المؤتمرنت - رويترز -
جول : صبر تركيا ينفد بعد هجوم للمتمردين
حذر الرئيس التركي عبد الله جول المتمردين الاكراد يوم الخميس من ان صبر تركيا ينفد بعد ان قالت القوات التركية انها صدت هجوما للمتمردين قرب الحدود العراقية.
وحشدت أنقرة ما يصل الى 100 ألف جندي على طول الحدود الجبلية استعدادا لشن عملية محتملة عبر الحدود لسحق نحو ثلاثة الاف متمرد من حزب العمال الكردستاني يشنون هجمات على تركيا انطلاقا من شمال العراق.
وكثف دبلوماسيون عراقيون وأتراك وأمريكيون جهودهم لتجنب حدوث توغل تركي كبير لكن جول قال ان تركيا عضو حلف شمال الاطلسي لن تسمح بأن يشن حزب العمال الكردستاني المزيد من الهجمات من العراق.
وقال جول أمام مؤتمر اقتصادي في أنقرة "نحن عازمون تماما على اتخاذ جميع الخطوات الضرورية لانهاء هذا التهديد .. لا يجب ان يكون العراق مصدر تهديد لجيرانه."
والولايات المتحدة حريصة على الحيلولة دون شن هجوم تركي واسع النطاق في شمال العراق ليس خوفا من زعزعة استقرار اهدأ منطقة في البلاد فحسب بل ربما استقرار المنطقة بأسرها ايضا.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للصحفيين خلال زيارة لرومانيا ان الولايات المتحدة "ربما لا تريد ان نقوم بعملية عبر الحدود. لكننا نحن الذين سنقرر ما اذا كنا سنفعل ذلك ام لا."
ونقلت وكالة انباء الاناضول التركية عن أنقرة قولها انها ربما تفرض عقوبات اقتصادية على العراق فيما هدد محمود المشهداني رئيس مجلس النواب العراقي يوم الخميس بأن العراق سيرد على اي عقوبات بقطع امدادات النفط الى تركيا.
ويضخ خط انابيب النفط الممتد من حقول كركوك بالعراق الى ميناء جيهان التركي حوالي 300 الف برميل يوميا منذ اواخر أغسطس اب.
وتزايد ضغط الرأي العام على السلطات التركية لعمل شئ منذ ان قتل المتمردون 12 جنديا في مطلع الاسبوع. وقال حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الاوروبي على انه منظمة ارهابية انه اسر ثمانية جنود.
وقال ماثيو بريزا نائب مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون الاوروبية واليورواسيوية في كلمة في أنقرة "نبذل أقصى ما في وسعنا ونعمل مع الحكومتين العراقية والتركية لضمان الافراج عن الرهائن."
وأكدت مصادر امنية تركية القيام بسلسلة من الطلعات الجوية وتوغلات للقوات البرية منذ يوم الاحد الماضي في الاراضي العراقية رغم ان أنقرة قالت انها لا تزال تأمل في ان تؤدي الدبلوماسية الى تجنب الحاجة للقيام بغزو بري شامل.
وقال مسؤولون امنيون لرويترز ان الدبابات والمدفعية التركية صدت هجوما شنه نحو 40 متمردا من حزب العمال الكردستاني في وقت متأخر يوم الاربعاء على موقع عسكري في اقليم حكاري قرب الحدود.
وقال المسؤولون انه بعد اشتباكات عنيفة انسحب المتمردون الى شمال العراق ومعهم عدد غير معلوم من القتلى والجرحى. واصيب جندي تركي في الاشتباكات.
وانطلقت مقاتلات من طراز اف-16 في ساعة مبكرة يوم الخميس من مطار ديار بكر كبرى مدن جنوب شرق تركيا الذي يقطنه غالبية كردية. ولم تعرف وجهة الطائرات.
ووصل وفد عراقي الى أنقرة لاجراء محادثات من المقرر ان تبدأ بشكل كامل يوم الجمعة. ويصف المسؤولون الاتراك المحادثات بانها فرصة اخيرة للدبلوماسية. وقال وزير الدفاع العراقي اللواء عبد القادر جاسم رئيس الوفد للصحفيين انهم جاءوا بمقترحات ملموسة.
لكن المسؤولين الاتراك والعراقيين قالوا ان انقرة منعت وزير داخلية اقليم كردستان العراق كريم سنجاري من دخول أراضيها وهو ما قد يقوض المحادثات.
ووعدت حكومة بغداد باغلاق مكاتب حزب العمال الكردستاني لكن أنقرة تعرف ان الحكومة المركزية في العراق ليس لها نفوذ كبير في الشمال الكردي الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
واتهمت الصحف التركية يوم الخميس الزعماء العراقيين وزعماء الاكراد العراقيين بعدم الامانة أو الجدارة بالثقة قائلة انهم وعدوا بالكثير لكنهم لم يحققوا شيئا من الناحية الفعلية.
واعربت الصحف عن غضبها بصفة خاصة من الرئيس العراقي جلال الطالباني وهو كردي نقل عنه مسؤولون أتراك كبار يوم الاربعاء قوله ان بغداد ربما تسلم متمردي حزب العمال الكردستاني الى تركيا. لكن مكتب الطالباني نفى في وقت لاحق انه قال هذا.
ومن المقرر ان تزور وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس تركيا في الثاني والثالث من نوفمبر تشرين الثاني بينما من المتوقع ان يجتمع اردوغان مع الرئيس الامريكي جورج بوش في واشنطن في الخامس من نفس الشهر.