الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:24 م
ابحث ابحث عن:
عربي ودولي
السبت, 27-أكتوبر-2007
المؤتمر نت - الرئيس بوِش المؤتمرنت - الشرق الأوسط -
هفوات الرئيس بوش ومغالطاته وجهله بالحقائق
أصدر مؤخرا فرانك ريتش كاتب عمود في جريدة «نيويورك تايمز»، كتاب «القصة التي باعها بوش للاميركيين: سقوط الحقيقة»، وقال المؤلف في مقدمة الكتاب: «لنقول عن هجوم 11 سبتمبر كل ما نريد ان نقول. ولنصفه بأنه كذا، وكذا، وكذا. لكن اهم شيء هو ان الهجوم كان بداية قصة باعها بوش للشعب الاميركي. قصة استمرت لست سنوات، حتى الآن. قصة فيها اثارة، وحروب، وحيل، ومفاجآت، وفضائح، وكل شيء، الا شيء واحد، هو الحقيقة». وقبل هذا الكتاب كتب جيمس بامفورد، خبير استخبارات، كتاب «عذر الحرب: اساءة استغلال وكالات الاستخبارات». وقبله كتب هنرى برادون كتاب «مبالغات وحروب: اين الحقيقة؟» صدرت، حتى الآن، اكثر من عشرة كتب عن مغالطات بوش، وجهله بالحقائق او تجاهله لها. كان اول كتاب هو «ثمن الولاء» الذي كتبه بول اونيل، وزير مالية استقال خلال السنوات الأولى لبوش. غير انه، في مناخ واشنطن الغامض والخيالي، لا يعرف هل استقال الوزير ليكشف الاكاذيب، او كشفها لأنه استقال. قال اونيل: «كان بوش مثل رئيس اطرش في مجلس وزراء من العميان». وقال ما لم يقل بوش علنا حتى الآن، ما قال داخل اجتماعات مجلس الوزراء. مثلا: اولا: سبب غضب بوش الرئيسي على صدام حسين كان محاولة صدام حسين قتل والده عندما زار الكويت بعد تحريرها. ثانيا: تبجح بأنه «كاوبوي» من تكساس، وان التكساسيين يعلون على بقية الاميركيين، ناهيك من شعوب العالم الاخرى. ثالثا: استغرب لأن التلفزيونات والصحف تقارن بينه وبين صدام حسين، وقال ان صدام حسين لا يساوي كعب حذائه. رابعا: فتح مرة باب اجتماع لمجلس الوزراء، وقال: «... (كلمة بذيئة) صدام حسين، وسنقضي عليه قريبا».
وقال رتش، في كتابه، ان نسبة كبيرة من تصريحات بوش الخاطئة سببها جهله، ليس فقط بما يدور حوله داخل اميركا، ولكن، اكثر واخطر من ذلك، بما يدور خارج اميركا. وانتقد الذين يكتفون بالتندر على بوش بسبب جهله، وقال ان الموضوع اكبر من ذلك. وقال: «يوجد شيء اهم من بوش، ومن جهله، ومن اخطائه، وهو انه فتح ابواب البيت الابيض على مصراعيها لمجموعة معينة ذكية، وضعت خططا استراتيجية ادخلتنا في مشكلة عالمية لم نر مثيلا لها في تاريخنا». وقال ان هذه المجموعة «حولت الاشاعات الى معلومات، والطموحات الشخصية الى استراتيجيات، وقدمتها الى الشعب الأميركي الذي لم يقدر على ان يفرق بينها».

وفسر رتش تصريحا قاله بوش قبل غزو العراق بسنة كاملة، اثناء مقابلة مع بات روبرتسون، من قادة اليمين المسيحي، ويقدم برنامجا تلفزيونيا يوميا. سأل بوش عن امكانية غزو العراق، واسقاط صدام حسين بدون اراقة أي دم اميركي. واجاب بوش: «سنقضي على صدام حسين قبل ان يؤذي اي واحد من جنودنا».

وقال رتش ان هذه الجملة توضح ان جهل بوش، وتبسيطه للحقائق، واعتقاده بأنه يعرف كل شيء، وثقته بنفسه تجعله، تماما، مثل الثور في مستودع الخزف. غير ان المستودع عالم، والخزف شعوب.

