المؤتمرنت -
شجار الجوال يجدد التوترات الطائفية جنوب مصر
ألقت الشرطة المصرية القبض على عدد من المواطنين المسلمين بمدينة اسنا في صعيد مصر على خلفية إضرام النار في ممتلكات لأقباط في المدينة، بعد مشاجرة نتجت عن اتهام مسيحي لمسلمة بسرقة هاتف جوال من متجر يمتلكه.
وتأتى أحداث ألامس فى اعقاب توترات اخرى هذا الاسبوع فجرها اتهام شابين قبطيين بمواعدة فتاة مسلمة ومواقعتها جنسيا فى نفس المنطقة التى تعبد نحو 600 كم جنوب القاهرة.
وفي حين لم تقع خسائر بشرية لدى اى من الجانبين فى الاحداث التى بدأت صباح السبت وانتهت فجر الاحد الا ان الانباء تحدثت عن اتلاف عدد من المتاجر، وسيارة ودراجة بخارية، مملوكة لاقباط.
وقالت الداخلية انها القت القاء القبض على سبعة عشر من مثيري الشغب.
وأفادت مصادر الشرطة ان مشاجرة وقعت عند موقف للسيارات بسبب ملاحقة قبطي لمسلمة اتهمها بسرقة هاتف جوال من متجر يديره مع والده، ما اثار حفيظة اهل الفتاة الذين اقتحموا المتجر ومتاجر اخرى مجاورة واضرموا النار في بعضها والقوا الحجارة صوب كنيسة بالمنطقة.
وقد تحدث شهود عيان اقباط لبي بي سي انهم شاهدوا سيارات تحمل اشخاصا لم يستطعيوا تمييزهم يدمرون المحال التجارية المملوكة لبعضهم.
وفي حين قال بعضهم انهم "مضطهدون" فى بلدهم ويعانون من انتقاص لحقوقهم وانهم تعرضوا لعملية سلب ونهب ممنهجة ، قال البعض الاخر ان العلاقة بينهم وبين المسلمين فى المنطقة جيدة للغاية واضافوا ان مسلمين دافعوا عنهم ضد المشاغبين ووفروا لهم الحماية.
وقال احدهم انهم كاقباط لم يشهدوا مثل هذه الهجمات فى مدينتهم من قبل مشيرا الى انه خسر بضاعة تقدر بمليون ونصف المليون جنية (الدولار يساوي 5.60 جنية مصري) فى هجوم هؤلاء الاشخاص على مخزن تابع لمتجره . واضاف ان هناك من يخطط لهذه الهجمات، مشيرا الى جماعات دينية اسلامية بدأت تقوى هناك.
"مارقون وبلطجية"
من ناحية اخرى، اكد شهود عيان مسلمون لبي بي سي ان المجموعة التى قامت بمهاجمة ممتلكات الاقباط مجموعة من " الشباب غير الملتزم المارق وبعضهم من اللصوص والبلطجية".
وقال احمد ظنط، امين لجنة الاعلام بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم فى مركز اسنا ان كبار رجالات المدينة يلتقون مع القيادات الامنية والسياسية المحلية لاحتواء الوضع ودراسة الاجراءات الكفيلة بعدم تكراره.
واشار الى أن السبب الرئيسي فى الواقعة هو الانتشار السريع للاشاعات وقيام مغرضين بالترويج لها واستغلالها لتحقيق مآرب شخصية.
والمح الى ان التيارات الدينية " ليس لها نفوذ او تاثير بإسنا"، ودلل على ذلك بخلو جميع المجالس النيابية والمحلية باسنا من اعضاء لهذه الجماعات.
وكانت نفس المنطقة التى شهدت الاحداث الاخيرة قد شهدت الاربعاء الماضي توترا طائفيا عندما اقتحم مسلمون احد المتاجر التابعة لقبطي وزميل له كانا بصحبة فتاة مسلمة ، تردد انهما كان قد واعداها لمواقعتها جنسيا فى متجر احدهم.الامر الذى استفز اهالي الفتاة وتدخلت الشرطة والقت القبض على الشابين القبطيين وخضعا للاستجواب.
وينفي بعض الاقباط فى المنطقة صحة الواقعة. فيما تساءل مصدر كنسي " اين كان الامن من كل هذه الاحداث".
ويتردد ان ما اثار المشكلتين الاخيرتين هى طبيعة الحادث بصرف النظر عن اطرافه ، فالامر متعلق بالشر ف والعرض فى مجتمع الصعيد جنوب مصر حيث تسيطر الاعراف والتقاليد القبلية المتوارثة على مجريات الحياة اليومية، ويقل الاكتراث بالقانون الوضعى.
* المصدر : وكالات