المؤتمرنت -القاهرة-إبراهيم أبو طالب -
ليلة يمنية عن ذكرى عيد الاستقلال في رحاب معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة
قال الباحث والأكاديمي المصري أحمد يوسف أحمد :إن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية مثل أهم الإنجازات التاريخية في تاريخ اليمن المعاصر ،مشيرا إلى أن ذلك الحدث كان مفاجأة للجميع على المستوى العربي .
جاء ذلك خلال افتتاحه لندوة ( نوفمبر من تحرير الوطن إلى تحقيق الوحدة – الثوابت والديمقراطية ) والتي نظمها فرع المؤتمر الشعبي العام بالقاهرة بالتعاون مع شركة فرسان الجزيرة التي عقدت يوم الخميس الموافق 29 نوفمبر 2007م وسط حضور أكاديمي علمي ودبلوماسي وطلابي كبير من أبناء اليمن الدارسين في جمهورية مصر العربية ومن أبناء الجالية اليمنية والباحثين من الدول العربية.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة بان حدث الاستقلال الوطني عن المستعمر الأجنبي الثلاثين من نوفمبر 1967م كان الخطوة الأهم في بناء اليمن.
وقال الأستاذ الدكتور أحمد يوسف أحمد: " نجتمع الليلة لنحيي ذكرى من أهم الذكريات في تاريخ اليمن الحديث وهي ذكرى الاستقلال الوطني من المستعمر الأجنبي والذي كانت الخطوة الأهم في بناء اليمن ، والتي جاء بعدها أهم الإنجازات التاريخية وهي إعلان الوحدة اليمنية في عام 1990م " .
ثم تحدث عن علاقته الوطيدة باليمن منذ أن عمل أستاذا في جامعة صنعاء خلال أربع سنوات من عام 1983 – 1987 م وفي أثناء تلك الفترة كانت الجهود تبذل من أجل تحقيق الوحدة وكانت مطروحة بإلحاح على أجندة العمل السياسي بين ما كان يسمى بشطري اليمن ، وانتهت تلك الجهود بإعلان الوحدة رغم ما كان يشاع ويلمس من صعوبات جعلت المراقبين يشعرون بالإحباط نتيجة للكثير من المعوقات.
وتابع مدير معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية: ولكن اليمن حققت الوحدة وفاجأت الجميع بخطوتها القوية الواثقة في تحقيق إرادة الإنسان اليمني ، وتحققت الوحدة وكانت مراهنات بعض الناس تقول بأن الوحدة لن تصمد طويلا ، وقد سأله بعضهم : كم تتصور أن تستمر هذه الوحدة ؟ فقال : إلى الأبد ، قال ذلك السائل إذن سنرى ؟ وأتت أزمة صيف 94 والتي انتهت بالحرب لتنتصر إرادة الإنسان اليمني وتتعمد الوحدة ، ويثبت الشعب اليمني أنه كما استطاع أن يقيم أركان وحدته فإنه قادر على المحافظة عليها بكل ما أوتي من قوة.
من جانبه قال مراد الماوري - رئيس فرع المؤتمر في مصر -" إن مناسبة الاستقلال في الـ30 من نوفمبر 1967م تحتل مكانة هامة في نفوس كافة أبناء الوطن اليمني حيث رحل آخر جندي بريطاني من عدن وأعلن استقلال الجنوب اليمني وتحريره من الاحتلال الإنجليزي الذي دام 129 عاماً ".
وأضاف:وهذا الحدث هو ثمرة نضال طويل وشاق خاضه شعبنا بكافة الوسائل، حيث يعدُ حدثا فاصلا بين عهدين مختلفين في تاريخ شعبنا اليمني هما عهد الاستعمار البريطاني البغيض الذي سعى إلى تكريس كل عوامل التخلف والجهل والمرض وتجزئة الوطن الواحد وعهد الاستقلال والحرية حيث أصبح اليمن وطناً حراً مستقلاً يحلم بالنهوض واللحاق بركب العالم المتحضر وبتحقيق وحدته المباركة التي أصبحت حقيقة ماثلة للعيان في الثاني والعشرين من مايو 90م ".
وعبر الماوري في كلمته عن شكره للمعهد على تفاعله البناء مع اليمنيين طلابا وباحثين وشكر جمهورية مصر على مساندتها الدائمة لليمن منذ اللحظة الأولى للثورة ودورها الإيجابي عبر التاريخ المعاصر ، كما شكر في كلمته الحضور من الجانب الدبلوماسي وعلى رأسهم الوزير المفوض الأستاذ جمال عوض القائم بالأعمال ، والملحق العسكري عقيد ركن / أحمد العقيلي ونائبه عقيد د / عبد الملك عشيش والأستاذ عبد الحكيم الفسيل المستشار الثقافي بالسفارة اليمنية، وشكر القائمين على المركز الإعلامي والملحقية الإعلامية ، وكافة الحضور من دبلوماسيين وباحثين و صحفيين وإعلاميين يمنيين ومصريين كما شكر في كلمته شركة فرسان الجزيرة وصاحبها الأستاذ إبراهيم عبد العزيز الجهمي عضو قيادة الفرع ، على التعاون والدعم المادي .