وكان جهل بوش هو السبب الرئيسي لرفع شعار اسلحة الدمار الشامل. قال، قبل غزو العراق بشهرين، في خطاب امام الكونغرس سنة 2003: «علمت الحكومة البريطانية ان صدام حسين اشترى مادة يورانيوم لصناعة اسلحة نووية من افريقيا». وكأن بوش يريد ان يحمل البريطانيين مسؤولية جهله وكذبه.

وبعد غزو العراق بشهرين، عندما نشرت صحف «معلومات سرية» بأن القوات الأميركية الغازية لم تعثر على اسلحة الدمار، قال بوش في تلاعب واضح بالحقيقة، رغم انه كان يبتسم ابتسامة الذي يثق بنفسه: «وجدنا اسلحة الدمار الشامل. وجدنا معامل جرثومية. وسنعثر على المزيد مع مرور الزمن».

يبدو، احيانا، ان احساس بوش بأنه جاهل جعله يحس بالذنب. بعد غزو العراق بسنة، وبعد التأكد بأنه لا توجد اسلحة دمار شامل في العراق، كان بوش ضيف شرف في حفل اتحاد صحافيي البيت الأبيض. نظر يمينا وشمالا، وتحت المائدة، ونحو السقف، وكأنه يبحث عن شيء مفقود، وقال: «انا متأكد ان هناك اسلحة دمار في مكان ما». ضحك وضحكت زوجته «لورا»، وضحك الصحافيون. لكن، كما حذر رتش، مصير اميركا والعالم ليس نكاتا وضحكات.

لكن الاحساس بالذنب (اذا كان حقيقة)، لم يجعل بوش يعترف بالخطأ، رغم مرور سبع سنوات له في البيت الأبيض. في بداية هذه السنة، أصدر بوب وودوورد كتاب «حالة انكار»، وكشف فيه ان بوش قال لقادة من الحزب الجمهوري: «لن انسحب من العراق». وعندما قال له القادة ان الاستفتاءات اوضحت أن أغلبية الأميركيين تعارض الحرب، قال: «لن انسحب حتى اذا لم يبق معي غير لورا (زوجته) وبارني (كلبه)».

لكن تلاعب بوش بالحقائق عن العراق لم يبدأ بالغزو، ولا بقبل الغزو بقليل. بدأ قبل ان يصير رئيسا، وخلال الحملة الانتخابية، عندما خلط مرات كثيرة بين ايران والعراق، وبين السنة والشيعة، وبين حزب البعث السوري وحزب البعث العراقي، وبين اكراد العراق واكراد تركيا، وبين بحر العرب والخليج العربي والخليج الفارسي، وبين أبوظبي ودبي، وبين البحرين وقطر.

في سنة 2001 وبعد بعد مقابلة شيريتين، رئيس وزراء كندا قال «لم تكن العلاقة بين الولايات المتحدة والمكسيك احسن مما هي عليه الآن»، وكان في كندا، لا في المكسيك. وفي نفس المناسبة قال «لن اجيب عن هذا السؤال بالانجليزية، او الفرنسية، أو المكسيكية»، مع العلم انه لا توجد لغة مكسيكية. وفي سنة 2002، وبعد مقابلة مع توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا قال «لا توجد في اللغة الفرنسية كلمة «رجل اعمال»، وهذا غير صحيح. وفي البيت الابيض واثناء لقاء مع توم لانتوس، عضو الكونغرس قال «لا توجد في السويد قوات مسلحة لأن السويد دولة محايدة»، مع العلم ان لدى السويد قوات مسلحة.

وفي سنة 2003 وبعد لقاء مع قادة في الشرق الأوسط، قال «اجريت محادثات مثمرة مع الرئيس المصري حسني مبارك، والملك عبد الله الثاني ملك الاردن ودول الخليج، وكان يقصد خليج المكسيك.

لكن، يوجد فرق بين التلاعب بالحقائق عن جهل، مثلما في هذه الحالات، وبين التلاعب بالحقائق عمدا.

بعد شهرين من غزو العراق، لبس بوش ملابس طيار عسكري، ووقف على ظهر حاملة طائرات، واعلن: «انتهت العمليات في العراق. انتصرنا نحن وحلفاؤنا». قال ذلك تحت لافتة كبيرة مكتوب عليها: «نفذنا المهمة».

وعندما تأكد بأنه لا توجد اسلحة دمار في العراق، بحث بوش عن سبب جديد يبرر به الغزو، وهو ان العراق، بطريقة ما ولسبب ما، له صلة بهجوم 11 سبتمبر. واعترف في سنة 2005 قائلا ان «واحدا من اصعب مسؤولياتي في البيت الابيض هو ربط العراق بالحرب ضد الارهاب». ورغم انه يعرف كذب ذلك، ظل يكرره. وقبل ثلاثة شهور فقط، قال: «نفس الذين يقتلون جنودنا في العراق قتلوا ثلاثة آلاف شخص في هجوم 11 سبتمبر».

اذا كان المثل يقول «اعرف عدوك»، فإن بوش اجهل من يعرف اي شيء عن منظمة «القاعدة» التي أعلن الحرب عليها. وقال في سنة 2002: «جففنا مستنقعات افغانستان» (كان وعد بذلك بعد هجوم 11 سبتمبر). لكن، بعد غزو العراق، يبدو ان بوش، مرة اخرى بسبب جهله، فوجئ بانتقال نشاط منظمة «القاعدة» الى هناك. وقال في نهاية سنة 2003: «يجيد اعداؤنا الابداع والتجديد. ونحن ايضا نجيد الابداع والتجديد. ويبحث اعداؤنا عن كل وسيلة ليؤذونا ويؤذوا وطننا، سواء في افغانستان او العراق او غيرهما. ونحن لن نسمح لهم بذلك». وقال في نفس السنة: «زاد نشاط اعدائنا في العراق، وانا اتحداهم: انزلوا رجالكم، ونحن سننزل رجالنا». لكنه، بعد سنة من هذا التحدي، قال: «زادت العمليات الانتحارية في العراق. صارت اكثر مما يجب».

قال رتش في كتابه: «لأن بوش يبسط الحقائق، ليسهل عليه فهمها، يبسط اختلافه في الرأي مع غيره، ويحوله الى اختلاف شخصي ليقدر على الهجوم عليهم، وعلى اتهامهم بعدم الوطنية». ومثلما حول بوش مشكلة العراق الى قضية شخصية مع صدام حسين، حول مشكلة الارهاب الى قضية شخصية مع اسامة بن لادن. وقال في نفس سنة هجوم 11 سبتمبر: «قبل نهاية هذه السنة، سنقضي على اسامة بن لادن». لكن، عندما مرت سنوات ولم يحدث ذلك، وكرر الصحافيون أسئلتهم المحرجة له، قال مرة: «ليس المهم القبض على بن لادن، ولكن المهم هو وقف نشاطات انصاره. بن لادن في كهف، وهو لا يقدم ولا يؤخر».

قال، بعد هجوم 11 سبتمبر بيومين: «هدفنا الرئيسي هو ان نعثر على اسامة بن لادن. لن نرتاح حتى نعثر عليه». وبعد اكثر من سنة، قال: «لا اعرف اين يوجد اسامة بن لادن، ولا يهمنى اين يوجد، وهذا ليس هدفنا الرئيسي». وشمل جهل بوش ابعاد واهداف وتعقيدات الحرب ضد الارهاب التي اعلنها. بعد الجملة المشهورة عن «تجفيف المستنقعات» في افغانستان، قسم بوش العالم الى «اخيار» و«اشرار». واعلن قائمة «محور الشر»، وتحدث عن «سمو اخلاقنا فوق اخلاق غيرنا».

قال رتش، في كتابه: «خلط بوش بين حرب الارهاب وعقيدته الدينية، وهو لا يعرف تعقيدات الحرب، ولا تعقيدات عقيدته. يعتقد بأنه هو المسيحي الاول. لكنه ظل يفعل ذلك منذ قبل حرب الارهاب. قال، اثناء الحملة الانتخابية الاولى، ان المسيح هو فيلسوفه السياسي. ووزع منشورات انتخابية صور فيها نفسه وكأنه المسيح على الصليب بعد ان قال معارضوه انه، في عيد ميلاده الاربعين في كولورادو سبرنغز (ولاية كولورادو)، سكر حتى فقد وعيه».

