المؤتمرنت - CNN -
بوتين: معاقبة طهران أشبه برجل مجنون يحمل "موسى" حلاقة بيده
في تصريح يبدو كأنه رد على الخطوة الأمريكية الأخيرة بفرض عقوبات على إيران، حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس من فرض عقوبات جديدة ضد إيران، ملمحاً إلى أنها ستؤدي إلى طريق مسدود.
وقال بوتين في إشارة للدفع الأمريكي بفرض عقوبات أكثر صرامة ضد طهران: "لماذا نزيد الوضع سوءاً عن طريق التهديد بفرض عقوبات وإيصاله إلى طريق مسدود؟"
وأضاف الرئيس الروسي: "هذه ليست الطريقة الأفضل لحل المسألة بالركض مثل رجل مجنون يحمل موسى حلاقة في يده،" نقلاً عن الأسوشيتد برس.
وأوضح بوتين أن الموقف من برنامج إيران النووي يحتاج إلى الحل عبر المحادثات، وطرح كوريا الشمالية مثالاً على ذلك.
وقال: "منذ وقت قريب، لم يكن ممكناً حل قضية كوريا الشمالية سلمياً"، غير أن الخلاف تم حله.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد فرضت الخميس عقوبات قاسية على إيران، مستهدفة الحرس الثوري الإسلامي وقوات النخبة فيها، فيلق القدس، وعدد من البنوك والمصارف والشخصيات الإيرانية تتهمهم دعم انتشار الأسلحة النووية وأنشطة أخرى تتعلق بالإرهاب.
وقال وزير المالية الأمريكي، هنري بولسون، في بيان نشر على موقع الوزارة على الإنترنت: "إن إيران تستغل روابطها المالية العالمية في السعي من أجل الحصول على قدرات نووية وتطوير صواريخ بالستية وتمويل الإرهاب."
وجاء في البيان أن "جميع الصفقات بين الجهات الإيرانية المذكورة وأي شخص أمريكي ستحظر وتمنع، كما سيتم تجميد أي أصول وموجودات تخص هذه الجهات بحكم القضاء الأمريكي."
وكانت مصادر في وزارة الخارجية الأمريكية قد كشفت لشبكة CNN أن واشنطن ستعلن الخميس مجموعة من العقوبات الجديدة ضد إيران، تستهدف بشكل رئيسي ضرب طوق حول الحرس الثوري، الذي سيتم إدراجه على قائمة "التنظيمات الإرهابية."
وقالت المصادر الواسعة الإطلاع إن العقوبات التي سيعلن عنها وزير الخزانة، هنري بولسون، ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، ستشمل تجميد حسابات مصرفية وأصول مالية عائدة للحرس الثوري في الولايات المتحدة.
وفي هذا الإطار، ذكرت أوساط البيت الأبيض أن الحرس الثوري سيعتبر من بين الجهات الساعية لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، فيما سيتم التركيز على معاقبة "فيلق القدس" التابع للحرس بشكل خاص، بسبب الشبهات التي تدور حول دوره في الهجمات ضد القوات الأمريكية في العراق.
وتعتبر هذه الخطوة الأحدث ضمن سلسلة من الإجراءات الشبيهة التي تقوم بها واشنطن للحد من نفوذ إيران وتأثيرها في منطقة الشرق الأوسط، ولإرغامها على التخلي عن برامجها النووية.
ويحاول البيت الأبيض بناء تحالف واسع بوجه طهران، يضم مجموعة من الدول الأوروبية والعربية، ويحاول في هذا الإطار إقناع عدد من دول الخليج بالانضمام إليه.
وكان نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، قد أعلن الأحد، أن الولايات المتحدة والأسرة الدولية، لن تسمحا بحصول "دولة داعمة للإرهاب" على سلاح نووي، وأن بلاده على استعداد لفرض "عواقب خطيرة"، حال استمرار الجمهورية الإسلامية في نهجها الحالي.
جاءت تصريحات تشيني، فيما استعرض الحرس الثوري عضلاته، ملمحاً إلى "تفوقه العسكري"، عبر الإشارة إلى قدرته على إمطار قواعد من قال بأنهم "الأعداء" بـ11 ألف صاروخ، بعد دقيقة واحدة، من شن أي هجوم عسكري على الجمهورية الإيرانية.
وكانت مصادر مطلعة قد أكدت في أغسطس/آب الماضي لشبكة CNN، أن البيت الأبيض يعقد جلسات خاصة مؤخراً لمناقشة خطوة مرتقبة حيال الحرس الثوري الإيراني.
وأشارت المصادر إلى أن بوش سيصدر قريباً قراراً يسبغ فيه صفة "الإرهاب" على الحرس الثوري الذي يعتبر العمود الفقري للنظام الإيراني، وأن الخلاف كان يدور حول ما إذا كان يتوجب على بوش إطلاق صفة "مجموعة إرهابية عالمية مختصة" على مجمل وحدات الحرس أو حصرها بفرق معينة.
ورجحت التقديرات آنذاك أن يتيح لوزارة الخزينة الأمريكية اتخاذ إجراءات ضد كل من يتهم بتمويل الحرس الثوري أو يتعامل معه، واصفة إياه بأنه "سيعلن بدء المواجهة معه،" على خلفية دعمه لحركات تصفها تتهمها واشنطن بالتطرف مثل حزب الله وحماس والمتشددين العراقيين والأفغان.