افتتاحية صحيفة الثورة -
أحفاد «أبو رغال»!!
من المؤسف أن بعض العناصر المأزومة تحاول وبكل ما أوتيت من قوة وكدأبها دوماً على ممارسة كل أشكال الإرهاب الفكري والنفسي ضد أي صوت منصف يتحدث بالحق أو رأي يخالف رأيها ويفند مزاعمها وأباطيلها المضللة بهدف إسكاته حتى يخلو لها المجال لممارسة أكاذيبها وافتراءاتها في تزييف الحقائق وممارسة التعبئة الخاطئة للرأي العام وتحريض البسطاء والتغرير بهم ودفعهم لأعمال التخريب والفوضى التي تستهدف النيل من أمن الوطن واستقراره ووحدته الوطنية وسلمه الاجتماعي في محاولة بائسة من تلك العناصر المأزومة لتمرير تلك المشاريع المشبوهة المرتبطة بقوى خارجية حاقدة على اليمن وأمنه واستقراره.
ولعل مثل هذه النفوس المريضة تسعى إلى تكرار ما قامت به العناصر المأجورة خلال الأزمة التي افتعلتها في صيف عامي 1993-1994م واستلمت ثمن ذلك مالاً مدنساً على حساب شلال من دماء الشهداء والجرحى والمعاقين من أبناء الوطن وكذا مقدرات الاقتصاد الوطني الذي لحقت به خسائر كبيرة.
وها هي تلك العناصر تطل برأسها من جديد وبواجهات جديدة وشعارات مفضوحة وأهداف ومقاصد دنيئة محاولة تعكير صفو السلم الاجتماعي عن طريق إثارة الفتن واختلاق الأزمات.
وهذه العناصر الكريهة التي انغمست في مستنقع العمالة لا يهمها سوى إرضاء من يدفع لها المال الحرام، معتقدة أنها بهذا السلوك القبيح بوسعها أن تنال من الوطن ووحدته ومكاسبه وإنجازاته.. دون وعي منها بأن من يبيع نفسه ويسقط في مهاوي الخيانة والعمالة هيهات له أن ينجح أو يصل إلى مآربه ضد وطنه وأهله، خاصة وقد تكشفت حقيقة هؤلاء وأصبح الشعب اليمني مدركاً لمخططاتهم، وسيكون لهم بالمرصاد ليدحرهم كما دحر أمثالهم بالأمس، منتصراً لثورته ووحدته ونهجه الديمقراطي وإنجازاته على مختلف الأصعدة.
وأمام كل ذلك ليس بغريب أن تتكالب تلك العناصر المأزومة والحاقدة لإسكات أي صوت يفضح حقيقتها ويعريها أمام الناس، كما تفعل الآن مع فضيلة الشيخ ناصر الشيباني الذي قال كلمة حق خلال خطبتي عيد الفطر المبارك في جامع الجند وعرى تلك الحفنة المأزومة التي اتبعت خطوات الشيطان فأضلها عن السبيل.
لقد عبر الشيخ الجليل ناصر الشيباني عن رأيه ووجهة نظره انطلاقاً من حرصه على أمن واستقرار الوطن وغيرته على الوحدة الوطنية التي استعادها شعبنا العظيم وأعلى رايتها الخفاقة فوق كل ربوع الوطن الغالي يوم الـ 22 من مايو العظيم، وحذر بروح الإنسان المؤمن الغيور على وطنه ووحدته من تلك المزالق الخطرة التي تحاول من خلالها تلك الشرذمة جر اليمن نحو هاوية الصراع والخلاف بعد أن منَّ الله عليه بنعمه الوحدة والأمن والأمان والاستقرار.
وكما عهدنا هذه «الشرذمة» المسكونة بالأحقاد والضغائن فإنها تخشى أن يقوم أحد بكشف ألاعيبها ومثالبها أمام الملأ، لهذا فهي تتكالب على نحو خسيس ضد كل من يقول الحق، وذلك هو فعل كل سفيه.
ومع ذلك نقول لأولئك الحاقدين والمأزومين ممن أعمى الله أبصارهم وبصيرتهم أن صوت الحق والخير سيظل عالياً وقوياً ولن ترهبه مثل تلك الأصوات الناعقة التي ما فتئت تكشف عن مقدار هشاشة منطقها وأنانيتها العفنة، ولأنها كذلك فقد أثارها ذلك الصوت الوطني واستثار في داخلها وجع ذلك الزمن البليد الذي مازالت تتشبث به وبثقافته الشمولية والارتدادية.
ولأن الحق أحق أن يتبع فإن أشد ما تخشاه تلك العناصر الانتهازية هو تعرية ما تضمره من أحقاد على الوطن اليمني وأبنائه بعد أن احترفت الارتزاق وأدمنت التآمر والعمالة، ولذلك لا يطيب لها العيش إلا على الفتن ومناظر الدماء التي تسال والأرواح البريئة التي تزهق من أبناء الوطن نتيجة ما تقوم به تلك الشرذمة من أعمال تحريضية وتخريبية ضد الوطن وأمنه واستقراره، مقابل ما تستلمه من ثمن بخسٍ يذكرنا بأسوأ مثال في التاريخ حينما أقدم أبو رغال على بيع الكعبة مقابل نشوة يفقد بها عقله وتوازنه.