ثم ألقى الوزير المفوض الأستاذ جمال عوض كلمة السفارة ناقلا تحيات السفير الدكتور عبد الولي الشميري واعتذاره عن الحضور نظراً لسفره المفاجئ ، ثم هنأ في كلمته القيادة السياسية بهذه المناسبة الغالية والشعب اليمني بعيد الاستقلال ، كما شكر الأستاذ الدكتور أحمد يوسف على ما يقوم به في هذا المعهد من التعاون مع اليمنيين .
وأشاد في كلمته بالدور المصري في دعم ومساندة الثورة اليمنية ودعم المسيرة النضالية للشعب اليمني ، وشد همم الباحثين والدارسين في مصر على استغلال الوقت وزيادة التحصيل العلمي.
وقال " بأنه لم تكن صدفة أن المدافعين عن الثورة والساعين إلى الاستقلال في جبال ردفان هم القادمون من جبال رازح للدفاع عن الثورة فاليمن واحد موحد بطبعه وأهله ونضاله .. وكان الهدف الأسمى والأنبل لكل نضالات اليمنيين هي الوحدة المباركة ، وستظل هي المكسب الأسمى ونقف في هذه الليلة للاستذكار ليكون لنا عبرة ونقتدي بنضالهم من أجل الثوابت الراسخة في وجدان كل يمني متمثلة في الوحدة والديمقراطية .
وناقشت الندوة ثلاثة أوراق عمل تناولت الأولى للباحث محمد العزي الحميري مراحل الوحدة الوطنية – برؤية تحليلية- باسطا حديثه بنبذه تاريخية عن مقدمات الوحدة اليمنية تشمل نضال الشعب اليمني في ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين والـ 30 من نوفمبر. ثم تحدث عن اتفاقيات ما قبل إعلان الوحدة الوطنية. ثم وضح العوامل والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية وأثرها على إعلان الوحدة في الـ 22 من مايو 1990م ، وقد أجاد في دراسته في ربط العوامل المؤثرة التي أدت إلى الاتجاه نحو الوحدة .
وقد أعقبت ورقته مداخلات لكل من أحمد العنوة ماجستير علوم جامعة القاهرة ، ولطفي فؤاد النعمان ، ومحمد الزغير ، والشيخ حسين خميس عضو مجلس النواب أثْرَتْ جميعها ما قَدَّمه الباحث من أفكار ومحاور.
الورقة الثانية للباحث حمود ناصر القدمي كانت بعنوان " أثر قيام الوحدة الوطنية في دعم التعددية السياسية وعملية التحول الديمقراطي في اليمن " وقد قدمها في خمسة محاور هي :الإطار الدستوري والقانوني لعملية التحول الديمقراطي،والمشاركة السياسية للأحزاب والتنظيمات السياسية في مختلف العمليات الانتخابية وعمليات الاستفتاء،والمشاركة الشعبية في مختلف العمليات الانتخابية وعمليات الاستفتاء،ونتائج المشاركات السياسية وإفرازات العمليات الانتخابية،ورؤية مستقبلية لعملية التحول الديمقراطي .
وأعقب الورقة عددا من المداخلات حيث تحدث د . عبد الرحمن عبد الوهاب ، والباحث علي عرجاش باحث دكتوراه تربية عين شمس متسائلا عن مستقبل الوحدة اليمنية في ظل ما يحدث في الداخل مؤكدا على ضرورة تناول ما يحدث بموضوعية تامة وتجرد حتى نستطيع الحفاظ على الوحدة المباركة .
ثم جاء تعقيب الدكتور أحمد يوسف داعيا إلى تنظيم ندوة حول المتغيرات والمستجدات والتحديات الداخلية والإقليمية والدولية ، ثم عقب الباحث على تلك المداخلات .
واستعرضت الورقة الثالثة للباحثة آمال عبد الله جسار – مسئولة القطاع النسائي بالفرع - بعنوان " المشاركة السياسية للمرأة اليمنية " واقع المرأة اليمنية منذ بلقيس وأروى وصولا إلى مشاركتها ومساهمتها في ثورتي سبتمبر وأكتوبر وكيف ساندت أخاها الرجل بقوة وثبات في حصار السبعين ، والمرأة في جنوب اليمن كيف ساندت من خلال المظاهرات التي كانت تقوم بها طالبات المدارس ضد الاستعمار آنذاك .
ثم استعرضت مشاركة المرأة في عقود ما بعد الثورة في السبعينيات والثمانينيات وصولا إلى عهد الوحدة المباركة والتي زادت فيها حصة المرأة في المشاركة السياسية ، فوصلت إلى مرافق الدولة المختلفة وزيرة وسفيرة وعضوة في مجلس النواب وإن كانت مشاركتها كناخبة قد تحقق بشكل جيد إلا أن مشاركتها كمرشحة ما يزال ضئيلا إلى حد ما ، رغم ما كفل لها الدستور من حق في الانتخاب والانضمام إلى أي حزب أو تنظيم سياسي تختاره ، وذلك نظرا لظروف اجتماعية ما زال أمام المرأة شوطٌ طويلٌ لتجاوزه ، وقد تناولت ورقتها الحديث عن الإطار القانوني لمشاركة المرأة في العمل السياسي ، ومشاركة المرأة في الهيئات المنتخبة ومراكز صنع القرار ، ومبادرة فخامة رئيس الجمهورية بتخصيص 15% من المقاعد النيابية للقطاع النسوي.
ثم أعقب ذلك مداخلة للباحث قيس نجيم باحث دكتوراه كلية الزراعة جامعة المنوفية تناول فيها أهمية تعليم المرأة وتأهيلها لتنافس الرجل في شتى مناحي الحياة لتأخذ حقوقها كامل بثقة وجدارة .
كما تحدث الباحث ماجد منصر باحث حقوق جامعة عين شمس ، ثم تحدثت الأستاذة أسماء راجح المذيعة بقناة السعيدة موضحة الدور البارز للمرأة اليمنية وإسهاماتها في شتى المجالات ، وما وصلت إليه المرأة اليمنية من مستوى علمي وحضاري مكنها الوصول بجدارة إلى تقلد مناصب قيادية عليا ، وهي في القاهرة – على سبيل المثال - قد حققت حضورا علميا متميزا في شتى المجالات وأكدت بأنها بصدد الإعداد لبرنامج يتناول نماذج يمنية ناجحة في مجالات الحياة المختلفة .
وفي ختام الندوة شكر الدكتور أحمد يوسف مدير المعهد المنظمين للندوة معبرا عن سعادته بطابع الاحتفال الذي جاء متميزا لكونه متصفا بالطابع العلمي والموضوعي وهو ما يحسب للقائمين على هذا العمل مجددا دعوته إلى ضرورة عقد ندوة علمية حول المستجدات والتحديات التي تواجه دولة الوحدة مقترحاً شهر مايو القادم موعداً لها .
هذا وقد صاحب الندوة معرض للصور الفوتوغرافية اشتمل على صور قديمة يعود بعضها إلى ما قبل الثورة ، وبعضها إلى زمن الاستعمار ، كما رصدت بعضها خروج المستعمر وفرحة اليمنيين بالانتصار وهي صور تحكي النضال اليمني ، كما احتوى المعرض أيضاً على صور حديثة منها ما هو سياحي ، ومنها ما يصور النهضة الحديثة والنقلة الحضارية لليمن ، وقد لاقى المعرض إعجابا كبيرا .
حضر فعاليات الندوة والمعرض المصاحب العميد دكتور/عبد الملك عشيش نائب الملحق العسكري بالسفارة اليمنية، والأستاذ/ صلاح عبد الفتاح إسماعيل الوزير المفوض بالسفارة ، والأستاذ/ فؤاد العولقي السكرتير أول بالسفارة ، والأستاذ/ وليد عبد العزيز عبد الغني الدبلوماسي بالسفارة ، والأستاذ/ غالب الحيمي الملحق الإداري بالسفارة اليمنية، والعديد من المثقفين والإعلاميين العرب والمهتمين بالشأن اليمني إضافة إلى الجمهور الغفير من الباحثين والدارسين اليمنيين والعرب ، وعدد من أبناء الجالية اليمنية ، ومن قيادة فرع المؤتمر حضر الأستاذ/ علي مظفر المسئول التنظيمي بالفرع ، والأستاذ/ إبراهيم الجهمي المسئول السياسي – مالك شركة فرسان الجزيرة - ، والأديب الشاعر الأستاذ/ إبراهيم أبو طالب مسئول العلاقات العامة, ، والأستاذ/ قاسم بحيبح مسئول الرقابة والتفتيش ، والأستاذ/ وجدي باوزير نائب المسئول التنظيمي رئيس لجنة الخدمات ، والعشرات من كوادر الفرع وقياداته الوسطية.