المؤتمرنت - باكستان: جثمان بوتو يوارى الثرى وسط أعمال عنف دفن جثمان رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة وزعيمة حزب الشعب بنظير بوتو في مسقط رأسها بإقليم السند الجنوبي ،وذلك بالقرب من والدها رئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو .
وقد استغرق الامر ساعتين امام موكب التشييع لشق طريقه عبر الحشود لاجتياز مسافة خمسة كلم تفصل بين بلدة العائلة جارهي خوده باكش والمدافن. وشارك عشرات الالاف في موكب التشييع الذي تقدمه نعش بوتو الذي لف بعلم حزب الشعب الباکستاني في سيارة بيضاء ليوارى الجثمان الثرى في مدافن العائلة.
وكان جثمان زعيمة حزب الشعب الباكستاني،قد وصل فجر اليوم الجمعة إلى إقليم السند جنوب باکستان حيث ستنظم جنازتها . واضاف فرحة الله بابار المتحدث باسم بوتو :" ان جثمان الزعيمة السابقة للمعارضة الباکستانية وصل الى سوکور وسيتم نقله الى نوديرو في انتظار تنظيم جنازتها المقررة ظهر الجمعة، بحسب مسؤولين في حزب الشعب". ونقل جثمان بوتو جوا من روالبندي إلى مسقط رأسها باقليم السند الجنوبي مع العائلة و35 من الأقارب والانصار، وذلك عقب وصول زوجها آصف علي زرداري واطفالها الثلاثة من دبي، حيث سيجري دفنها. وأخذ الناس يبكون ويصرخون بينما نقل التابوت الذي يحوي جثمان بوتو في سيارة اسعاف الى بيت عائلتها.
وحث زرداري المشيعين اثناء نقل التابوت الى المنزل قائلا "تحلوا بالصبر. شجعونا على تحمل هذا المصاب". وقال حزب الشعب الباكستاني انه سيقيم الحداد 40 يوما على مقتل بوتو بينما دعا نواز شريف رئيس الوزراء السابق الى اضراب عام في انحاء البلاد يوم الجمعة. وقال سكان في مقاطعة لاركانا التي كانت فيها عائلة بوتو على مدى اجيال من كبار ملاك الاراضي ان قبرا يجري حفره في جبانة الاسرة في قرية جاري خودا بكش التي تبعد خمسة كيلومترات من منزل بوتو في بلدة نوديرو الصغيرة. وستدفن بوتو الى جوار والدها ذو الفقار على بوتو اول رئيس وزراء منتخب للبلاد الذي اطاح به الجيش في انقلاب عام 1977 وشنقه في وقت لاحق.
القاعدة تتبنى اغتيال بوتو
وأمر القائم بأعمال رئيس الوزراء الباكستاني محمد ميان سومرو باجراء التحقيق في ملابسات جريمة اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو.وقال سومرو في تصريح صحافي عقب ترؤسه اجتماع طارئ لمجلس الوزراء الباكستاني انه سيتم تكليف رئيس لجنة التحقيق بعد اجراء مشاورات مع قيادات حزب الشعب اضافة الى تحديد اطار زمني محدد لتقديم التقرير. واضاف انه سيتم الاعلان عن نتائج التحقيق بيد انه حث الأمة على التحلي بالصبر والتسامح وعدم اللجوء الى الحاق اضرار بالممتلكات العامة والخاصة مناشدا الشعب الباكستاني "التزام الهدوء وعدم الوقوع ضحية للتحريض من نفس أعداء البلاد الذين دمروا البلاد عبر اغتيال بوتو". واكد في الوقت نفسه انه تم نشر قوات الامن الباكستانية التي ستتخذ جميع التدابير الضرورية لضمان عدم وقوع اي فوضى في البلاد.
وردا على سؤال حول موعد الانتخابات قال رئيس الوزراء ان الانتخابات ستجرى في موعدها المقرر سلفا في الثامن من يناير/كانون الثاني المقبل وفقا للجدول الزمني مضيفا ان أي قرار لتغيير موعد الانتخابات سيتم بالتشاور مع جميع الأحزاب السياسية في البلاد.
ومن جانبه اعلن جواد شيما المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية أن الحكومة "ليست على علم بوجود صلة لتنظيم القاعدة في إغتيال زعيمة حزب الشعب بنظير بوتو، لكن "العناصر المتطرفين" المقربين من تنظيم القاعدة وطالبان والمسؤولين عن موجة الاعتداءات الانتحارية الدامية التي ضربت البلاد منذ سنة، قد يكونون منفذي الاعتداء الذي استهدف بوتو.
وكان تنظيم القاعدة في أفغانستان قد اعلن امس الخميس مسئوليته عن عملية اغتيال بوتو، وقال زعيم التنظيم في أفغانستان مصطفى أبو اليزيد، إن عملية الاغتيال جاءت بناء على قرار اتخذه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأكد أن تنفيذ العملية تم عبر شخصية متبرعة تنتمي لخلية بنجابية. ونقلت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء عن أبو اليزيد قوله:" لقد قضينا على أغلى رصيد أمريكي "بوتو" والتي أعلنت عن عزمها إلحاق الهزيمة بالمجاهدين".
بوتو تحمل مشرف مسئولية اغتيالها
من جانب آخر، كشفت قناة "سي إن إن" الاخبارية الامريكية أن بوتو كتبت في رسالة الإلكترونية وجهتها إلى المتحدث باسمها في الولايات المتحدة مارك سيغل أنه إذا حدث شيء لها في باكستان فإنها تحمل الرئيس الباكستاني برويز مشرف المسؤولية، متهما إياه في التقصير في توفير الحماية الملائمة له.
وقالت زعيمة المعارضة الباكستانية الراحلة بعد أن عددت الإجراءات الأمنية التي طلبتها والتي رفضت أن "أعوانه يجعلوني أشعر أني في خطر"، وأضافت في رسالتها التي وجهتها في الـ26 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد أسبوع من استهدافها باعتداء دام نجت منه "من المستحيل أن يكون رفض استخدام سيارات خاصة أو سيارات ببلور غير كاشفة أو تخصيص حماية مرافقة من أربع سيارات شرطة لحمايتي من كافة الجهات، قد تم دون موافقته".
وطلبت بوتو من مارك سيغل الذي تعاونت معه في كتابة كتاب عن الإسلام والغرب، بنشر هذه الرسالة في حال تم اغتيالها، وأعلن سيغل للقناة الأمريكية "في الوقت الذي كنا نحضر فيه الحملة (لانتخابات 8 يناير) كانت بوتو قلقة جدا لعدم تخصيص الوسائل الأمنية التي طلبتها". وأضاف "لقد طلبت ببساطة ما هو حقها بوصفها رئيسة وزراء سابقة، غير أن كل مطالبها رفضت"، وتابع "لقد تم تخصيص نوع من الحماية الأمنية لها لكنها كانت متقطعة وغير فعالة"، ورفض سفير باكستان لدى الولايات المتحدة محمود علي دوراني التعليق على هذه المعلومات، وأكد لقناة "سي إن إن" أن حكومة باكستان خصصت كل الحماية الضرورية لبوتو.
استمرار الاحتجاجات
الى ذلك ،تتوالى الاحتجاجات في جميع انحاء البلاد في ساعة مبکرة من صباح اليوم لا سيما كراتشي حيث اضرم خلالها مناصرو بوتو النيران في أکثر من 500 مرکبة ودراجة نارية وفي مبان حكومية واشتبکوا مع الشرطة ونهبت العديد من البنوك والمتاجر. وقد تسببت أعمال العنف التي اندلعت في انحاء متفرقة في باكستان عقب اغتيال زعيمة المعارضة ورئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو في روالبندي الى مقتل 19 شخصا.واعلن ضابط في القوات الخاصة الباكستانية ان هذه القوات تلقت الجمعة اوامر باطلاق النار على مسببي اعمال الشغب في مدينة كراتشي لمنع وقوع اي اضطرابات. وقال الكومندان اتار علي للصحافيين "ان القوات الخاصة التي تساعد الشرطة تلقت الامر باطلاق النار اذا ما رات مشاغبين يعمدون الى انشطة تعرض امن الدولة للخطر او يهاجمون ابنية عامة او املاكا خاصة". واضاف ان القوات الخاصة نشرت 16 الف رجل في اقليم السند الجنوبي، بينهم عشرة الاف لعاصمة الاقليم كراتشي.
ومن جانبه أعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف الحداد ثلاثة أيام على بوتو، وحمل مشرف في خطاب متلفز قصير وجهه للشعب الباكستاني مسؤولية اغتيال بوتو لمن وصفهم بـ"الإرهابيين" وتوعد باجتثاثهم. وقال "لن يهدأ لنا بال قبل أن نقتلع الإرهاب من جذوره". ولقيت بوتو مصرعها على يد انتحاري بعيد إلقائها كلمة في تجمع انتخابي في روالبندي. وقالت مصادر متطابقة في الشرطة إن الانتحاري فتح النار أولا فأصاب بوتو في العنق أثناء رفع يدها لتحية أنصارها من داخل سيارتها المصفحة المفتوحة وهي تغادر المكان، وعلى الفور قام المهاجم بتفجير القنبلة التي يحملها. وسقط إلى جانب بوتو التي لفظت أنفاسها الأخيرة في المستشفى عشرون قتيلا، كما أصيب 56 آخرون، إصابات بعضهم خطيرة.
