المؤتمرنت - ارتفاع ضحايا تفجير استهدف بوتو الى 126 قتيل اعتبر الرئيس الباكستاني برويز مشرف ان الاعتداء المزدوج الذي استهدف ليل الخميس الجمعة موكب رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو واوقع ما لا يقل عن 119 قتلى في كراتشي بجنوب البلاد هو "مؤامرة ضد الديموقراطية". وجاء في بيان بثته وكالة الانباء الباكستانية (اي بي بي) ان مشرف "دان هذا الاعتداء بحزم وقوة مؤكدا ان الامر يتعلق بمؤامرة على الديموقراطية".
و قتل ما لا يقل عن 119 شخصا وجرح 375 اخرون في الاعتداء المزدوج الذي استهدف رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو. وقال مصطفى كمال رئيس بلدية كراتشي "قتل 119 شخصا وجرح 375 اخرون". واضاف "انه حادث مأسوي صدمني لان كراتشي لم تعرف مثل هذا الاعتداء الارهابي منذ عام ونصف العام".
وقد اكدت المسؤولة في حزب الشعب الباكستاني فوزية وهاب عدم اصابة بوتو علما بانها كانت معها في الحافلة التي تعرضت للهجوم بسيارتين مفخختين مع العديد من قيادات ومسؤولي الحزب. واوردت محطات تلفزيونية محلية ان عددا من قيادات الحزب بينهم المتحدثة الرسمية باسمه شيري رحمان ومسؤولة الحزب عبيدة حسين كانتا بين المصابين.
وكان مصدر مطلع في حزب الشعب الباكستاني قد ذكر ان بوتو محظوظة بالنجاة من الهجوم بالنظر الى ان احد التفجيرين وقعا على مقربة بالغة من الحافلة التي كانت تستقلها لدى توجهها الى نصب مؤسس باكستان محمد علي جناح بعد ساعات قليلة على عودتها للبلاد قادمة من منفاها الاختياري في لندن. واوضح المصدر ان الانفجار الاول كان محدود الشدة ووقع قرب حافلة بوتو فيما اتى الثاني بعده بدقائق وكان قوي المفعول واوقع اغلبية الضحايا والمصابين.
من جانبه، قال السفير الباكستاني في واشنطن إن بوتو أعيدت إلى منزلها سالمة بعد أن نجحت الشرطة في إجلائها من موقع الانفجارين. كما أكد قائد الشرطة الباكستانية أزهار فاروقي أن بوتو أجليت على الفور من المكان في إطار خطة الطوارئ التي أعدتها أجهزة الأمن.
وتشير تقديرات إلى أن بين القتلى 20 على الأقل من قوات الشرطة التي انتشر الآف منها في كراتشي لتأمين وصول رئيسة الوزراء السابقة. وفي إطار لاحتياطات الأمنية تم تزويد الشاحنة التي أقلت بوتو بزجاج مضاد للرصاص مما ساعد على مايبدو في نجاتها.
وقد اتهم عاصف علي زرداري زوج بوتو أحد أجهزة الاستخبارات الباكستانية بتدبير التفجيرين وطالب باتخاذ إجراء ضد هذا الجهاز. واعتبر في تصريحات لإحدى محطات التلفزة الباكستانية أن طبيعة الهجوم تشير إلى أنه من تدبير الاستخبارات وليس من عناصر إسلامية متطرفة.
وكانت السلطات الباكستانية نصحت رئيسة الوزراء السابقة بالانتقال من مطار كراتشي إلى وسط المدينة بطائرة هليكوبتر لكنها رفضت ذلك وقالت إنها لا تخشى أي تهديدات. وكان موكب بوتو متوجها الى ضريح محمد علي جناح مؤسس الجمهورية الباكستانية حيث كانت تعتزم القاء خطاب هناك بمناسبة عودتها وكان من المنتظر أن يتضمن خطة العمل السياسي للمرحلة المقبلة.
ادانة دولية للاعتداء
واشنطن
و في اول رد فعل لواشنطن، دان البيت الابيض الاعتداء الذي وقع بالقرب من موكب بوتو واكد ان المتطرفين لن ينجحوا في اجهاض الانتخابات المقبلة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردون جهوندرو ان "الولايات المتحدة تدين الاعتداء الوحشي الذي وقع في باكستان وتحزن على قتل ابرياء". واضاف ان "المتطرفين لن ينجحوا في منع الباكستانيين من اختيار ممثليهم عبر عملية ديموقراطية ومنفتحة" في اشارة الى الانتخابات التشريعية التي ستجري في كانون الثاني/يناير المقبل.
كما دانت وزارة الخارجية ايضا الاعتداء الذي اوقع مئات القتلى و الجرحى. وقال المتحدث باسم الوزارة توم كايسي ان "المسؤولين (عن الاعتداء) يريدون زرع الخوف والقضاء على الحريات" مشيرا الى ان الرئيس الباكستاني ادان الاعتداء. واضاف "افكارنا وصلواتنا تتجه الى الضحايا وعائلاتهم" مضيفا ان "اية قضية سياسية لا يمكن ان تبرر قتل ابرياء" مضيفا ان الولايات المتحدة تدعم باكستان في حربها ضد التهديد الارهابي ومن اجل بناء "مجتمع منفتح وديموقراطي ومسالم".
و كانت الولايات المتحدة اعربت الخميس عن أملها في ان تسهم عودة بوتو الى بلادها في تعزيز الديمقراطية في باكستان. ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو في لقاء مع الصحافيين باكستان بأنها "قوة معتدلة في المنطقة وبامكانها ان تكون حليفا لمساعدة الولايات المتحدة في الحرب ضد التطرف والاصولية هناك" معربة عن امل بلادها في وجود "باكستان مسالم وديمقراطي". وقالت ان "باكستان اظهرت ارادة للعمل في اتجاه تعزيز قدرتها على ايجاد ديمقراطية مستقرة في البلاد" مشيرة الى ان الولايات المتحدة تقوم بتشجيع اسلام اباد على ذلك.
واعتبرت بيرينو ان الخلافات بين الرئيس الحالي برويز مشرف ورئيسة الوزراء السابقة بناظير بوتو هي "شأن داخلي سوف يجد الطرفان حلا له" مبدية ترحيب واشنطن بزيادة الحوار والمفاوضات بين الجانبين.
وفي السياق ذاته عبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية توم كايسي عن رغبة الولايات المتحدة في رؤية "انتخابات حرة وعادلة وشفافة في باكستان تتم بمشاركة جميع الأحزاب الشرعية في النظام السياسي للبلاد بما في ذلك حزب رئيسة الوزراء السابقة بوتو". وابدى كايسي سعادة بلاده بعودة بوتو الى باكستان "بشكل مسالم" معربا عن رغبة الولايات المتحدة في مشاركة جميع القوى السياسية في مستقبل باكستان بشكل فعال.
وقال ان الولايات المتحدة وباكستان تتشاركان في العديد من القضايا ومن بينها "مواجهة التطرف والتعامل مع اشياء على غرار دعم التنمية الاقتصادية في منطقة القبائل" الواقعة على الحدود بين باكستان وافغانستان.
لندن
من جهتها، دان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الاعتداء "المروع" الذي استهدف بوتو . وقال في بيان اصدره على هامش قمة الاتحاد الاوروبي في لشبونة "اشارك الجالية الباكستانية في المملكة المتحدة الصدمة التي اصيبت بها بفعل هذه الاعتداءات المروعة" معربا عن "ذهوله". وقال "ادين كليا استعمال العنف ضد اناس ابرياء تماما ومحاولة القضاء على حق الباكستانيين في التعبير عن صوتهم ديموقراطيا" مؤكدا عزم بريطانيا على "العمل مع جميع الملتزمين ببناء باكستان مسالمة وديموقراطية".
الاتحاد الاوروبي
كذلك، دان الاتحاد الاوروبي ب"قوة" الاعتداء الذي استهدف بنازير بوتو . وجاء في بيان للرئاسة البرتغالية للاتحاد ان "الاتحاد الاوروبي يدين بقوة الاعتداء الارهابي على موكب بنازير بوتو" مشيرا الى ان الضحايا كانوا يشاركون في "استعراض سلمي في شوارع كراتشي".
واضاف ان "مثل هذه الاعمال الارهابية تعرض العملية الانتخابية للخطر" داعيا "السلطات الباكستانية وجميع القوى السياسية في البلاد الى القيام بكل ما يمكنها القيام به من اجل الاعداد للانتخابات المقبلة ولكي تجري في جو مناسب من حرية التعبير لارادة الناخبين". اوضح البيان ان "الاتحاد الاوروبي يدعو السلطات الباكستانية الى احالة المسؤولين عن هذا الاعتداء الى القضاء".
*ايلاف
|