الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 05:59 م
ابحث ابحث عن:
علوم وتقنية
الثلاثاء, 01-يناير-2008
المؤتمر نت -  المؤتمرنت -واشنطن: سوزان كينزي * -
الإنترنت توفر التعليم العالي للجميع مجانا
لا تمنحك الدراسة عبر الويب «YouTube» شهادة جامعية، لكن الكثير من الجامعات تستخدم التكنولوجيا لتقديم صفوفها عبر الانترنت وفتح ملفاتها. بالتأكيد ظلت بعض المدارس تطلب أجورا مقابل الدراسة عن بعد منذ فترة طويلة، لكن هذا الاسلوب الجديد مختلف: هذه الصفوف مجانية. ففي الوقت الذي تعد فيه الكثير من المدارس على الانترنت غالية الثمن وعسيرة الدخول اليها فإن البعض اعتبر الاسلوب الجديد عودة إلى مهمة التعليم العالي بشكلها الواسع: توفير المعرفة للجميع.
وهناك الآن عشرات الملايين من الأفراد راحوا يرتبطون بها.

فبالنسبة للمدارس تقدم الدورات الدراسية فوائد كثيرة، فهي تجذب الراغبين في الدراسة الجامعية بشكل منتظم وتنشر اسم الجامعة وتكسب متبرعين جددا وتبقي خريجي الجامعات على اتصال بالمعرفة. فجامعة فرجينيا التكنولوجية على سبيل المثال تقدم صفوفا مجانية عبر الانترنت لخريجيها.

ومع تطور التكنولوجيا أصبحت الصفوف أكثر إشراكا لجمهور أوسع، ومع تكنولوجيا أفضل وأسرع مثل الفيديو أصبحت الملاحظات حول المحاضرات الموجهة للطلبة المتخرجين والزملاء أكثر طموحا اليوم والوصول إليها أسهل. قال شيلي كيغان الفيلسوف المعروف من جامعة ييل سائلا طلابه حول الوجود وما يجعل حياة الشخص ذات قيمة: «إذا كان الموت هو النهاية فهل الموت سيئ؟» والتركيز حاد بما فيه الكفاية لمشاهدة رؤوس الطباشير على السبورة. ويمكنك أن تشاهد حاجبيه الأسودين يصعدان وتهبطان أثناء طرحه أفكار محاضرته. ويمكنك مشاهدة أي كتب في المنهج والحصول على البحوث التي تحتاج لأن تعملها عبر الانترنت. الشيء الوحيد المطلوب منك هو ألا تسأله أن يضع علامة لعملك.

ويسعى بعض الأساتذة الى أن يقوموا بذلك لوحدهم ضمن حجم مصغر. فالمدارس تحاول تجريب طرائقها باستخدام تكنولوجيا مختلفة، فبعضها يستخدم «Utah State University"s eduCommons» عبر الانترنت. والبعض يضع المواد على مواقع مثل ««YouTube وموقع «iTunes U» التابع لجامعة أبل بينما هناك بعض المدارس قد بدأت بتنفيذ ذلك مثل معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا الذي لديه حاليا 1800 صف عبر الانترنت وهي مجانية وتضم كل الدراسات. ويعمل معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا «MIT» مع أكثر من 150 مدرسة وجامعة مهتمة بالصفوف المفتوحة حسبما قال ستيف كارسون من «MIT». وهناك أكثر من 500 صف عبر الانترنت في موقع دولي. وبعد مرور أقل من أسبوع على بدء إطلاق جامعة ييل لدراساتها بواسطة الفيديو حيث بدأت بسبع دورات أولية، أصبح كيغان متحمسا جدا مع قدوم رسائل الكترونية كثيرة من أشخاص متلهفين تمكنوا من مشاهدة صفوفه. وراح الآن يتساءل فيما إذا كان ذلك مجرد علامة على طوفان من الفلاسفة الذين يحاولون الوصول إليه. في كل الأحوال، إنها متوفرة للجميع عبر الانترنت.

وقال كارسون ان ما يقرب من 35 مليون شخص جربوا دورات معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا. والمفاجأة الكبرى ان نصف مستخدمي الموقع تقريبا ليسوا من الطلاب أو المعلمين، ولكن الناس راغبون في التعلم. وهناك كثير من المحاضرات التي يمكن الحصول عليها عبر موقع «يو تيوب». ويتلقى معهد ماتساشوسيتس للتكنولوجيا رسائل الكترونية باستمرار من اشخاص مثل كونلي اديجومو، وهو طالب من نيجيريا. وهو يطبع صفحات من درس هندسة المعادن على الانترنت ويجلبها الى طلاب صفه لاستكمال ما يتلقونه من معلومات. وكانوا يواصلون طلب الحصول على المزيد. وقام اخيرا بتخزين مواد الدورة كلها وطبعها وجلبها اليهم، مما أدى الى الترحيب الحار من قبلهم.

ووضع أساتذة جامعة جون هوبكنز ملاحظات محاضرة من كورسات الصحة العامة على موقعهم على الانترنت وهي متيسرة لكل من يطلبها. ويهدف بحث وأرشيف زوتيرو المفتوح على الانترنت من جانب جامعة جورج ماسون الى دفع الباحثين في مختلف أنحاء العالم للمشاركة في بحثهم. وفي الجامعة الأميركية «ما تزال الجامعة تحاول ان تحدد، شأن اية جامعة أخرى، طريقها في بيئة متغيرة تكنولوجيا وقانونيا»، وفقا لما قاله باتريك ثاديوس جاكسون مدير التعليم العام.

وقال جاكسون «هناك قضايا تتعلق بالايرادات هنا يجب حلها. وهناك اعتبارات ثقافية، أي ما هو نمط الأشياء المناسبة لأي جمهور؟». ولدى الكثير من المسؤولين في الكليات مخاوف بشأن قضايا الملكية الفكرية، أي أن ما هو مناسب للحديث عنه أو عرضه في قاعة الدراسة مع مجموعة صغيرة قد لا يكون مناسبا لبث واسع النطاق، وكذلك بشان التكاليف. فمعهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا ينفق اربعة ملايين دولار سنويا، ويواصل التحديث واضافة الفيديو، وأخيرا اضافة موقع لطلاب ومعلمي المدارس الثانوية. ولدى الأساتذة طائفة أخرى من القضايا التي تثير قلقهم. ففي جامعة ييل كانت فكرة استاذ السايكولوجيا، بول بلوم الولي، بعد موافقته على السماح بتصوير فيلم لصفه «هذه غلطة فظيعة».

وتساءل ما اذا كان سيقوم بالتدريس بطريقة مختلفة ما اذا كانت هناك كاميرا. وشعر بعض الأساتذة بقلق من أن طلابهم يمكن أن يناموا ويحصلوا على المحاضرة عبر جهاز اللابتوب في وقت آخر. وقال كثير من الأساتذة إنهم لا يمكن أن يستبدلوا الشيء الفعلي، خصوصا بندوات البحث حيث تعتبر النقاشات والأوراق هامة جدا. ولا يمكن للطلاب الحصول على امتيازات. وقال بلوم انه لم يكن يريد ان يرفض عندما طلب منه القيام بذلك. وأضاف «أنا اقف الى جانب الفكرة الى حد كبير لأسباب أخلاقية. هناك الكثير من الناس ممن لا يمتلكون فرصة الذهاب الى جامعة ييل ولا يمتلكون فرصة الذهاب الى الجامعة بصفة عامة. ولكن كل من لديه امكانية لاستخدام الكومبيوتر يمكن أن يستمع الى هذه المحاضرات الرائعة حول الفيزياء أو علم الأخلاق أو كتاب العهد القديم». وقال دان كوهين، الأستاذ في جامعة جورج ميسون «ان جزءا من هذه الحركة في التعليم العالي هو الانفتاح والمشاركة في منتجات البحث وأن يكون كل شيء من اجل الصالح العام».

وقال جاكسون انه فضلا عن ذلك فان «الشيء الذي يريده الأكاديمي كثيرا هو أن يقوم الناس بقراءة موادهم والإصغاء الى ما يقولون».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر