الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:53 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الجمعة, 25-يناير-2008
المؤتمر نت -  عبده محمد الجندي -
لماذا نشفق على رجل الدين من هيمنة رجل السياسة في خطابه؟
قال أحد المتابعين للخطاب السياسي المتطرف والمتسرع الذي عرف به الأستاذ محمد قحطان أن مثله كمثل أولئك الذين يجهدوا أنفسهم بزراعة الريح رغم علمهم المسبق أنهم لن يحصلوا منه سوى على حصاد العواصف .

وقال الذين استمعوا لكلمة عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح في خطابه الذي ألقاه في دمت بمناسبة ذكرى استشهاد المناضل "جار الله عمر" وبالتحديد إلى تلك اللقطة المثيرة للجدل التي أوردتها قناة الجزيرة قالوا بدافع الحرص على التجمع اليمني للإصلاح أن السياسي في خطابات قحطان اكبر من الديني وان حاجته لإقناع الناس الذين يشكون في صدقه ناتج عن مبالغته في حاضره بتخطئة كل ماكان يعتبره صواباً في ماضيه تبعا لموقع حزبه من التحالفات التي أملت عليه في ساحة المعارضة موقفا متناقضا مع مواقفه المعلنة أثناء تحالفه مع الحزب الحاكم ومشاركته له في الحكومة الائتلافية الثانية التالية لأول عملية انتخابية برلمانية في ظل الوحدة والتعددية الحزبية والسياسية التي أو صلته من المعارضة إلى الحكم ثم أعادته من الحكم إلى المعارضة بعد تجربة أكدوا فيها أن أصحاب الطيالس لايصلحوا للحكم.

ان ضعف مصداقية الأستاذ قحطان ناتجة عن عدم حاجته في تحالفات حزبه الجديدة إلى مايوجب عليه الربط بين السياسي والديني في المصداقية من حيث التأصيل الموجب للحد من المناورات والتكتيكات المبالغ فيهما إلى حد الإفراط والتفريط الذي يقدم الذاتي على الموضوعي من المصالح الدنيوية الناتجة عن طمع في السلطة والثروة بغض النظر عن تناغمه وعدم تناغمه مع مايقتضيه الواجب الوطني والديني من المشروعية وعدم المشروعية ومن الالتزام بالحق والواجب وعدم الالتزام بهما لأهداف سياسية مستعجلة قد يتخذ منها البعض من الحريصين والمشبعين بالثقافة والشريعة الإسلامية مدخلاً لمراجعة مواقفهم من تأييد وعدم تأييد التجمع اليمني للإصلاح سلبا وإيجابا بصورة تباعد بينه وبين التداول السلمي للسلطة أكثر مما تحقق له ما يتطلع للوصول إليه بأقصى قدر من السرعة مستغلاً مايعانيه الشعب من تحديات معيشية ناتجة عن اتساع دائرة البطالة وزيادة قاعدة الفقر مضافا إليها ما أحدثته الارتفاعات السعريه الطارئة من إضافة معاناة إلى معاناة جعلت الحياة صعبة للغاية.

وكثيراً هم أولئك الذين كبر عليهم أن يستمعوا لمحمد قحطان السياسي وهو يقول لمن حوله صدقوني صدقوني واكتفوا بالقول أن الحاجة ناتج عن إحساسه بالمبالغة في تجسيم أخطاء الآخر وتضخيم سلبياته يفقده المصداقية ويعرضه لتهمة انه اليوم غيره بالأمس رجل السياسة في خطابه يحتل مساحة اكبر من رجل الدين. ورجل التكتيك والمناورة فيه أكثر من رجل المبادئ والمواقف الثابتة على الحق مؤكداً الزمن الرديء الذي حذر منه الرسول"بأنه لم يعد بقادر على القبض على دينه بطاقة وصبر القابض على الجمر" لأن الإسلام موقف وقضيه ومبدأ لا مجال فيه لإنصاف المواقف المثيرة للشبهات المجردة من المشروعية.
وهكذا يظهر الأستاذ قحطان في مبالغته وتطرفه بالإساءة لحلفاء الأمس إلى حد اتهامهم بأنهم المسئولين عن ظلم الجنوبيين والمسئولين عن دفعهم للمطالبة بالانفصال بصوت عالٍ.وهو يعلم أنه في خطابه وموقف حزبه اقرب إلى مواقع الشبهة الانفصالية من الحزب الحاكم، ويعلم أيضاً ان ما حدث من منجزات في المحافظات الجنوبية من الوطن لاتقارن مع ما حدث من منجزات في المحافظات الشمالية.

وكيف يبالغ فيما حدث بعد الحرب من انتهاكات للحقوق والحريات ونهب للأراضي وتسريح للعسكريين في معركة كان شريكا فيها وحكومة كان طرفاً فيها وفيما قامت به من إعادة بناء ما دمرته الحرب وما رافقها من إشاعة قيم العفو وقيم التسامح والتصالح وصلت إلى حد التماس العذر لقيادة الحزب الاشتراكي وتبرئتها من مسؤولية قرار الانفصال الذي أكد الأستاذ عبدالرحمن الجفري صحته في مقابلته الأخيرة.

أقول ذلك وأقصد به يا أستاذ قحطان ان التجمع اليمني للإصلاح كان شريكا فاعلاً للمؤتمر الشعبي العام بعض الوقت وشريكاً فيما حدث به من الايجابيات وما حدث من السلبيات لا بل أن الموضوعية تقتضي الاعتراف بان وجهة النظر السياسية والوحدوية والديمقراطية والتنموية كانت متطابقة بين حلفاء الأمس الاستراتيجيين. واشهد بان ماحدث من التعديلات الدستورية والقانونية التي كنت مشاركاً بها خلال تلك الفترة كانت وليدة وفاق شارك فيه الإصلاح بفاعلية وصلت إلى ذروتها في اعتبار الإسلام المصدر الوحيد للتشريع متغلبا بذلك على الاشتراكي وبعض المؤتمريين الذين كانوا يريدونه المصدر الرئيسي حرصاً على عدم إغلاق باب الاجتهاد حتى فيما حدث من النهب والسلب للممتلكات العامة والممتلكات الخاصة على محدوديتها في ظل نظام اشتراكي كان لبعض قيادات وقواعد التجمع اليمني للإصلاح نصيبا فاعلاً فيه باعتباره شريكا في حرب الدفاع عن الوحدة وعن الشرعية الدستورية كما هي طبيعة الحروب العسكرية وما تخلفه من الدماء والدمار والفوضى.

ولم تكن الوزارات التي أسندت له أفضل حالاً من الوزارات التي أسندت للمؤتمر بما شهدته من حركة تغيير حزبية نشطة وممارسات لا تقل فساداً عن الوزارات التي أوكلت للمؤتمر والاشتراكي حينما كان شريك النصف في الفترة الانتقالية التي شهدت حركة تمليك بلا حدود لأراضي الدولة يجعل قضية الأراضي المنهوبة مسؤولية جماعية للمؤتمر وشريكيه الاشتراكي والإصلاح.جنبا إلى جنب مع ما حدث فيها من التوزيع العشوائي للرتب العسكرية والدرجات الوظيفية والسياسية التي فاقت كل التوقعات ناهيك عما صرف فيها للأحزاب من الأموال الطائلة التي جعلت من حيدر العطاس أسوأ رئيس حكومة على الإطلاق لم يعجز فقط عن تقديم الموازنة السنوية لمجلس النواب بقدر ما تجاوز ذلك إلى ما كاد يحدثه من التسبب في إفلاس حقيقي للموازنة العامة للدولة وتضخيم مديونيتها الخارجية إلى حد الخيال ناهيك عن الارتفاع المخيف لنسبة العجز الذي جعل الحكومة تجيز لنفسها مواجهته باللجؤ إلى الطبع وما ترتب عليه من التضخم الذي اضعف القيمة الشرائية للعملة اليمنية مقابل الارتفاع الكبير للقيمة الشرائية للعملات الصعبة وما كانت تسفر عنه تلك السياسية من ارتفاع مذهل للأسعار وزيادة خرافية للدعم الحكومي للمواد الغذائية والمشتقات النفطية التي أضافت فساداً إلى فساد لا نظير له في تاريخ الدولة اليمنية الحديثة والمعاصرة.

لذلك لا مبالغة إذا قيل حينذاك أن المنتصر عسكريا كان هو المهزوم سياسيا واقتصادياً في بلد رشحته الهيئات والمنظمات الدولية والدول المانحة لانهيار اقتصادي وشيك يحصر دور المنتصر في نطاق إعلان إفلاس الدولة وانهيارها.

أقول ذلك يا أستاذ قحطان وأتذكر الدور العظيم للأستاذ عبدالعزيز عبدالغني والدكتور عبدالكريم الارياني والأستاذ عبدالقادر باجمال الذين قادوا الحكومات المتعاقبة للجمهورية اليمنية إلى بر الأمان.

حقاً لقد كان لحزبكم بالتأكيد دور لايستهان به في مشاركة المؤتمر الشعبي العام تحمل مسؤولية البلد وإخراجه من الغرق في المستنقع الذي خلفته حكومة العطاس سيئة الذكر وما أحدثته من فساد اغرق البلد بين الأعداء الثلاث(الدعم والعجز والمديونية الخارجية) الأقرب إلى المستحيل منها إلى الممكن.

الأستاذ محمد قحطان يعلم أن ما هو كائن من الفساد المحسوس والملموس لا يقاس بما كان موروثاً من الماضي الذي برره البعض بأنه كان ثمناً لتحقيق الوحدة بالأساليب السلمية صحيح انه أي الفساد القائم لازال يمثل احد المعوقات الإرادية للمضي قدماً في مجال التنمية الاقتصادية إلا أن الصحيح أيضا أن التقليل منه قد اخرج البلد من نفق المستحيلات الغير قابلة للحيلولة دون إفلاس الدولة. إلى فضاء الممكنات القابلة للمعالجات الجادة ولو بدافع الخوف من شبح التداول السلمي للسلطة في أقرب محطة انتخابية قادمة. لقد حاولت فقط ملامسة مصداقية رجل الدين في خطاب الأستاذ قحطان بذكريات صحيحة مهما بدت جارحة ومؤلمة لرجل السياسة والصحافة فيه.
منتقداً بموضوعية نابعة من حرص على عدم التجريح والإساءة الشخصية منتقداً بهدوء أعصاب مالا يطاق فيه من شطحات رجل السياسة الذي يجيز الاستخدام المتناقض للصدق كرديفٍ لنقيضه الناتج عن المزايدة والمكايدة الحزبية وهذا خطاب جديد على الإصلاح أو بمعنى أدق على خطاب رجل الدين داخل الإصلاح وخارجه من الأعضاء ومن المتعاطفين معاً. ومهما حاول خطاب رجل السياسة والصحافة أن يبرر التناقضات الجدلية بين السالب والموجب بأن جناح الداء يوجب جناح الدواء وان جناح الصدق يقابله جناح الزيف وجناح الموضوعية يوجب الاستخدام المضطرد لما يقابله من المتناقضات السياسية على قاعدة (الحرب خدعة) وان الحرب السياسية في المنافسات الانتخابية لا تقل حاجة للخداع عن الحرب العسكرية.

رجل الدين الذي ينظر للسياسة من وجهة نظر إسلامية إيمانية مجردة من الرغبة المسبقة في تشويه الحقيقة بأنها لعبة قذرة، الأنانية المادية الفانية فيها أكثر بكثير من المثالية الباقية والخالدة. والانتهازية المتغيرة فيها أكثر من المبدئية الثابتة وغير القابلة لتعدد المواقف وتنوع الألوان. ليس لرجل الدين سوى ظاهر وباطن واحد للصدق عكس رجل السياسة الانتهازي الذي ينظر لكل شيء من زاوية الظاهر المتناقض مع الباطن. ولذلك لا مجال في الدين للسياسة الانتهازية التي تستمد مشروعية الوسيلة السيئة من الغاية الحسنة. لأن شرف الوسائل لابد وأن يرتقي إلى مستوى نبل الغايات وقدسيتها..

لذلك فإن رجال الدين لا يرون في السياسي المسلم إلا صادقاً مع ذاته وصادقاً مع غيره وواعظاً مداوياً لما لدى الشعوب من الجروح والآلام مهما كلفه ذلك لتقديم الكثير من التضحيات والتنازلات عما هو ذاتي من منفعة ومصلحة لصالح ماهو عام من شأنه عدم الإضرار بالوطن والشعب مهما وصف بأنه زاهد في السلطة والثروة يصلح للعبادة ولا يصلح للسياسة.

رجل الدين المبدأ يحرم التكتيك ويحرم الدجل الناتج عن رغبة في المناورة على أبناء شعبه مهما أسفر ذلك الوضوح عن تأجيل التداول السلمي للسلطة المرتبطة بقناعة الهيئة الناخبة الحرة.

ورجل السياسة الانتهازي يجيز التكتيك ويجيز المناورة حتى ولو كانت على أبناء شعبه طالما كان في ذلك تسريع التداول السلمي للسلطة بل وأكثر من ذلك انه يجيز للسياسيين المحترفين والانتهازيين الفاسدين والمفسدين أن يفسروا الدين ويسخرونه لخدمة ما لديهم من الأطماع السياسية غير المشروع فيها أكثر من المشروع. لأنهم لا يربطون المصالح الدنيوية العاجلة كما هو حال رجال الدين بما يترتب عليها من انعكاسات أخروية آجلة.

تعلمون يا أستاذ قحطان أن الخطاب العقائدي والايدولوجي للإخوان المسلمين ينطلق من رؤية مثالية يفترض بها أن تسخر السياسة لصالح الدين والوطن والشعب والثورة والوحدة. عكس ما تقومون به في خطابكم المختل من تسخير للدين لصالح السياسة وعكس ما تتخدونه من نبل الغاية مبرراً لسوء الوسيلة قد تقولون أن الخطاب السياسي للتجمع اليمني للإصلاح لا ينبغي أن يتطابق بالضرورة مع الخطاب السياسي للإخوان المسلمين، فأقول لكم أن ما تظهرونه انتم كوادر الصف الثاني بعد وصولكم إلى الصف الأول من الاستعجال للانفراد بالسلطة لا يتفق مع ما عرف به الرعيل الأول من أمثال الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله ومن أمثال الشيخ ياسين عبدالعزيز والشيخ عبدالمجيد الزنداني والى حد ما الأستاذ محمد اليدومي والأستاذ عبدالوهاب الآنسي وغيرهم من القياديين الذين حصروا طموحهم بسقف محدد من المشاركة بالسلطة لأن السلطة المطلقة كالثروة المطلقة مفسدة مطلقة، لذلك طالت صحبتهم للرئيس وشراكتهم له على قاعدة الاحترام للثوابت الوطنية المتمثلة بالثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية إلى جانب الدين فخدموا بتلك العقلانية وطنهم وحزبهم بصورة ميزتهم عن غيرهم من القيادات والأحزاب التي عرضت نفسها لسلسلة من الضربات التي أضعفتها لأنهم كانوا يتجنبون الدخول في المعارضة المتطرفة لأن البلد لا يحتمل مثلها من الممارسات الأقرب إلى المناكفات الفوضوية منها إلى الواقعية العقلانية المتوازنة التي تربط الحق بالواجب.

وبعد ان كان التجمع اليمني للإصلاح يستهجن ويمقت الخطاب السياسي العلماني لأحزاب مجلس التنسيق الذي يقول عكس ما يفعل ويفعل عكس ما يقول أجبرتموه في لحظة غضب من الرئيس وحزبه أو في لحظة طمع في السلطة على القبول به قاسماً مشتركاً دون إضافة أو حذف إلى درجة أجبرتكم إلى التحول من محمد قحطان القديم المتزن المسؤول والحريص إلى محمد قحطان الجديد المتسرع والمتطرف الذي يتصرف بدون شعور بالمسؤولية الحريصة على الثوابت الوطنية والإسلامية والذي يربط الوصول إلى المستقبل بالتنكر للماضي إلى حد الجحود للجميل والرد على الحسنة بالإساءة والى حد التضاد من النقيض إلى النقيض.

فأصبح الحزب الذي مثلتموه بالأمس في ظل خضوع السياسي لرقابة الديني يفتخر في كونه كان في مقدمة الاصطفاف المدافع عن الوحدة والشرعية الدستورية بعد أن أصبح اليوم متهماً أنه في مقدمة الدافعين للاصطفاف المطالب بالانفصال والداعم للتمرد على الشرعية الدستورية التي تنبه لها اليدومي في محاضرته الوحدوية الرائعة، من خلال سلسلة من المظاهرات والاعتصامات وأحداث الشغب وأعمال العنف التي تهدد البلاد بحرب أهلية لا تبقي ولا تذر، لا بل قل أن هرولة الاشتراكي والناصري التي دفعتهم أطماع السلطة في ظل الشمولية والتسرع المرتجل من الأساليب السياسية إلى الأساليب العسكرية أصبحت معقولة ومقبولة قياساً بما قبلها وبما بعدها من ظروف تاريخية.

وحتى نكون منصفين وموضوعيين لا نستطيع القول أن تطرف الخطاب السياسي والإعلامي للتجمع اليمني للإصلاح من صنع محمد قحطان وحده دون غيره من قادة التجمع اليمني للإصلاح مهما كان بينهم من العقلاء الذين لا يقرون مثل هذا الخطاب في أعماق أنفسهم. ولا يقبلونه إلا من باب ما يمليه عليهم واجب الإلزام والالتزام التنظيمي لتنفيذ ما تقره الأغلبية القيادية وكأن الاستعجال والتطرف أصبح سلوكاً تحتكم له الأغلبية والأقلية. من الذين يصنعون الخطاب السياسي المتطرف ويقبلونه كبديل غير معقول للخطاب الديني السياسي الإسلامي المعتدل المعقول والمقبول مهما حاولوا إخراجه وتبريره بدوافع انتقامية من الحاكم الذي غلب الرغبة في الانفراد بالسلطة لحزبه على ما عرف عنه من رغبة حكيمة تقدم الموضوعية في المشاركة على الذاتية الأنانية الرافضة للمشاركة السياسية.

الحريصون والمتعاطفون مع الثورة ومع الوحدة والذين يتمنون للتجمع اليمني للإصلاح موقفاً أفضل،- وأنا واحد منهم- لا يحبذون له مثل هذا الخطاب الصاخب الأقرب إلى جنون العواطف منه إلى حكمة العقول الذي لا يتفق مع قناعاته ومع ما عرف به من العقلانية والموضوعية المستمدة من النشأة المثالية الدينية المشاركة في الدفاع عن الثورة والوحدة لاسيما وأن الوصول عبره إلى السلطة محفوفاً بالكثير من الصعوبات في طريق تداخلت فيه الأشواك بالعواسج المتشابكة إلى حد التعقيد إلى درجة تجعل نجاح الهرولة عملية خطيرة نسبة الفشل فيها أكثر من نسبة النجاح، ونسبة المغامرة فيها أكثر من نسبة العقلانية المدروسة والمأمونة في طريق تكمن صعوبة السير فيه لا فيما يوجد وسطه من التحديات بل وفيما يكمن في حافتيه من المنحدرات والهاويات السحيقة القاتلة تجعل الهروب من خطر الأشواك والعواسج وما خلفها من الكائنات السامة كالعقارب والحيات والأفاعي، إلى الحافة المحيطة بجانبي الوسط، هروباً من مغامرة اقل إلى مغامرة أكثر. ومن مغامرة تحتمل الحياة وتحتمل الموت بنسب متقاربة إلى مغامرة أكثر خطورة احتمالات الموت فيها أكثر من احتمالات الحياة إذا لم أقل أنها مغامرة قاتلة للوطن وقاتلة للشعب وقاتلة للحزب وقد تكون قاتلة للثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والعدالة والتنمية الاقتصادية.

يا أستاذ قحطان يامن تنحدر من أسرة مثالية لا يشك أحد في تدينها وعقلانيتها ورؤيتها السياسية المتوازنة في إخلاصها لله وللوطن وللثورة وللوحدة وللديمقراطية راقب الله ولا تكن متمرداً على ماضيك إلى حد التضحية بما لدى حزبك من حاضر ومستقبل واعد بالأمل. لأن تمزيق الوطن وتدمير الدولة عملية جنونية لا يبررها ما أسفرت عنه الانتخابات الرئاسية من مباعدة للتداول السلمي للسلطة. لأن العجل لايخلف سوى الندامة على النقيض من الثاني الذي لايخلف سوى السلامة والأمن. فلا تكن عجولاً إلى حد الانتصار لليأس عن الأمل ولا تكن طماعاً إلى حد الانتصار للموت على الحياة المستقرة لأن الهلاك السياسي هو النهاية المحتومة للطموح حينما يتحول إلى طمع المعروف بأنه اقرب الطرق إلى الهلاك.

أقول ذلك يا أستاذ قحطان وفي قلبي شي من العاطفة الدينية والسياسية والأيديولوجية النابعة من حرص على موقف ثوري وحدوي أفضل لأحزاب اللقاء المشترك الذين فيهم الإسلامي وفيهم القومي وفيهم اليساري. لا ينقصهم سوى القليل من الموضوعية والعقلانية والوطنية والمبدئية والزهد بالسلطة التي توجبها المسؤولية في الضغط على ما لديهم من العواطف والانفعالات والأطماع السياسية في مرحلة تاريخية جعلت الانفراد بالحكم تحت هذا النوع من الأحزاب الإيديولوجية المتهمة بالشمولية عملية شبه مستحيلة إذا لم اقل مستحيلة قياساً بما حولها من التحديات الامبريالية العالمية.

قد تقول يا أستاذ قحطان أنني واحد من حملة الأقلام المقاتلة مع الرئيس علي عبدالله صالح وذلك اتهام لا ننكره قط لأن الكتابة مع الرئيس كتابة مع الوطن والشعب وقد تكون كتابة من أجل الثورة والوحدة والديمقراطية. وهنا أجد من المناسب أن أسألك قائلاً الم يكن أعضاء حزبك بما فيهم قيادة التجمع اليمني للإصلاح وأنت واحد منهم من أقدم وأكبر حملة السيوف والأقلام التي قاتلت معه لفترة طويلة من الزمن لا تقاس بالفترة القصيرة التي قضيتها أنا معه. فأقول بالأحرى أن هناك فرقاً بين الذين قاتلوا بالسيوف والذين يقاتلون بالأقلام من حيث عدم تورطهم أو تورطهم بإراقة الدماء وإزهاق الأرواح.

وذلك لا يعني أن عاطفتي لن تكون معكم وإنني لا اتمنى لكم الانتقال السلمي من المعارضة المطلقة إلى المشاركة النسبية في الحكم. تحت راية ومظلة الشرعية الانتخابية أو حتى الشرعية الحوارية المرحب بها من الأشقاء والأصدقاء في المجتمعين العربي والدولي على السواء.

ذلك ما أتمناه لكم وهي أمنية نابعة من حرص وطني على المشاركة لا تحتمل الحياة المطلقة لأحد، ولا تحتمل الموت المطلق لأحد. تحتمل توازن المصالح وتوازن المشاركة وتوازن الحياة السياسية الغير قابلة للموت السياسي في عالم تحكمه القوانين العلمية والجدلية النسبية الموجبة للشراكة الوطنية والمنظمة لها لا تسمح لأحد باستبعاد احد أو حرمانه أو إلغائه أو إقصائه من الشراكة الوطنية ولا تسمح لأحد أن يدفع الوطن إلى المعتركات والتحديات الصعبة للصراعات والحروب القاتلة للحياة وللحرية وللحق وللعدل والوحدة والديمقراطية القائمة على التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة يا أستاذ قحطان يا من أكن له الاحترام والتقدير وأتمنى له ولحزبه تغليب دواعي التفاؤل والأمل على تداعيات الإحباط واليأس أقول ذلك وأقصد به أن ما تقوله اليوم من نفاق سياسي للحلفاء الجدد قد لا يعبر عن موقف حزبك بأن القضية الجنوبية هي الأولوية الموجبة تسخير الطاقات وحشد الإمكانيات الكفيلة بحل المشكلة الجنوبية دون الاهتمام بحل المشاكل الشمالية قولاً لا يتفق مع المواطنة المتساوية ولا يتفق مع العدالة. أقول ذلك وأقصد به ان القضية اليمنية المستوعبة لكل اليمنيين جنوبيين كانوا أو شماليين لأن اليمن هي الإطار العام الذي يندرج في نطاقها الجمع كما يندرج الجزء في الكل.

موروث الفقر في شمال الوطن الجهل والمرض لايقل مأساة عن موروث الفقر والجهل المرض في جنوبه بغض النظر عما أحدثته الثورة من قفزات في المنعطف الكبير للتبدلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لأن المؤكد الذي لا تستطيع التقليل من وجوده الملامس لشيء من اليقين أن هناك الكثير من المنجزات التي تحققت قبل وبعد الوحدة والديمقراطية قياسا بما قبلها من موروث كبير للتخلف الضارب بجذوره في أعماق الحياة الريفية والمدينة اليمنية إلا ان هذه المنجزات قياسا بما لدينا من الاحتياجات والمتطلبات الكثيرة بكثرة مانحن عليه من النمو السكاني المخيف مهما بدت بسيطة ومتواضعة قياسا إلى ما يجب ان يكون أو بما هو كائن في دول الجوار الكثيفة الموارد القليلة السكان.

قد تقول انه لولا الفساد المالي والإداري والقضائي المطلق لما كان حاضرنا أكثر تخلفا قياسا بما نحتاج إليه في المستقبل وقد تتهم السلطة وكل من له علاقة بها بالفساد المطلق وتنزه نفسك وحزبك وحلفائك الذين شاركوا في السلطة وقد تتجاوز ذلك إلى القول بان الحل هو القضاء على هذا النظام الفاسد الذي أصبح مطلباً شعبياً ملحاً لما تقومون به أحزاب المشترك من المهرجانات والاعتصامات المتزامنة مع العنف وأحداث الشغب والفوضى هو الأسلوب الأمثل الذي لايمكن التراجع عنه بأي حال من الأحوال طالما وأن إسقاط هذا النظام من خلال الانتخابات الديمقراطية عملية مستحيلة حسب النتائج العملية التي أسفرت عنها الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في سبتمبر 6002م وإن واجب المعارضة إسقاطه بكل الوسائل الغير ديمقراطية بما الثورة الشعبية العنيفة فأقول لك وبصدق انك لاتقول ذلك بوحي من قناعاتك الإيمانية الموجبة للثقة والمصداقية لاسيما وانك إلى وقت قريب كنت من المشاركين في نظام الحكم ومن الحلفاء الاستراتيجيين للحزب الحاكم ورئيسه الذين تفصلون كل المبادرات للتخلص من شعبيته بإبعاده عن ساحة المنافسة بل قل ان حزبكم التجمع اليمني للإصلاح كان سباقا إلى ترشيح فخامة الرئيس صالح لرئاسة الجمهورية والذي مابرحت الصحافة الناطقة باسمه وباسم حلفائه تنسب له الويل والثبور وعظائم الأمور.

وهذا بالتأكيد تناقض صارخ يضعف مصداقيتكم ويحيطكم بالكثير من الشكوك والمخاوف والشبهات التي قد تتجاوز السياسي إلى الديني في خطابكم الدعائي المفرط بالعداوة والمفرط في المكايدة والمزايدة لان الإنسان وكذلك الحزب موقف وقضية لايستطيع في حاضره أن يتنكر بالمطلق لماضيه وإلا أحاط مستقبله بدوامة عنيفة من الشك وعرض نفسه وحزبه لعملية تشكيك واسعة تؤثر على مصداقيته بصورة تضعف قاعدته الانتخابية لان الناس سيقولون خلف أعمدة الدخان المتصاعدة من لهيب ماتشعله زوابعكم من النيران والحرائق المؤكدة لصواب ماسبق وان قاله رئيسكم بالأمس رحمه الله المعروف بحكمته(جني تعرفه أفضل من انسي متعرفوش)أي أن الناخبين المذهولين من المفارقة العجيبة والمريبة بخطاب الأمس وخطاب اليوم ومابينهما من الهاوية السياسية والدعائية القاتلة للصدق سيقولون أن من يفكر في حاضره المحاذي لماضيه ولكلما صدر عنه من المواقف لا يمكن أن يكون هو البديل الأفضل للمستقبل المنشود.

دعنا من علاقاتكم وخطاباتكم ومواقفكم وتناقضاتكم السابقة واللاحقة لنحصر الحديث عن الحاضر والمستقبل بمعزل عن الماضي المتناقض مع الحاضر الذي لاتريدون الرجوع إليه ولنفترض ان معجزة سماوية دفعت بكم إلى الحكم ودفعت بغيركم إلى المعارضة وأنكم وجدتم أنفسكم تقفون في احد اطراف الحاضر الملاصق للمستقبل الذي اوجب عليكم إدارة ظهوركم إلى الخلف وإدارة وجوهكم وعقولكم إلى الأمام ولنفترض إننا في هذه اللحظة أردنا توجيه مايجب أن نوجهه لكم من الأسئلة من موقع المعارضة للحصول على ما يجب الحصول عليه من الإجابات الصحيحة ولكن من موقع الحكم مثل:

< هل لديكم الثقة بقدرتكم على تغيير ما يعتمل في الواقع من التحديات الاقتصادية والاجتماعية المخيفة في دورة انتخابية واحدة أو أكثر وكيف ستقومون بذلك حسب مالديكم من البرنامج السياسي المعلن والمكتوب بلغة الأدب والفلسفة والحديث والشعر؟

< هل لديكم من الإمكانيات ومن الموارد الغير منظورة مايجعل قدرتكم الخارقة للعادة قادرة على تحسين مستوى دخل الفرد وإعادة الأسعار إلى ماقبل الانتخابات الرئاسية أو حتى توقيفها عندما هي عليه الآن؟

< هل لديكم قدرات خارقة على الحد من الانفجار السكاني الذي يبتلع كلما هو جديد وأكثر مما هو جديد من المواد المكتشفة؟ أم انكم ستقفون جامدين عند حدود معينة عاجزين عن الإجابة على مثل هذه الأسئلة الصعبة والإجابات الحرجة. التزاما بالحديث القائل: «تناكحوا تكاثروا فاني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة»

< وهل لديكم القدرة على النهوض بأعباء التنمية إلى مستويات مثالية يتحقق فيها الفائض الاقتصادي الكبير الكفيل بتشغيل العاطلين وتحسين أوضاعهم المعيشية في زمن قياسي.. وأين كنتم من هذا حينما كنتم شركاء في السلطة؟

< وهل لديكم القدرة على مواصلة دعم المشتقات النفطية والمواد الغذائية إلى درجة معينة تعيد الماضي إلى الحاضر؟

< وهل ستقبلون بديمقراطية الباب المخلوع في فتح المجال أمام المظاهرات والاعتصامات وأحداث الشغب والعنف بنفس ما يحدث اليوم؟

< وهل ستطلقون للصحافة والسياسية حريات أكثر وحقوق اكبر يختلط فيها النظام بالفوضى؟

< وهل سوف تفتحون الباب للذين يطالبون بفصل الجنوب عن الشمال للتظاهر والاعتصام وأحداث الشغب ورفع الشعارات الانفصالية لأسباب غير حقوقية وتسمحون للمعارضة بدعمهم ومساندتهم؟
< وهل ستتركون مشكلة المياه ومشكلة القات دون حلول علمية وعملية، وكيف ستعملون على حل ما تعانيه البلاد من أخطار محتملة وناتجة عن شحة المياه وكيف ستتعاملون مع مشكلة القات المستفحلة التي أصبحت مقبرة للدخل والمياه..؟

< وهل وهل وهل.. إلى مالا نهاية من الأسئلة التي تفتح المجال لااجابات بلاحدود ولاقيود ولاعقد ولاأحقاد.

أقول ذلك واقصد به أنكم ستقفون عاجزين عن الكثير من الإجابات المحرجة على مثل هذه الأسئلة الصعبة التي تتعمدون اليوم إحراج النظام وإفشاله بمطالب سياسية تفتقد إلى مصداقية الأمانة المستمدة من الإيمان لان التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبناء الدولة اليمنية العصرية الحديثة والمستوعبة لما وصلت إليه الدول الصناعية من الرقي والتقدم وتطبيق سيادة القانون.. أقول ذلك وأقصد به أن التنمية الاقتصادية عملية طويلة ومعقدة وتحتاج إلى الوقت والجهد وتحتاج إلى علاقات خارجية مرنة وحركة دبلوماسية نشطة ملبية لمتطلبات المجتمع الدولي إلى جانب حاجتها إلى الوحدة الوطنية القوية وإلى الحد الأدنى من التعاون الهادف إلى حشد الطاقات والإمكانيات وتجفيف منابع الفساد وقمع الحركات الفوضوية والإرهابية المتمردة في أجواء حوارية مفتوحة بدوافع الحرص على المزيد من التكامل والتعاون والتفاعل والتكافل بين جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية حاكمة كانت أو معارضة.. وبين جميع أبناء الشعب اليمني حزبيين كانوا أو مستقلين جنوبيين كانوا أو شماليين شرقيين كانوا أو غربيين زيود كانوا أو شوافع.

وتحتاج إلى الكثير من الإمكانيات التي تفوق ماهو كامن وما هو متاح من الثروات الوطنية والنفطية والمعدنية والزراعية والسياحية والسمكية والرأسمالية الصناعية والتجارية الاستثمارية الهائلة للقطاع العام والقطاع المختلط جنباً إلى جنب مع القطاع الخاص وتحتاج إلى سياسات تعليمية تربط مخرجات التعليم بمتطلبات التنمية وتوازن بين علماء الدين وعلماء السياسة وعلماء الطبيعة وعلماء الاقتصاد والتجارة وعلماء الطب وعلماء الزراعة والرياضيات والهندسة والحاسوب الالكتروني إلى غير ذلك من المهارات والتخصصات العلمية الأكثر من أن تحصى في مقال كهذا يتعمد الإيجاز والعمومية السياسية ويحاول لفت الأنظار إلى ماهو قائم من الشطحات والمناكفات وإشاعة الفلتان السياسي والأمني والفوضوية الصحفية التي تنحدر بحرية الصحافة إلى متاهات الصراعات الجانبية المؤثرة على قوة الوحدة الوطنية وقبل ذلك تحتاج إلى سلسلة طويلة من العلاقات الداخلية والخارجية الواعدة بالكثير من المساعدات والإمكانيات المالية والى الأمن الاستقرار وعدم الانشغال بالصراعات والحروب الجانبية الناتجة عن الخوف على السلطة أو عن الطمع فيها بين أبناء الشعب الواحد. وتحتاج إلى الاحتكام للدين وللأمانة وللوطنية وللضمائر الحية في محاسبة النفس وفي محاسبة الآخرين على أسس من العدالة والحق المجسدة للمواطنة المتساوية بين جميع اليمنيين.
ان بناء الحضارة سيرورة تاريخية طويلة تحتاج إلى دول ديمقراطية ناضجة وقوية وتحتاج قبلها وبعدها إلى شعوب ناضجة محكومة بمستويات ثقافية عالية تبعدها عن جنون المراهقات الصبيانية التي تقول مالا تفعل وتفعل مالاتقول، وتجعل الكلام لمجرد الثرثرة والاستهلاك في سوق المزايدات والخطابات الدعائية المروجة للنميمة وأحاديث السوء والمنتجة للمزيد من التخلف والتجهيل والفقر والبطالة بغض النظر عما يترتب عليه من أضرار اجتماعية واقتصادية مدمرة للأمن والاستقرار.

أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية يا أستاذ قحطان ليست كتابة مقالات ولا هي كتابة بيانات وخطابات ولاهي مجرد دعوات فوضوية إلى المظاهرات والاعتصامات ذات المطالب العالية بلا حدود ولا قيود من الأمانة والمسؤولية تخرج عن نطاق القدرة الاقتصادية والمالية للدولة لأن المعارضة أيها الأخ العزيز هي مسؤولية محكومة بالمصداقية والأمانة واحترام الدستور وسيادة القانون وليست مغامرة وتآمر وخيانة للوطن. في أجواء تتخذ من الواجب مدخلاً إلى الحصول على الحق المعقول والمقبول على قاعدة لا حقوق بلا واجبات لأن مسؤولية من هم في المعارضة لا تقل خطورة عن مسؤولية من هم في الحكم في تعاملهم مع المعقول وابتعادهم عن المستحيل في نيل المطالب الحقوقية المتناقضة مع ما لدى الدولة من الموارد المالية انسياقاً مع ما لدى الأفراد والجماعات من الجموح ومن الطموحات، التي تفتقد إلى وضوح البداية ووضوح النهاية المنظمة ما تكاد تبدأ إلا لتنتهي وما تكاد تنتهي إلا لتبدأ. تبدأ ولكن بلا بداية معلومة وتنتهي ولكن بلا نهاية محددة لا أول لها ولا آخر إلا هناك حيث تمزق الوطن وتزج أبنائه في حرب أهلية طاحنة تكرس ما يحدث في الصومال وما يحدث في العراق وما يحدث في أفغانستان ولكن بأياد وعقول إمامية أو انفصالية يمنية جنوبية أو شمالية زيدية أو شافعية. فهل آن الأوان لأن تتخذ من الإسلام مرجعية تحكم مالدينا من الانفعالات باعتباره عقيدة وشريعة وتتخذ من الحوار مدخلاً مشروعاً للمطالبة بشفافية بتقديم خيار المشاركة في السلطة الممكن على خيار التداول المستحيل للسلطة.
*عن 26 سبتمبر
*العنوان الاصلي: محمد قحطان بين زراعة الريح وبين حصاد العواصف!!




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر