المؤتمرنت - نادية القحطاني -
(رواية الملعونة ) قصة حب في القطيف
تطل علينا الكاتبة أميرة المضحي بروايتها الجديدة " الملعونة " التي جاءت في 297 صفحة. تقدم الكاتبة في روايتها صورة لشريحة برجوازية من المجتمع في مدينة القطيف الواقعة شرق المملكة العربية السعودية وهي ذات غالبية شيعية. وقد وضعت هذه الشخصيات على السطح فمن خلالها تظهر عن قرب صورة مجتمع كامل بأفكاره ومعتقداته وثقافته الدينية والاجتماعية وحياة المنتمين إليه.
أسلوب الرواية:
تقدم إلينا الرواية أكثر من وجه من وجوه السعوديين في القطيف، وتتبع صاحبتها أسلوب التشويق الذي يجبر القارئ على القراءة ومتابعة ما سيحدث بحماس. فما أن ينتهي فصل بحدث هام ومعقد حتى يبدأ الفصل الجديد بحدث آخر أكثر أهمية وتشويقا.
بدأت الرواية برسالة منشورة في جريدة اليوم المحلية وموقعة باسم البطلة متوعدة بمزيد من الرسائل. ومن ثم تأتي مقدمة الكتاب والتي أسمتها الكاتبة النهاية لتوضح فيها بأنها نشرت كتابها والأسرار التي استودعتها إياها كاميليا بعد سفرها إلى باريس، وتطلب منها السماح. وتأتي خاتمة الكتاب التي أسمتها الكاتبة بالبداية موضحة بأن شخصيات الرواية خيالية ولا داعي للبحث عنها. وبدون سبب كما كتبت ذكرت مقولة للكاتب الايرلندي المشهور برنارد شو.
موضوع الرواية:
قصة حب تدور أحداثا في مدينة القطيف بين عماد و كاميليا تتشابك فيها قصص أخرى. تبدأ الرواية وعماد يسترق السمع بدون قصد لحديث أخته مع صديقتها التي يشده صوتها، فيحاول كشف هويتها وتكون كاميليا صديقة أخته منذ الصغر ولكن صوتها كان له اثر غريب عليه. وتنتهي عندما تقرر كاميليا الهروب من منزل والدها لتجبره على السماح لها بالزواج من حبيبها.
للوهلة الأولى تبدو الرواية وكأنها تحتوي على الخلطة الجاهزة لنجاح أي عمل روائي سعودي، ولكن ما أن تتعمق في القراءة فستجد فكرا حراٌ قد أنيط عنه اللثام لا أفعال مسكوت عنها تختص بالثالوث المحرم ( الدين والجنس والسياسة). فبطلة الرواية العشرينية والتي تمثل بنات جيلها واعية جدا وهاهي ترفع صوتها مطالبة بحقوقها من كل مغتصبيها ابتداء من والدها الذي يمثل السلطة مع اختلاف المواقف فولي الأمر موجود في كل مكان وبصور مختلفة وعديدة والأنكى بأن طاعته واجبة مهما حدث. كاميليا نموذج لفتيات الألفية الثالثة، الفتاة السعودية المتعلمة تعليما جامعيا، والمطلعة على ما يدور في العالم والتي تستقي المعلومة من كل مكان بدون مقص الرقيب في عصر العولمة. هي الفتاة المؤمنة بدورها في الحياة، والتي ترفض الزواج بابن عمها المليء بالعيوب لأنها مؤمنة بحقها الذي كفله لها الله في اختيار شريك حياتها. هي ترفض أن تكون جارية تريد تـأمين ملبسها ومأكلها وتنام مستورة، وهي أيضا الفتاة المتمردة والتي بدأت تتقيأ كل ما لقونها إياه في البيت والمدرسة بأنها عورة يجب إخفاءها دائما. في الرواية جرأة عاطفية توضح العلاقات الخفية في القطيف، والعلاقات الزوجية الغير سوية. وآراء تحررية تدعو إلى الثورة على العادات الاجتماعية البالية.
شخصيات الرواية:
تدور الرواية حول كاميليا الناصر الفتاة الشابة والمنفتحة وتعرفها على عماد وخوضها علاقة عاطفية سرية لمدة أربع سنوات. عماد الغانم الشاب البرجوازي الذي يفتخر بثقافته الخاصة البعيدة عن الثقافة السعودية التي يرفضها. ينقلب على العادات والتقاليد عندما يرتبط بكاميليا بسرية ومن ثم يخذلها خوفا من المجتمع والناس والفضيحة. نجحت الكاتبة في رسم شخصياتها حتى بتنا وكأننا نعرفهم جيدا، كما أن الرواية غنية بعدد من الشخصيات التي تدور في فلك كاميليا وعماد، من أفراد العائلة والأصدقاء.
هدف الرواية:
الرواية استهدفت أن تعكس الواقع لفئة من المجتمع السعودي بظروفه الاجتماعية والدينية والثقافية. الرواية تركز على المرأة وحق اختيار الزوج في ظل العادات والتقاليد التي تقيد المرأة بكثير من القيود، وبأن هناك جيل جديد يطالب بحقوقه لأنه يعرفها ولأنه مؤمن بها، ومؤمن بأن التمرد والثورة والسير عكس التيار وسيلة لإيصال القضية.