وقال مرة: «انا متأكد ان الله يتحدث معي. بدون ذلك لا اقدر على أن أمارس وظيفتي». لكن، بعد ست سنوات من اعلان حرب الارهاب، يبدو انه احس بأنها اكثر تعقيدا مما كان يعتقد. وانها ليست صراعا بين دين ودين، ولا داخل دين (كان قال ان سببها صراع وسط المسلمين حول عقيدتهم). وسأل، في السنة الماضية: «هل نقدر على ان ننتصر في حرب الارهاب؟ ربما لن نقدر». سأل السؤال اجابة لسؤال من صحافي خلال مؤتمر صحافي. وفي نفس المؤتمر سأله صحافي آخر: «هل تريد ان يكون سجلك على صفحات التاريخ انك رئيس الحرب؟» واجاب: «اود ان اطمئنكم بأنني عندما اتحدث عن الحرب، انا، في الحقيقة، اتحدث عن السلام».

حتى في المواضيع الداخلية، اثر جهل بوش على ادارته لشؤون البلاد. مثل عندما قال، في سنة 2005، بعد يومين من اعصار «كاترينا» الذي اغرق مدينة نيو اورلينز (ولاية لويزيانا)، وكان يقف الى جواره مايكل براون، مدير وكالة الاغاثة: «مايكل براون، انت تقوم بعمل رائع»، واضعا يده على كتفه. تأكد، في وقت لاحق، ان بوش لم يكن يعرف ابعاد الكارثة، وان مدينة كاملة غرقت، وان الجثث تطفو على سطح الماء في الشوارع. وعندما تأكد ذلك لمايكل براون، استقال. واعتذر بوش بأنه لم يكن يعرف ابعاد الكارثة، وقال عذرا اقبح من الذنب: «لم يتوقع اي شخص ان تنهار السدود وهي ظلت في مكانها لمائة سنة».

وتندر بوش على الفقراء وهو يعتقد ان ذلك لا يؤذي مشاعرهم. بعد سنتين من اعصار «كاترينا»، زار بعضهم وكانوا لا يزالون يعيشون في منازل متنقلة، واشتكت امرأة من حالها، ورد بوش، في ابتسامة باهتة: «انت مطلقة، وعندك ثلاثة اطفال، وتعملين في ثلاثة اماكن. هذا شيء رائع، ولا يحدث الا في اميركا». وفي نفس حفل صحافي البيت الابيض على شرفه، تندر على الفقراء، وقال: «لا اعرف ماذا يأكل الفقراء، ونحن هنا نأكل السالمون المبخر؟». وفي حفل اقامه له اثرياء الحزب الجمهوري، قال: «يعتقد بعض الناس ان الأميركيين نوعان: الذين يملكون، والذين لا يملكون. وانا اقول هنا: انتم نوعان: الذين يملكون، والذين يملكون كثيرا». واضاف: «يقول صحافيون انكم الصفوة، لكني اقول انكم قاعدتي المفضلة».

ومثلما قال رتش في كتابه: «اعتقد بوش ان ثقة الاميركيين فيه (مباشرة بعد هجوم 11 سبتمبر) فرصة ليزيد سلطاته». واكد بوش ذلك مرات كثيرة، رغم انه اكدها وهو يتندر. قال في سنة 2005: «لو كانت في اميركا دكتاتورية بدلا عن ديمقراطية، كان الحكم سيكون سهلا، خاصة اذا كنت انا الدكتاتور». وقال في سنة 2006: «انا القائد الاعلى للقوات المسلحة. لا احتاج لأن افسر لماذا اقول ما اقول. هذا احسن شيء». وقال في نفس السنة: «انا صاحب القرار، وانا الذي يقرر من يفعل ماذا. في هذا الوقت، اقرر ان دونالد رامسفيلد يجب ان يظل وزيرا للدفاع». (في السنة التالية استقال رامسفيلد، ولم يرفض بوش استقالته) يقول بوش، من وقت لآخر، كلاما غير مفهوم. ليس خطأ او صوابا، ولكن غير مفهوم. قال في سنة 2005، في مؤتمر عن توثيق العلاقات العائلية: «العائلة هي اساس المجتمع، ومنها تنطلق الأجنحة لتصبح احلاما». وقال في سنة 2006، في مؤتمر اقتصادي: «اتعهد بأن استمع الى كل ما يقال هنا، رغم اني لست هنا». وقال، في نفس السنة، عندما حضر حفل تأبين لجنود اميركيين قتلوا في العراق: «عندما نفقد شخصا عزيزا علينا، يقول المنطق اننا لا بد ان نحزن عليه». وقال في نفس السنة في مؤتمر عن التطوع وعمل الخير: «أطلب من كل أميركي ان يتبرع بأربعة آلاف سنة. اقصد اربعة آلاف ساعة خلال عمره، ليقدم عمل خير لأميركا».

حتى بوش نفسه يعترف بأن لغته الانجليزية ليست فصيحة. قال في سنة 2005 عن كاثرين هيوز التي كانت مستشارته في البيت الأبيض، وهي الآن مساعدة وزيرة الخارجية للدبلوماسية العامة (خاصة تحسين صورة اميركا وسط المسلمين): «كارين هيوز تقدم لي نصائح غالية. انها، كما تعلمون بنت من تكساس، مثلي انا». وقال مرة: «سنعمل مع قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتخفيض الارهاب ليكون متساويا بالنسبة للاثنين». وقال مرة: «نريد في الشرق الاوسط «قراوندويرك» (العمل على الطبيعة). وكان يقصد «فريمويرك (اطار السلام). وعندما عرف انه خلط بين الكلمتين، حاول تصحيح الخطأ، لكنه اخطأ مرة اخرى. قال: «نريد قراوند ويرك لمناقشة فريمويرك. وليس العكس».

وفي سنة 2001، سأله طفل في بريطانيا، خلال زيارة رسمية عن البيت الأبيض، واجاب: «البيت الأبيض أبيض». وقال في سنة 2005: «أعلنت ذلك في الشهر الماضي في خطاب الاتحاد، اقصد: خطاب حالة الاتحاد. اقصد: خطابي الى الأمة. اقصد: حالة الأمة. على اي حال، سموه اي شي تسمونه».

ولا يجهل بوش شيئا مثل جهله بالدول والشعوب الأخرى. قال في سنة 2001، في مؤتمر في السويد: «نحن نتحدث عن افريقيا كثيرا. افريقيا دولة تعاني من امراض خطيرة». وقال، في نفس السنة، خلال اجتماع مع كوردوز، رئيس جمهورية البرازيل: «لم اعرف ان هناك سودا في البرازيل». وقال عن ياسر عرفات في سنة 2002: «انه محاصر في بيته في رام الله، وحوله متظاهرون من المانيا ومن شعوب اخرى. هذا يدل على انه حر في ان يقود شعوب العالم الأخرى». وسنة 2004: بعد مقابلة اياد علاوي، رئيس وزراء العراق: «ذهب الجيش الافغاني الى النجف، ونفذ المهمة التي اوكلت له». (لم يحدث هذا). وسنة 2005: بعد مقابلة الرئيس مشرف في باكستان قال «ستصبح باكستان الحرة والغنية عامل استقرار وحرية في الشرق الأوسط»، (باكستان ليست في الشرق الاوسط). وسنة 2006: وفي لقاء جماهيري في ولاية اوهايو قال «يوجد شبه بين فيتنام والعراق. الموت شيء مؤسف». وفي سنة 2007 قال للملكة اليزابيث، ملكة بريطانيا، في واشنطن: «شكرا على مشاركتك لنا احتفال ذكرى استقلالنا سنة 1776». وكانت الملكة تشارك في احتفال بذكرى تأسيس اول مستعمرة بريطانية في الدنيا الجديدة سنة 1607. وفي لقاء جماهيري في ولاية فرجينيا قال «كان لا بد ان ننتصر في حرب الاستقلال قبل عشرين سنة». (كانت حرب الاستقلال قبل مائتين وثلاثين سنة). وبعد مقابلة جون هوارد، رئيس وزراء استراليا، «تحدثت في فصاحة عن دور القوات «النمساوية» في العراق، (لا توجد قوات نمساوية في العراق) وانما كان يقصد استرالية لتشابه الكلمتين بالانجليزية. وفي نفس المناسبة قال «شكرا على استضافة مؤتمر قمة اوبك»، وكان يقصد قمة ابيك: للتعاون الاقتصادي الآسيوى الباسفيكي. وفي أجزاء متفرقة من خطابه وقع بوش في عدة اخطاء منها عندما نطق اسم كوالالمبور، بدلا عن كانبيرا عاصمة أستراليا.

