المؤتمرنت -
مجلس قضاء قبلي بسيناء يغرم صحافياً 2.7 مليون جنيه قيمة أكثر من ألف ناقة
بغرامة قدرها 2.7 مليون جنيه يتم دفعها لقبيلة الترابين، أنهى مجلس للقضاء العرفي بسيناء، شمال شرقي مصر، محاكمة صحافي ينتمي لقبيلة البياضية، متهم بالسب والقذف في حق القبيلة الأولى عن طريق النشر، فيما تنازلت «الترابين»، عن مليون جنيه من الغرامة بدون مقابل، على أن تتنازل عن بقية المبلغ مقابل رفع «البياضية» 12 راية على منازل 12 قبيلة، مكتوب عليها «أنا غلطان وكتر خير الترابين.. قدروا وعفوا».
وقررت المحكمة العرفية قيام قبيلة البياضية بنشر اعتذار لقبيلة الترابين وقبائل وسط سيناء في ثلاث صحف رسمية. وأن يقوم الصحافي ناشر الموضوع، بنشر تكذيب في نفس الجريدة التي نشرت الموضوع محل المحاكمة.

وبدأت قبلية البياضية بالفعل برفع رايتين كبادرة حسن نية، وستقوم بالانتهاء من رفع الرايات يوم الأحد المقبل على أن تعلق راية عند مكان كل قبيلة بسيناء.

وكان الصحافي عامر سليمان بجريدة «الأحرار» المصرية المعارضة قد نشر تقريرا تضمن اتهامات لقبيلة الترابين بأنهم قطاع طرق ومتورطون في عمليات خطف السيارات وتهريب المخدرات والاستيلاء على مخازن الأسلحة والمتفجرات. وأقرت هيئة المحكمة في جلسة سابقة، عقدت في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر (ايلول) الماضي، حق قبيلة الترابين لدى قبيلة البياضية، وفيما يلي تفاصيل بنود حكم القضاء العرفي في القضية:

الشق الأول (حق قبيلة الترابين): ـ البند الخاص بصورة المرأة البدوية مرسوم عليها نجمة داود: يتم رفع عدد 12 راية لدى 12 قبيلة، مكتوب عليها: «أنا غلطان وكتر خير الترابين.. قدروا وعفوا، وكبر الفولة من لسانه.. ولا 100 ألف من ماله عند كل راية».

ـ البند الخاص باتهام القبيلة بالتعامل مع إسرائيل: عدد 1000 رباع (جمل صغير) قيمة كل رباع 500 جنيه.

ـ البند الخاص بتشبيه القبيلة بالقردة والخنازير والفئران: عدد 100 رباع قيمة كل رباع 500 جنيه.. أي بإجمالي مبلغ 50 ألف جنيه.

ـ بقية البنود الأخرى: عدد 500 رباع قيمة كل منها 500 جنيه، بإجمالي مبلغ مليون و875 ألف جنيه.

الشق الثاني: حق الحاج مطر الوارد ذكر اسمه في التقرير، وهو من قبيلة الترابين: ـ يتم رفع رايتين ببئر العبد والمغارة، وحق اتهام الجيرة عدد 50 رباعا قيمة الرباع 500 جنيه.

الشق الثالث: حق قبائل الوسط: ـ يتم رفع عدد 4 رايات بكل من: الجفجافة ونخل والجدى والقسيمة، وعند كل راية يقول: «أنا غلطان فيما قلت في حق قبائل الوسط». ومن جانبه قال عامر سليمان، الصحافي بصحيفة «الأحرار» المعارضة إن محاكمته أمام مجلس قضاء عرفي بسيناء «كانت مفاجأة بالنسبة له»، موضحاً أنه يتوقع أن يلجأ المعترضون على الموضوعات التي ينشرها في جريدته إلى القضاء العادي وفقاً لقانون النشر المعمول به في البلاد، غير أنه أكد احترامه وتقديره للقضاء العرفي، وشيوخ وعقلاء قبائل سيناء «ترابين» أو «بياضية» أو غيرهم.

وأضاف سليمان في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: أسجل اعتذاري عما سببه نشر الموضوع من مشاكل وبلبلة، خاصة أن هناك علاقات حميمة بين قبيلتي (البياضية)، وقبيلة الترابين، وكافة قبائل وسط سيناء.

وأوضح الصحافي سليمان أنه لم يكن يقصد أي إساءة لأي قبيلة من وراء نشر الموضوع.

وتعليقاً على العقوبات المغلظة التي أقرها مجلس القضاء العرفي قال للشرق الاوسط «إن هذا النوع من القضاء له خصوصية، حيث يغالي في تقدير الأضرار، بهدف الزجر ومنع تكرارها في المجتمع القبلي».

وأشار إلى أنه لم يحضر أي جلسة لهذه المحاكمة، لكنه قال « مشايخ وعقلاء قبيلة البياضية حضروا وقاموا بتقديم اللازم، وهذا يكفي، وأنا لا أعترض على الحكم، فقد امتثلت له، وقبيلتي ذهبت إلى الترابين اليوم للوفاء بالحكم، لكن الترابين كان لهم قرار بالتنازل.