المؤتمرنت -
الدوحة تحتضن المؤتمر الاول للعلماء العرب
اطلق المؤتمر الاول للعلماء العرب المغتربين الأربعاء مبادرات وبرامج خلاقة في مجالات البحث العلمي وبناء القدرات في فروع المعرفة في الطب الحيوي وعلوم البيئة وتقنية المعلومات والاتصال. وتمثلت مبادرات المؤتمر فى تقديم مقترحات تدعو الى انشاء مراكز ومعاهد بحثية متطورة فى المجالات الثلاثة منها (معهد قطر للابحاث الطبية) و(معهد قطر للابحاث البيئية) و(معهد الخوارزمي لهندسة الحاسب) اضافة الى انشاء (مركز سيبويه لتقنيات اللغة العربية) ومركز بحث لتطوير مجتمع المعرفة.

وكانت قد شكلت ثلاث مجموعات عمل متخصصة للعلماء العرب ونظرائهم في قطر لبحث فرص البحث العلمي في الدولة حيث تخصص كل فريق بمناقشة احد فروع البحث ذات الاولية بالنسبة الى قطر.

وفي الجلسة الختامية للمؤتمر قدمت مجموعة الطب الحيوي لمبادرات ترمي الى تطوير الابحاث في مجال الطب منها انشاء (معهدقطر للابحاث الطبية) لارساء ثقافة الابحاث الطبية وابتكار برامج بحثية جديدة وتطوير وتدريب الكوادر الوطنية وبناء القدرات المحلية. وناقشت المجموعة في خلال الايام الثلاثة للمؤتمر موضوعات وبرامج وآليات تحرك فعلي ستمكنهم من العمل مستقبلا فى المشاريع البحثية وارساء اسسها. كما بحثت التحديات والحلول المقترحة والتنسيق مع المؤسسات التعليمية داخل دولة قطر وخارجها بهدف انجاح المبادرة.

وتطرقت المجموعة في مناقشاتها ايضا الى وسائل جذب العلماء العرب المغتربين للعمل في المشاريع البحثية في دولة قطر ودراسة آليات تقديم الحوافز وبناء بيئة بحيثة تتمتع بالاستقرار.واعرب المشاركون في مجموعة العمل عن استعدادهم لتقديم 40 الى 50 فرصة تدريبية للطلاب القطريين فى مجالات الطب الحيوي من خلال الجامعات ومراكز البحث في الخارج لاسيما في برامج الماجستير والدكتوراة.

واعلنت مجموعة العمل الخاصة بعلوم البيئة اطلاق مبادرة لانشاء (معهد قطر للابحاث البيئية المتكاملة) بهدف الحفاظ على البيئة وضمان التنمية المستدامة. وحددت مجموعة العمل مجالين بيئيين هامين كمرحلة اولى للبحث العلمي في هذا المجال الاول يتعلق الاول بالمياه والصرف الصحي والثاني بالمباني الشاهقة "الابراج " اضافة الى مناقشة مجالات البحث في مراحل مقبلة منها الهواء النظيف والطاقة البديلة والتلوث العابر للحدود والمعايير والقوانين التي تأخذ في الاعتبار خصوصية الدولة.

ووضعت مجموعة العمل تصورها للعمل في ما يتعلق بالمياه النظيفة ورأت ضرورة التركيز على نظم المياه والاشراف عليها وتدويرها والاستغلال الامثل للمياه الجوفية ومياه الامطار وتقنية تحلية المياه بهدف المواءمة بين العرض والطلب اضافة الى استخدامات المياه في مجالات الزراعة والصناعة والبناء والتشييد بالتعاون مع المؤسسات التعليمية في قطر والمجلس الاعلى للبيئة والمحميات الطبيعية .

وفي ما يتعلق بمجال البحث الخاص بالمباني العالية اوصت المجموعة بضرورة التركيز على موضوعات متعلقة بهندسة المباني واجراءات الامن والسلامة والمواد المستخدمة في البناء مؤكدة الحاجة الى تقنية حاسوبية متقدمة للمساعدة في تنفيذ هذه المبادرة.

واشارت الى مجالات اخرى للبحث منها النقل والتلوث الهوائى معربة عن استعدادها لتوفير فرص تدريبية متميزة للطلاب القطريين في هذا المجال. واطلقت مجموعة العمل الخاصة بتقنية الاتصال والمعلومات مبادرة انشاء معهد الخوارزمي لهندسة الحاسب والمعلومات بهدف الارتقاء في هذا المجال ولتصبح قطر وجهة العلماء والباحثين من كافة انحاء العالم.

وحددت المجموعة مشروعين هامين فى هذا المجال ستعمل على انجازهما فى المرحلة الاولى الاول هو انشاء مركز ابحاث سيبويه لتقنيات اللغة العربية ويختص بتطبيقات اللغة على الانترنت والبرامج الحاسوبية اضافة الى مركز بحوث مجتمع المعرفة . وشددت مجموعة العمل الخاصة بتقنية المعلومات على اهمية وضع معايير للعمل تتمثل في التميز والتفرد واحترام السياق المحلي.

كما حددت وظائف هامة لعمل المعهد وهي البحوث واكتشاف المعرفة ونقلها ونشرها في المجتمع مؤكدة ضرورة توفير البيئة المناسبة للنجاح منها الكودار المحلية المؤهلة "ما بعد التعليم الجامعي " وتبادل الخبرات وتشكيل فرق عمل بحثية لتحديد المتطلبات الاستراتيجية لقطر في هذا الخصوص.

وعرضت المجموعة اهم الميادين البحثية التي سيتم التركيز عليها في المرحلة الاولى مثل ابتكار محركات للبحث على شبكة الانترنت باللغة العربية ونظم الصحة الالكترونية والخدمات الالكترونية الاخرى . وكان المشاركون قد بحثوا على مدى ايام المؤتمر الثلاثة من خلال جلسات العمل التي تحدث فيها عدد من صناع القرار في قطر ونخبة من العلماء المعروفين على مستوى العالم ونظرائهم من العلماء العرب موضوعات عدة.

ومن هذه الموضوعات استراتيجية البحوث العلمية والتقنية في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع و"بناء اقتصاد قائم على المعرفة "ودور العلماء المغتربين في بناء الطاقات البحثية المستدامة في قطر والمنطقة الى جانب استعراض تحديات وفرص البحوث وتقديم نماذج بحثية ناجحة نحو تحقيق التنمية المستدامة.

وعقدت في خلال المؤتمر حلقات نقاشية تحدث فيها كبار العلماء العرب المغتربين حول الطب الحيوى والبيئة والحوسبة وانظمة المعلومات اضافة الى توضيح التفاصيل الخاصة بقاعدة بيانات مؤسسة قطر للعلماء العرب المغتربين واطلاق برامج قطرية للبحوث وفرص التمويل.

وخصصت الجلسة الختامية للمؤتمر لتقديم التقارير الختامية لمجموعات العمل والاعلان عن البرامج البحثية والمبادرات التي سيتم تطويرها واطلاقها في فترة زمنية محددة يعقبها حوار مفتوح بين المشاركين.

والمؤتمر الاول للعلماء المغتربين هو ثمرة للمؤتمر التأسيسي للعلماء العرب المغتربين الذي انعقد في الدوحة في العام الماضي بمبادرة من رئيس مجلس ادارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الشيخة موزة بنت ناصر المسند.
*ايلاف