الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:48 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
السبت, 29-ديسمبر-2007
المؤتمر نت - الدكتور ابوبكر القربي الدكتور ابوبكر القربي * -
الاصطفاف من أجل اليمن
يبدو أننا في حاجة ونحن نودع عام 2007م لأن نقف وقفة موضوعية صادقة مع انفسنا سواءً أكنا في المواقع الرسمية أو ضمن المعارضة أو في إطار مؤسسات المجتمع المدني نقيم فيها أداءنا خلال العام المنصرم ونحدد من واقع هذا التقييم مسؤوليتنا وأهدافنا خلال العام 2008م.
هذه الوقفة مع النفس ضرورية إذا ما أردنا استهلال العام الجديد سواءً على المستوى الشخصي أو الوطني بجدية وصدق ورغبة في تجنب تكرار الأخطاء واجتياز عتبات هذا العام بثقة نحو المستقبل..من المؤسف أننا في ثقافتنا العربية تعودنا على الهروب من محاسبة الذات والاعتراف بالأخطاء وهو مايقود إلى تكرارها وإهدار الطاقات ومجانبة الصواب. وإذا كان رفض محاسبة الذات أمراً مقبولاً على الشخص نفسه لأن نتائجه تنحصر على المستوى الشخصي فإن إغفال تلك المراجعة في قضايا تمس قضايا الوطن وتؤدي إلى الإضرار به أمر مرفوض تماماً..لقد انتهى عام 2007م واليمن تتجاذبه مطالب حقوق مشروعة لأفراد أو جماعات من ناحية نتيجة ظروف استثنائية عاشها هؤلاء في ظل مرحلة تاريخية معينة وحراك سياسي يهدف إلى إجراء إصلاحات سياسية تتحقق فيها المشاركة الواسعة في الحكم لما يخدم الوطن أو من خلال الحكم المحلي، هذا بالإضافة إلى نشاط حزبي يوظف كل هذه التجاذبات لتحقيق مكاسب لحزب أو مجموعة أحزاب تحت شعارات مختلفة تهدف إلى استغلال هذه الأجواء المشحونة لضمان تحقيق مصالحها، كما ظهرت من جهة أخرى أصوات تعذر عليها التمييز بين تحقيق مطالبها وتصحيح الأخطاء وبين تصفية حسابات ثأرية قديمة لازالت آثارها عالقة في النفوس وتعمدت السير في طريق إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وتجاوز كل الخطوط الحمراء والثوابت الوطنية التي ستؤدي في حال التمادي فيها إلى إفراز آثار مدمرة تطال الوطن وأبناءه وكأن لسال حال هؤلاء هو ترديد مقولة (عليَّ وعلى أعدائي).
لست ممن يتهمون كل من ينتقد النظام بالتآمر ولا ممن يدعي أن الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام الذي أنتمي إليه يحتكر الحقيقة كذلك فإنني لا أزعم أن أحزاب اللقاء المشترك تسعى إلى جر البلاد إلى أتون أزمات سياسية لكنني أرى بأن هنالك بعض القوى غاب عنها الفهم المستنير لشروط وقواعد اللعبة السياسية وخطوطها الحمراء سواءً على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي لأنه مهما اختلفت المواقف والرؤى فإن الاختلاف يجب ألاًّ يقود إلى إشاعة ثقافة الكراهية والبغضاء وتهديد أمن الوطن واستقراره ووحدته الوطنية والى تحويل المطالب المشروعة إلى نزعات طائفية أو مناطقية من قبل مجموعة عانت الثورة اليمنية وعانى الوطن الكثير من ممارساتهم ومواقفهم وهم من كافة الاتجاهات الايديولوجية، من المؤسف ان هؤلاء المغامرين موجودون في كل البلدان وفي مختلف المواقع وكانوا سبب إلحاق الكوارث ببلدانهم وتأتي خطورة هؤلاء عندما تطغى أصواتهم على أصوات العقلاء والأحزاب التي تمارس نشاطها السياسي بمسؤولية وتحرص على حماية أمن الوطن واستقراره بل إن المغامرين قد ينحرفون عن طريق القانون والعمل السياسي المشروع الى طريق المزايدات والإثارة خوفاً من أن يفقدوا تأثيرهم في الشارع ويخسروا المكاسب السياسية التي يطمحون اليها.
إن التحدي الذي تواجهه بلادنا في عام 2008م يتطلب وقوف العقلاء بثبات أينما كانوا سواءً في الحكم أو المعارضة أو المستقلين، وعلى المؤتمر وأحزاب المشترك تقع المسؤولية الأعظم في وجه من يعملون على تفجير الأزمات وذلك من خلال استشعار مسؤوليتهم الوطنية في الحفاظ على السلام الاجتماعي ووحدة الصف الوطني والعمل على تصحيح الأخطاء بكافة أشكالها منطلقين في ذلك من مبادئ وأسس وآليات عمل وطنية تتفق عليها كافة القوى السياسية وقوى المجتمع المدني ويتم التوصل اليها من خلال حوار بناء يمثل فيه الجميع ودون أي املاءات أو شروط مسبقة وتكون المصالح الوطنية العليا هي الأساس الذي تنطلق من أجله كل الحلول والمعالجات بغية تحقيق العدالة وحماية حقوق الوطن والمواطن.. وأن نجاح الحوار سيعتمد بالدرجة الأولى على التزام المتحاورين بقواعد الحوار المسؤولة والابتعاد عن الشخصنة والمصالح الذاتية و الحزبية الضيقة وعلى التمسك بالدستور والقانون كأساس للمعالجة حتى لا تهيئ المعالجات مناخات خلافات جديدة مع الاقتراب من القضايا بعقل مفتوح وأفق واسع وبحثها بتجرد ذلك أن أي هدف نبيل لايمكن ان تخدمه وتحققه إلا وسيلة نبيلة..وإذا كانت تجارب الحوار في الماضي قد ولَّدت شعوراً بعدم جدوى الحوار لدى بعض أطرافه فإن هذا الوضع يجب أن يقود الى المزيد من التمسك بالحوار وإزالة مايعترضه من معوقات حتى ننطلق به من جديد بعيداً عن الشطط والإملاء وفرض الشروط التعجيزية فالحوار وحده -وليس أسلوب العنف والتحريض - هو لغة العالم المتحضر وهو طريقنا اليوم للوصول باليمن الى بر الأمان وإنقاذه من تهور وطيش من لايحسب حساباً للعواقب ومن يتعمد عن قصد تحميل الوحدة المباركة أخطاء البشر فالوحدة هي ضحية الممارسات التي بدأت بالتقاسم ومن ثم المزايدات السياسية فالأطروحات والمشاريع التآمرية التي دأبت على رفض نتائج صناديق الاقتراع وآثرت المساومات لتحقيق المكاسب وإن كان ذلك على حساب سلامة واستقرار الوطن وصولاً الى حرب 94م وماتبع ذلك من تجاهل للمتغيرات والإصرار على تكرار الأخطاء بدلاً من إعادة النظر في المواقف ومراجعتها والمشاركة في بناء الثقة ومسيرة البناء.
نحن إذاً أمام لحظة تاريخية ومفترق طرق لتجاوز أخطاء وأخطار ماحدث ويحدث والاستفادة من الحراك السياسي الموجود لتصحيح الاختلالات في إطار الشرعية الدستورية والقانون ومبادئ الثورة اليمنية التي مثلت وحدة اليمن أهم أركانها الأساسية وستظل كل القوى الوطنية الخيرة متمسكة بها ومناضلة من خلالها على تحقيق العدالة والمساواة والتنمية ومحاربة الفساد في إطار ثوابت الثورة اليمنية وانطلاقاً من استشعار المسؤولية الوطنية لبناء يمن جديد تتجسد فيه مبادئ وقيم النضال الوطني والثورة ويلتف حولها كل الشرفاء من أبناء اليمن شماله وجنوبه شرقه وغربه في مواجهة من جنحوا الى المسالك الشائكة ولم يكترثوا بالعواقب التي قد تحدث نتيجة الإضرار باستقرار الوطن اليمني ووحدته وذلك من خلال الحوار والدعوة الى كلمة سواء وعلى أمل أن يدرك الجميع أن أول الخاسرين هم من يرفض اسلوب الحوار وتحكيم العقل والحفاظ على وحدة اليمن.
*وزير الخارجية




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر