جدة: فايزة صالح انبا* - سعوديات يتحدين (حظر) سرطان الثدي عندما اكتشف الدكتورة سامية العمودي العام الماضي اصابتها بسرطان الثدي، وهو مرض لا يزال غير مقبول من المجتمع السعودي المحافظ، قررت ان تتناول التفاصيل في عمودها الصحافي، الأمر الذي اثار صدمة كثير من السعوديين. وأصرت الدكتورة سامية، 50 سنة، على الحديث حول قصتها مع سرطان الثدي في اكثر من 30 مقابلة على شاشات التلفزيون والصحف والمجلات محاولة تسليط الضوء على مرض يعتقد انه في مقدمة الأمراض المؤدية للوفاة لدى نساء منطقة الشرق الاوسط.
وقالت الدكتورة سامية العمودي ان جولة سيدة الولايات المتحدة الاولى لورا في منطقة الشرق الاوسط لرفع الوعي حول سرطان الثدي اعطى دفعة لمعركتها الرامية الى طرح هذه القضية والحديث حولها بصورة مفتوحة.
وقالت الدكتورة سامية موجهة حديثها الى لورا بوش ان التغطية الإعلامية الواسعة لزيارتها وإدراك الناس ان الغرض من الزيارة يتركز حول نشر الوعي حول سرطان الثدي سيساعد على دفع حملتهن للتوعية بهذا المرض. وتزور لورا بوش منطقة الخليج كجزء من شراكة اميركية ـ شرق اوسطية لرفع الوعي بسرطان الثدي ودعم البحوث في هذا المجال. ووصفت المبادرة لدى انطلاقها العام الماضي بأنها «افضل انواع الدبلوماسية الشعبية»،
ونظمت البرنامج وزارة الخارجية ويضم مؤسسة سوزان ج. كومان ومركز لأبحاث السرطان في تكساس. وقالت سامية العمودي انه على الرغم من توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم العربي منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 والحرب على العراق، فإن نساء المنطقة شعرن بالعرفان تجاه الشراكة في مجال رفع الوعي بمرض سرطان الثدي. وقالت اخصائية الأشعة اسماء الدباغ ان السعوديات يتوفين بسبب سرطان الثدي لأنهن يكتشفن المرض في مرحلة متأخرة.
وأضافت قائلة ان النساء يشعرن بالخجل تجاه الحديث عن سرطان الثدي بسبب الثقافة المحافظة التي تركز على الخصوصية. واضافت اسماء قائلة ان النساء اللائي يعانين من سرطان الثدي لا يجرين الفحوصات اللازمة خوفا من فقدان الزوج والإضرار بفرص بناتهن في الزواج.
قالت اسماء الدباغ ايضا ان النساء في السعودية الآن في مرحلة كانت فيها النساء الاميركيات قبل 25 سنة، وأضافت قائلة ان في السعودية الكثير من الشعور بالخجل تجاه سرطان الثدي. وفي مقالاتها الصحافية والمقابلات التي اجريت معها اشارت سامية العمودي الى ان السرطان يعتبر في السعودية نذير حظ سيئ ويطلق الناس عليه عادة «المرض السيئ».
وأضافت قائلة ان الناس هناك يرون ان الاصابة بالسرطان تعني الموت، كما ان النساء بصورة عامة لا يجرين عمليات الفحص المبكر، ويعتقدن انهن اذا تعرضن للاصابة فإن ذلك امر من الله، إلا ان الله، كما تقول سامية العمودي، دعا الناس الى ان يهتموا بأنفسهم.
جدير بالذكر ان 70 بالمائة من حالات سرطان الثدي في السعودية لا يبلغ عنها إلا في مراحل متأخرة، مقارنة بنسبة 40 بالمائة في الولايات المتحدة. وكانت سامية العمودي قد كتبت في عمودها الصحافي بعد شهر من اكتشافها الاصابة بسرطان الثدي انها عن طريق الصدفة شعرت بورم على ثديها وهي تخلع عباءتها. وبعد الفحوصات تأكدت من اصابتها بالمرض، وتقول انها توجهت فورا بالدعاء الى الله كي يقويها في مواجهته. وهناك دلائل على ان جهود العمودي تؤتي ثمارها. وقالت الدباغ، الأخصائية بالأشعة، ان النساء قد بدأن مؤخرا بالمجيء الى عيادتها وطلب اجراء فحوص للثدي بعد مشاهدتهن العمودي في التلفزيون.
وبينما كانت المجموعة تنتظر لورا بوش في بيت القنصل الاميركي، مدت سمية الثقفي، وهي صحافية تبلغ الحادية والثلاثين وقد شخص لديها المرض في اغسطس الماضي، مدت ذراعها وأظهرت للنساء الأخريات آثارا على يدها من العلاج الكيمياوي الأسبوع الحالي. وأزالت العمودي عباءتها ودفعت مقدمة بدلتها وأشارت الى موضع في صدرها حيث الأطباء زرعوا أنبوبا تأخذ دواءها عبره.
وحثت النساء قائلة «يجب عليكن تجربة الأنبوب. انه أسهل واقل ايلاما».
ولورا بوش التي زارت الكويت أيضا يوم الأربعاء وتوقفت في الأردن امس التقت مع النساء السبع الناجيات من سرطان الثدي وأصغت الى قصة كل واحدة منهن. وقالت «أمي وجدتي ايضا عانتا من سرطان الثدي». وأبلغت بوش اللقاء بأنها تغلبت على صورتها النمطية عن النساء السعوديات، مشيرة الى انها كانت تعتقد خطأ انه سيكون من الصعب التواصل معهن. وقالت «وجدت انهن شأن النساء في كل مكان، قويات جدا».
وتحدثت ام عبد الرحمن (45 عاما) وكانت ترتدي العباءة السوداء وتغطي وجهها بحجاب لا يظهر سوى عينيها، الى لورا بوش قائلة «شكرا لاهتمامك لا بالشعب الاميركي فقط وانما بنا أيضا».
وفي نهاية اللقاء قدمت العمودي هدية من المجموعة للورا، وهي وشاح رأس اسود مطرز بالأرجوان على الجانبين. ووضعته لورا على رأسها بينما كانت النساء يقتربن منها لالتقاط الصور.
* خدمة «واشنطن بوست» (خاص بـ«الشرق الأوسط»)
|