المؤتمرنت - الحياة -
الشاعر اليمني محمد الشرفي في «إضاءات»
كاد المشاهد اليمني يصاب ييأس لعدم استضافة أهل الأدب عنده (شعراء، روائيون أو فنانون) على الفضائيات العربية، خصوصاً تلك التي دأبت على تقديم برامج حوار، وترسخت في ذاكرة المشاهدين، كإحدى القنوات العربية الأساسية.
وعلى رغم ما يتداوله اليمنيون أنفسهم، على سبيل الفكاهة السوداء، من أن اليمني لا يتمتع بالإطلالة نفسها التي لنظيره العربي، خصوصاً أولئك الذين ينتمون الى دول الخليج ومصر وبلاد الشام، ما من سبب واضح يمنع ظهور هؤلاء على الفضائيات.
ويمضي اليمنيون في السخرية من أنفسهم، قائلين «إن «لوك» الأديب أو الفنان اليمني «غير جاذب، ولا يعرف طريقاً إلى الـ «نيو لوك»، فملامحه أقرب إلى الترابية، والألوان الزاهية والمبهجة لا مكان لها في ملابسه، ما قد يؤذي ذائقة المشاهد العربي، ويبعد الفضائيات منهم».
هذه الفكاهة تحولت قناعة لدى اليمني الذي بات مقتنعاً بأن مثقفيه وفنانيه وأدباءه لا يصلحون للظهور فضائياً».
لكن برنامج «إضاءات» الذي يعده ويقدمه الإعلامي تركي الدخيل وتبثه قناة «العربية»، غامر أخيراً وكسر هذه القناعة، وأعاد إلى المشاهد اليمني ثقته بأدبائه وفنانيه، عندما قدم على فترات زمنية متقاربة، شخصيات يمنية تمثل حقولاً مختلفة، فكرية وأدبية وسياسية.
ولئن اشتهر برنامج «إضاءات» بملاحقة الشخصيات الإشكالية، في الفكر والدين والسياسة، في منطقة الخليج والسعودية تحديداً، فإنه نجح أيضاً في توفير إطلالة فـريدة لأسماء أدبية وثقافية مهمة.
فكان أخيراً لقاء الدخيل مع الأديب الكبير عبدالعزيز المقالح ثم مع الشاعر محمد الشرفي.
وعلى رغم الشهرة التي يحظى بها المقالح في العالم العربي، تبقى إطلالاته الفضائية نادرة. ولعل السبب في هذه الندرة معروف للجميع. فالمقالح يرفض مغادرة صنعاء، لظروفه الصحية وتقدم سنه، ويعتذر عن عدم تلبية الدعوات، سواء لحضور مؤتمرات أدبية أو لتسجيل حوارات تلفزيونية. واللافت أن ما من برنامج عربي غامر قبل «إضاءات»، وذهب إلى اليمن ليحاور «أشهر أديب في منطقة الجزيرة العربية»، مع أن عدداً من البرامج تعتمد السفر إلى البلدان العربية آلية أساسية في عملها.
في حوار بث قبل أيام، تحدث الشاعر محمد الشرفي عن الشعر والواقع اليمني، وتتطرق كما المقالح قبله، إلى التحديات التي تواجه الأدباء والمثقفين اليمنيين في سعيهم إلى إحداث تغيير في المشهد الأدبي. إضافة إلى المشكلات التي تعترضهم عندما يحاولون تبني مواقف واضحة من قضايا مصيرية، مثل قضية المرأة ووضعها المزري في اليمن.
حواران أكد الدخيل من خلالهما أن الأدباء اليمنيين مثل غيرهم من الأدباء العرب، لديهم هموم وطموحات تتعلق بواقع النص الأدبي، وكذلك بالواقع الاجتماعي والاقتصادي.
ولا شك في أن هناك أسماء مهمة جداً في اليمن من شأنها أن تقدم مادة دسمة لبرامج الحوارات العربية، وتثري مضمونها.
أياً يكن الأمر، خطوة الدخيل في تسليط الضوء على الأدب اليمني ورموزه تستحق الثناء، ويا حبذا لو تنتقل العدوى الى برامج أخرى، بعدما ملّ الجمهور الوجوه نفسها على الشاشات.