وفي مؤتمر صحافي قال: «سألني أحد: اين مانديلا؟ قلت له: مانديلا توفي. قتل صدام حسين كل المانديلات». (مانديلا حي يرزق). وفي البرازيل وبعد ان شرح له الرئيس دي سلفا خريطة بلاده قال «هذا شيء مدهش، لم اكن اعرف ان البرازيل دولة كبيرة بهذا الحجم».

ويؤثر البيت الأبيض أن يصحح أخطاء بوش في النسخة الرسمية المنشورة من خطبه، فبينما كان بوش يلقي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اخيرا ظهرت نسخة منقحة من مسودة خطابه لفترة قصيرة على موقع الأمم المتحدة على الإنترنت مع دليل كامل لطريقة اللفظ الصوتي لأسماء الدول وقادة العالم، ليتمكن من تجاوز أخطاء متوقعة في لفظها.

لم يخلط بوش بين الحقيقة والخطأ فقط، لكنه خلط، ايضا، بين الحق والباطل (وربما لا يعرف، حتى الآن، الفرق بين الحقيقة والحق). قال في سنة 2004: «اعرف ما اؤمن به، وأقول ما أؤمن به. وانا اؤمن بأن ما اؤمن به هو الحق». وقال في سنة 2005: «انا سياسي، وفي السياسة عليك ان تردد ما تؤمن به مرات ومرات، حتى ترسخ الحقيقة. ليست هذه دعاية، لكنها تشبه الدعاية». وقال في نفس السنة: «يسألني الناس: كيف نحارب الشر؟ كيف ننتصر على الباطل؟ واقول لهم: ليتبنى كل واحد منكم طفلا جائعا، وليأوي طفلا مشردا». وقال في سنة 2006: «اميركا بلد الاحرار، وتتحالف مع الاحرار ضد الذين لا ضمائر عندهم». وشمل جهل بوش الاقتصاد. زار، قبل ثلاث سنوات، اليابان، وبعد اجتماع مع رئيس الوزراء كويزومو، قال للصحافيين: «ناقشنا ديفاليوويشن (تخفيض قيمة العملة)». لكنه كان يقصد «ديفليشن» (محاربة الغلاء)» ونشر الصحافيون الخبر كما قاله، وهبطت قيمة الين، واهتزت اسواق العملات والاسهم، حتى اصدر البيت الابيض بيان توضيح.

وفي اجتماع مع خبراء اقتصاديين واعضاء في الكونغرس، قال: «اريد قانونا يخفض الطاقة ويشجع الاستهلاك» (بدون ان يدرك تناقض ذلك). وفي مناسبة اخرى، قال: «سأخفض الديون بسرعة تجعل الاقتصاديين يستغربون ويخافون على اننا لن نقدر على ان ندفع ديون المعاشات». (بدون ان يدرك الفرق بين ديون البلاد ومستحقات اصحاب المعاشات». لكن، مشكلة بوش اكبر من جهل، لأنها مشكلة اخلاق. مثلما في صراعه مع تحمل مسؤولية ما فعل بأميركا، وبالعالم، وبنفسه. قال في سنة 2005: «لم اخطئ ابدا». ثم قال في سنة 2006 «ربما اخطأت هنا وهناك في حياتي». ثم قال في سنة 2007: «حدثت اخطاء». ثم قال، مؤخرا عندما سأله صحافي عن لماذا لا يعترف بمسؤوليته عما حدث: «لا اريد ان اكون مثل الذي لم يرتكب اي خطأ. انا متأكد بأني اخطأت هنا وهناك. لكن، فاجأني السؤال، وانا لست مستعدا له».







أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر