أمين الوائلي* -
هل يغرق «الإصلاح» في «الجنوبية»؟
هي «الجنوبية» إذاً، على ما يقول مسئول إصلاحي وعضو كتلة الحزب البرلمانية ورئيس «الإصلاح» في محافظة مهمة وكبيرة بحجم حضرموت.
دون تجميل أو مكيجة قالها محسن باصرة في الشحر يوم الخميس الماضي: «إن القضية الجنوبية ليست حقوقية ولكنها «سياسية» بالدرجة الأولى»! وضعوا تحت «جنوبية» و«سياسية» خطوطاً حمراء بعدد أعضاء مجلس شورى حزب الإصلاح وهيئته العليا.
إلى وقت قريب، وبرغم كل شيء حدث أو قيل، كان لايزال حزب عقائدي كالإصلاح محافظاً على ثابت الوحدة، كعقيدة أولاً، وقناعة سياسية ثانياً، وكانت تلك من أنصع صفحات الإخوان ومآثر «الإصلاح».
بالعدوى ـ ربما ـ أسقط الإصلاحيون ميزتهم تلك وتحولوا إلى الجبهة أو الجهة الأخرى.. وإذا كان الحزب انتهج لغة سياسية مهادنة أو مداهنة منذ مطلع «النضال السلمي»، إلا أن ذلك أبقاه على مقربة من أصوات النزعة الجنوبية واللغة المناطقية، ولم يشأ أن يصبح واحداً منهم بعكس الآن.
طوال أسابيع وأشهر ماضية حاول الإصلاحيون التمييز بين نزوعين وجبهتين: «حقوقية» و«سياسية»، أو مطلبية وكيدية.. وكانوا يلوّحون بمخالفة الأخيرة ومشايعة الأولى، ولكنهم اليوم يقطعون الخيط الباقية ويرفعون الحرج عن أنفسهم!
شيئاً فشيئاً، تنصل الإصلاحيون من خطاب الحقوق والمطالب الحقوقية واعتبارها واجهة مقنعة تتصدر مختلف الفعاليات الاحتجاجية، من اعتصامات وتظاهرات ومسيرات نصبها وسيّرها المشترك بتحالف قهري أو قسري مع من قدموا أنفسهم متحدثين وممثلين للمتقاعدين، بالتركيز على المحافظات الجنوبية دون سواها! وكان خطاب الإصلاح يرفع عقيرة «مطالب حقوقية»، ويبدي شبهة امتعاض إزاء الخطاب الشطري والمناطقي.. فكيف رضي لنفسه الغرق في «الجنوبية»؟!
وصولاً إلى يوم الناس هذا.. أسقط الإصلاحيون ورقة الحقوق، وتحولوا إلى الضد من ذلك.. وكان محسن باصرة ـ وهو رئىس حزبه في حضرموت وعضو كتلته النيابية، بما يعني رسميته ومسئوليته التي تحسب للإصلاح أو عليه ـ مضطراً إلى التحرر من المهادنة والمداهنة الثقيلة والتصريح علناً بما عليه الواقع والحال.
قال الرجل إنها «جنوبية» و«سياسية» بدرجة أولى، يعني ذلك ما يعنيه باعوم والنوبة والسقاف وغيرهم من الذين يأخذون على عاتقهم مهمة التنظير للانفصال ودولة ما بعد الانفصال!
كم يخسر الإصلاح بهذه الطريقة؟ وهل صارت عقيدة الوحدة عقدة يجب عليه كسرها ومشايعة الردة؟!
شكراً لأنكم تبتسمون
*عن الجمهورية