطنية وشريك في معركة البناء والتنمية وفي كافة المؤسسات الدستورية هي التي تجعل الشعب كله في حالة من الاطمئنان على قدرته في مواصلة البناء والتطوير وتحقيق الازدهار التنموي والتقدم الديمقراطي ومواجهة أشكال الصعاب والتحديات، وقد استطاع الشعب أن ينتصر على ما هو أخطر وأن ينجز ما هو أعظم وأكبر.وإننا ونحن نحتفل بعيد الفطر المبارك وأعياد الثورة الخالدة والتي كان للإبطال في قواتنا المسلحة والأمن الدور الطليعي البارز في تفجير شرارتها والدفاع عنها والانتصار لإرادة الشعب في الحرية والاستقلال والوحدة والديمقراطية والتنمية.. نخص بالتهنئة أولئك الفرسان الشجعان والأبطال الجنود والصف والضباط الميامين في القوات المسلحة والأمن ونشعر بمزيد من الاعتزاز والفخر بما قطعته مسيرة البناء والتحديث في هذه المؤسسة الوطنية الكبرى وما تنهض به من دور وطني كبير في كافة المجالات وتحت مختلف الظروف، وسنظل نواصل بذل الجهود من أجل تعزيز القدرة الدفاعية والأمنية والارتقاء بمستوي حياة المقاتلين الساهرين على أمن الوطن واستقراره وسيادته واستقلاله ومنجزاته وحيث سيظلون يحضون منا بكل الرعاية والاهتمام وفاءً بما يقدمونه من تضحيات وواجب وطني عظيم.مرة أخرى أجدد التهاني لكم ولجميع جماهير شعبنا بهذه المناسبات الوطنية والدينية الغالية.. سائلاً الله العلي القدير أن يتغمد أرواح شهداء الوطن الأبرار بالرحمة والغفران وأن يسكنهم فسيح جناته إلى جوار الأنبياء والصديقين..انه سميع مجيب..عيد سعيد.. وكل عام وأنتم بخير..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,