افتتاحية الثورة -
التنمية- وخطايا "المشترك!!
استمرار ألسنة السوء داخل أحزاب اللقاء المشترك بالتحريض على أعمال الشغب والفوضى والتشجيع على إقامة الاعتصامات والمسيرات خارج الأطر التي نظمها القانون، حتى بعد أن تم حل ومعالجة قضية المتقاعدين من قبل الدولة وهي القضية التي كانت تستخدمها هذه الأحزاب كذريعة للمزايدة والمكايدة السياسية ومحاولة الظهور في الشارع إنما يعكس بالدليل القاطع على أن ما يسعى إلىه "المشترك" من وراء كل ذلك التصعيد، لا علاقة له من قريب أو بعيد بمطالب المتقاعدين ولا بالمتغيرات السعرية، ولا بأية مسألة تخص أو ترتبط بهموم أبناء المجتمع، بل إن الهدف الرئيسي من وراء كل ذلك هو تعطيل مسيرة التنمية والجهود المبذولة لجذب الاستثمارات، وإعاقة تنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي حظي بثقة الناخبين وحاز على أصواتهم في انتخابات سبتمبر 2006م، وهو البرنامج الذي ركز في مضمونه ومحتواه على إيجاد الاقتصاد الإنتاجي والبناء المؤسسي واستكمال مقومات الدولة اليمنية الحديثة وتحقيق النمو الشامل والمستدام الذي يسهم في الحد من البطالة والارتقاء بالأوضاع المعيشية للمواطنين.
وعليه إذا كان من الطبيعي في ظل الديمقراطية، أن يعمل من في السلطة على تنفيذ برامجه، فيما تتجه المعارضة إلى ممارسة دورها في نقد السلبيات بصورة هادفة وبناءة، فإن من غير المنطقي أن تستغل أحزاب المشترك مناخات الحريات المكفولة دستورياً للإيغال في أعمال التحريض وتزييف وعي البسطاء ودفعهم لممارسة بعض التصرفات الفوضوية، بصورة تسيء إلى مفهوم الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير، عوضاً عن إعاقة خطط التنمية بمساراتها المختلفة، الأمر الذي يوحي بأن هؤلاء قد سخروا كل قدراتهم من أجل هدم صرح هذا الوطن وإيقاف عجلة نموه وهم من سيتحملون نتائج هذه التصرفات أمام الشعب الذي لا شك وأنه الذي سيحاسبهم على كل فعل اقترفوه بحقه آجلاً أم عاجلاً.
ومن الثابت أن مثل هذا التوجه التدميري لأحزاب المشترك لن يعود عليها بمصلحة أو مكسب سياسي أو انتخابي كما أن قياداتها التي ركبت موجة التحريض وتأجيج مشاعر الناس عبر أساليب التضليل مستهدفة في المقام الأول عملية التنمية والاستثمار، لن تجني من وراء ذلك أي فائدة تذكر سوى ما سيلحق بها من غضب الجماهير التي تجد في تصرفات هذه القيادات الحزبية إضراراً بمصالحها وتطلعاتها في النماء والتطور.
ومن نافلة القول أن بعض القيادات الحزبية في اللقاء المشترك قد أعماهم الحقد على وطنهم إلى درجة أنهم الذين انقادوا وراء أهوائهم وغرائزهم دون إدراك منهم بعواقب السير في هذا الطريق المحفوف بالمخاطر،وما لم تسارع الشخصيات المتزنة في هذه الأحزاب إلى "فرملة" تلك القيادات التي تملكتها نوازع الانتقام وغابت عن عقولها حسابات العقل والمنطق فإنها التي لن تتورع عن دفع أحزابها إلى مهاوي الضياع والتلاشي النهائي.
وفي كل الأحوال فإن قيادات أحزاب المشترك لن تكون مسئولة فقط على الأخطاء والخطايا التي اقترفتها بحق أحزابها بل أنها ستكون مسئولة أيضاً عن تعطيل مسيرة التنمية ومشاريعها وشل حركة النمو والتطور في الوطن، وستجد هذه القيادات نفسها يوماً ما تحت طائلة مساءلة الشعب الذي يرفض أن تعبث قلة محدودة بمقدراته وتطلعاته، متوهمة أنها تلعب دور البطولة، بينما هي في حقيقة الأمر لا تبدو أكثر من كونها مرتهنة لعنتريات زائفة تلهث من ورائها للحصول على بعض المنافع بأساليب انتهازية، وهي تؤكد صحة هذا الاعتقاد من خلال انغماسها في النميمة ونشر الأكاذيب مع أنها التي لا تجهل من أن مثل هذه الفرقعات سرعان ما سترتد إلى صدور أصحابها، أما الوطن فلن تضره مثل تلك الفرقعات الجوفاء ولن تثنيه عن مواصلة انتصاراته في الحقلين السياسي والاقتصادي كل المحاولات والمخططات المشبوهة في مراميها وعناصرها الخفية أو الظاهرة، فستسقط جميعها وستبقى اليمن عزيزة وكريمة شامخة في كل وقت وحين.