إدانات عربية
وأدانت عدة دول عربية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بشدة اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو في تفجير انتحاري وصفته الجامعة العربية في بيان صادر عن أمانتها العامة بأنه عملية اغتيال إرهابية. وأعرب الأمين العام للجامعة عمرو موسى في بيان له عن تلقيه نبأ "جريمة الاغتيال الإرهابية النكراء التي تعرضت لها بوتو بالحزن والأسى".
كما أدان وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط في بيان صحافي اغتيال بوتو، مؤكدا أن هذه العملية الإرهابية تستدعي ضرورة أن تعمل كافة القوى والطوائف السياسية الباكستانية على تجاوز خلافاتها في هذه المرحلة الحرجة للحفاظ على أمن واستقرار هذه الدولة الصديقة. وقال إنه "من المهم أن تتصدى هذه القوى السياسية معا لمواجهة قوى التطرف والإرهاب التي تسعى لزعزعة الاستقرار مما سيؤثر ليس فقط على مستقبل باكستان وإنما على مستقبل الأوضاع في المنطقة ككل". وأشار أبو الغيط إلى إن بوتو كانت تحظى دوما بتقدير واحترام مصر قيادة وحكومة وشعبا.
وفي مدينة جدة غرب السعودية، أعرب العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الخميس عن حزنه العميق لاستشهاد رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظزير بوتو .وقال الملك عبد الله في برقية إلى الرئيس الباكستاني برفيز مشرف أوردتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية "ببالغ الأسى والأسف علمنا باستشهاد السيدة الفاضلة الأخت بنظير بوتو بيد الغدر والخيانة". وأضاف "أننا إذ نعرب لفخامتكم عن تعازينا الصادقة، نرجو أن تنقلوا مواساتنا لأفراد أسرتها كافة".
وقال العاهل السعودي "إننا نتوجه بنداء إلى الشعب الباكستاني الشقيق نعرب فيه عن استنكارنا واستنكار الشعب السعودي لهذه الجريمة البشعة التي أرتكبها قتلة أشرار".
كما أدانت منظمة المؤتمر الإسلامي بأشد العبارات اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة معتبرة إياه اعتداء على استقرار باكستان. وقال الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي في بيان إنه يدين بأشد العبارات هذه الجريمة النكراء والشنيعة. مضيفا أن هذا الاعتداء يمثل هجوما على الاستقرار والسلم في باكستان واستفزازا واضحا يهدف إلى زعزعة الأمن وعرقلة جهود الوحدة والمصالحة وضد المسيرة الديموقراطية في باكستان.
وفي البحرين أعربت وزارة الخارجية عن شجبها واستنكارها البالغ للهجوم. وقالت إنها تأمل في الوقت ذاته أن يتحلى الشعب الباكستاني بضبط النفس. وفي الكويت، نقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية بيانا رسميا تضمن إدانة دولة الكويت واستنكارها الشديدين للعمل الإرهابي البغيض والذي أودى بحياة بنظزير بوتو، وأعربت عن أملها بتجاوز هذه المحنة بتوحيد صفوف أبناء الشعب الباكستاني الشقيق.
وفي اليمن، نقلت وكالة الأنباء الرسمية سبأ عن مصدر رسمي يمني قوله" إن التفجير الانتحاري الإرهابي يستهدف زعزعة أمن باكستان ووحدته الوطنية". وفي العراق، أدان الرئيس العراقي جلال الطالباني اغتيال بوتو التي قضت مع 20 شخصا آخرين في تفجير انتحاري الخميس.
وقال الطالباني في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي "فقدت باكستان ابنة بارة وسياسية شجاعة نذرت حياتها للكفاح من أجل شعبها. فقد امتدت أيادي الإرهابيين لتغتال السيدة بنظزير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة والمرأة التي واجهت بكل جرأة ونكران ذات قوى الظلام والإرهاب، وعملت من أجل ترسيخ قيم التآخي والتسامح والتكافؤ في بلادها".
كما أدانت سوريا الاعتداء الإرهابي الجبان على ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا". وقال ناطق رسمي باسم الحكومة لم تكشف الوكالة عن هويته إن سوريا عبرت عن صدمتها وإنها تعرب عن خالص تعازيها لعائلة السيدة بوتو ولحزب الشعب الباكستاني وللحكومة الباكستانية وعن ثقتها بأن باكستان ستتمكن من اجتياز الظروف العصيبة التي تمر بها نتيجة لهذا العمل الإرهابي.
وأدان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اغتيال بوتو في برقية بعث بها للرئيس الباكستاني برفيز مشرف. وعبر الملك عبدالله الثاني عن إدانته الشديدة لهذا العمل الإجرامي.وأكد العاهل الأردني وقوف الأردن وتضامنه مع الشعب الباكستاني الشقيق لتجاوز آثار هذا المصاب الجلل حيث فقدت باكستان اليوم شخصية سياسية وقيادية فاعلة.
وفي الرباط، عبر المغرب عن إدانته على لسان وزير الاتصالات خالد الناصري الذي قال "نترحم على هذه الشهيدة، شهيدة العمل الوطني الدءوب". وأضاف "بهذه المناسبة، نشجب كل التصرفات المتهورة التي تنهج نهجا همجيا في التعامل مع الشأن السياسي".
وأدان العاهل المغربي الملك محمد السادس الهجوم الانتحاري الذي أودى الخميس بحياة بوتو معتبرا إياه عملا إرهابيا جبانا. وأعرب الملك محمد السادس في برقية تعزية أرسلها إلى أسرة بوتو عن "إدانة المملكة المغربية القوية لهذا العمل الإجرامي الجبان الذي استهدف شخصية وطنية متميزة، تعد قطبا من أقطاب أسرتكم الجليلة التي كرست حياتها لخدمة وطنها بكل تفان وشجاعة وإخلاص".
وفي طرابلس، أعلنت وزارة الخارجية الليبية في بيان إدانة ليبيا للعملية الإرهابية البشعة، مؤكدة على حرص ليبيا على أمن وسلامة باكستان ومعارضتها لكل ما من شأنه الإخلال بالأمن والسلم الأهلي هناك. أما في الجزائر، فقد أكدت رئاسة الجمهورية أن الشعب الجزائري تلقى بحزن عميق نبأ الاغتيال، وأعربت عن تعازيها الصادقة للشعب الباكستاني الذي فجع بهذا العمل الشنيع وتدين بشدة مقترفي هذا الاعتداء الذي أودى بحياة بنظير بوتو. وقد أعربت تونس عن استيائها جراء الاعتداء وأدانت العملية المجرمة المريعة.
إدانات دولية
ودوليا، أدانت مجمل دول العالم من الولايات المتحدة وبريطانيا الى الهند وروسيا وفرنسا وايران والفاتيكان ومجلس الامن الدولي اغتيال بوتو. فقد شجب الناطق باسم الخارجية الايرانية محمد على حسيني الهجوم بشدة، وقال: "إننا ندين بشدة العمل الارهابي الذي أدى الى قتل بوتو ونقدم تعازينا لاسرة بوتو ولشعب باکستان وحکومته".ودعا حسيني الحکومة الباكستانية الى أن تحدد بسرعة هوية المسؤولين عن التفجير والقبض عليهم لوضع نهاية للتوترات الداخلية في باکستان.
وأدانت تركيا "باقصى العبارات" الهجوم ودعت الباكستانيين الى "الاتحاد ضد الارهاب". كما نددت مجموعة الكومنولث بشدة بالاعتداء ووصفته في بيان بانه "عمل ينم عن الكراهية والجبن".
وأدان مجلس الامن الدولي في اجتماع طارئ عقده لبحث الوضع في باکستان، اغتيال بوتو، داعيا الباكستانيين الى ضبط النفس، والحفاظ على استقرار البلاد.
كما أدانت الولايات المتحدة الهجوم واعتبرت أنه يهدف لتعطيل بناء الديمقراطية في باكستان. وقال بوش للصحافيين: ان الولايات المتحدة تدين بشدة هذا العمل الجبان الذي قام به متطرفون قتلة يحاولون نسف الديموقراطية الباكستانية.
وفي موسكو، وصف الرئيس الروسي فلادمير بوتين الاعتداء "بالعمل الارهابي الوحشي" معربا عن امله في ان تتم "معاقبة" مدبريه. وأدان الاتحاد الاوروبي برئاسته ومفوضيته عملية الاغتيال ودعا الباكستانيين الى الامتناع عن العنف ومواصلة الجهود للتوصل الى الديموقراطية. وفي المانيا، أدانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "الهجوم الارهابي الجبان الى اقصى الحدود".
وفي لندن، عبر وزير الخارجية ديفيد ميليباند عن "صدمته العميقة" ازاء الاعتداء، داعيا الباكستانيين الى "ضبط النفس وكذلك الى توحيد صفوفهم". وأدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاغتيال الذي وصفه بانه "عمل مشين"، كما افادت رئاسة الجمهورية. وندد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بالهجوم في بيان صادر عن وزارته مؤكدا التمسك باستقرار باكستان والديموقراطية فيها.
وفي روما، شجب رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي "التعصب" الذي اودى بحياة بوتو، داعيا الى "مواصلة الطريق الصعب نحو السلام". واعتبر الفاتيكان الحادث "مأسويا ومروعا" كما نقلت وكالة الانباء الايطالية "انسا" عن المتحدث باسم الفاتيكان الاب فريديريكو لومباردي.
واعلنت اليابان، كذلك ادانتها للاغتيال معتبرة انه "من غير المقبول بتاتا ان يتم السعي الى حل اي مشكلة عن طريق العنف"، كما اعلن وزير الخارجية ماساهيكو كومورا عبر التلفزيون الياباني. واعربت الصين عن "ادانتها الشديدة" للاغتيال على ما اعلنت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية.
ووصفت الهند، جارة باكستان ومنافستها، الاغتيال بانه "عمل مشين"، وقال وزير الخارجية الهندي براناب موكرجي: ان مقتلها خلف لدينا صدمة وشعورا بالرهبة. اما الرئيس الافغاني حميد كرزاي فعبر في مؤتمر صحافي عن ادانة "فعل عنيف الى اقصى الدرجات" ارتكبه "اعداء باكستان". وقال كرزاي "ندين باشد التعابير هذا العمل الجبان", مضيفا "اني اشعر بالاسى وتاثرت جدا لان شقيقتنا الشجاعة, هذه المراة المذهلة في العالم الاسلامي لم تعد بيننا".
بوتو في سطور
ولدت بنظير بوتو في إقليم السند عام 1953، وتلقت تعليمها في جامعتي أكسفورد ببريطانيا وهارفارد بالولايات المتحدة، واستمدت مصداقيتها كسياسية من تراث والدها. وشغلت بينظير بوتو منصب رئيسة وزراء باكستان مرتين، ما بين عامي 1988 و1990، و ما بين عامي 1993و1996، وفي الحالتين أقالها رئيس البلاد من منصبها بعد اتهامها بالفساد.
واعترى حياة بوتو السياسية العديد من حالات المد والجزر ، فقد كانت فور انتخابها لأول مرة إحدى أشهر القيادات النسائية في العالم بل ووصفها البعض بالمرأة الحديدية نسبة إلى رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر. وكانت بوتو قد سجنت قبيل إعدام والدها وقضت أغلبية السنوات الخمس من سجنها في حبس انفرادي وقد وصفت تلك الفترة بشديدة القسوة.
أسست بوتو خلال الفترات التي قضتها خارج السجن للعلاج مكتبا لحزب الشعب الباكستاني في العاصمة البريطانية لندن وبدأت حملة ضد الجنرال ضياء الحق. وعادت بوتو إلى باكستان عام 1986 وتجمعت في استقبالها حشود جماهيرية ضخمة وأصبحت رئيسة للوزراء بعد وفاة الجنرال ضياء الحق في انفجار طائرته عام 1988. وواجهت بوتو اتهامات كثيرة بالفساد حيث اتهمت الحكومات الباكستانية المتعاقبة آصف زرداري زوج بوتو باختلاس ملايين الدولارات من الدولة ، كما اتهم بإيداع هذه الأموال في حسابات سرية في مصارف أوروبية متعددة .وسجن زوجها على إثر هذه الاتهامات وأنكرت بوتو بشدة الاتهامات الموجهة ضدها وضد زوجها قائلة إن دوافعها سياسية .
ورغم أنها لم يتم إدانتها في خمس اتهامات على الأقل بالفساد، لكنها أدينت عام 1999 بعدم المثول أمام المحكمة وغادرت باكستان في هذا العام لتقيم في دبى بالإمارات العربية المتحدة مع أولادها الثلاثة فيما كان زوجها في السجن وعندما تم الإفراج عنه فى عام 2004 بكفالة انضم إليها في دبى .
وظهرت بوتو في 2007 كمنافسة قوية لمشرف إلا أن المحادثات السرية الأخيرة التي أجرتها مع مشرف بشأن تقاسم السلطة اعتبرت بمثابة الخيانة للقوى الديمقراطية لأنها من شأنها تعزيز قبضة مشرف على السلطة ، كما أنها خسرت تأييد الجماعات الإسلامية بعد تحالفها مع واشنطن .
*وكالات
|