المؤتمرنت -
محاولات مصرية للسيطرة على الحدود مع غزة
لوّحت قوات الأمن المصرية بالهراوات المكهربة وهي تمنع السيارات القادمة من غزة من اجتياز الحدود، الأحد، مشددة من إجراءاتها الأمنية في نقاط التفتيش، لتقييد حركة الفلسطينيين الذين يتحركون بحرية صوب مصر لليوم الخامس على التوالي.
وقالت أسوشيتد برس إنّه في الجهة المصرية من رفح، التي كانت منقسمة إلى نصفين بسبب تقاسم الحدود، كانت عدة محلات مازالت مفتوحة في الوقت الذي كان فيه الناس ينقلون الأغراض، فيما كانت بعض المحلات مغلقة بسبب نفاذ ما تعرضه من بضاعة.
ومازال الإقبال مستمرا على البنزين حيث ينقله الغزيون بواسطة كلّ ما يمكن أن يكون صالحا لملئه.
وقال عادل عبد الله موسى، الذي كان يحمل رضيعا بين أحضانه تحت زخّات المطر "يمكنني أن أتحمل بلل المطر ولكن لا أتحمل الجوع."
ويحاول زعماء المنطقة التوصل إلى حلّ لانهيار الحدود بين مصر وقطاع غزة بعد أن فجّر نشطون فلسطينيون معبرا الأربعاء، مما سمح لعشرات الآلاف من الفلسطينيين الجائعين للمواد الأساسية والوقود بعد أن قررت إسرائيل قطع الإمدادات إلى القطاع، بالدخول إلى مصر من دون مراقبة على الحدود.
وأغلقت إسرائيل حدودها مع غزة الأسبوع الماضي وقطعت إمدادات الوقود في أعقاب استهدافها بقذائف انطلاقا من القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية.
وتكثّف السلطات المصرية من جهودها لإعادة السيطرة على الوضع، حيث تمّ إغلاق جزء من الثغرات التي خلفها تفجير المعبر بأكياس رمل، فيما كانت قوات الأمن المصرية توقف سيارات الفلسطينيين من الدخول إلى مصر وكذلك سيارات المصريين من دخول غزة.
وتستخدم القوات المصرية عصيّا سوداء اللون يمكنها أن تتسبب في صدمة كهربائية شديدة لمراقبة أي جموع.
وكان الكثير من القوات التابعة لحركة حماس، المعروفين بلحاهم وأزيائهم الزرقاء، موجودين على الجانبين من الحدود، يشاركون في مراقبتها مع المصريين ويشجّعون القادمين من غزة على العودة من حيث أتوا.
وقبل تفجير الحدود، لم يكن لحركة حماس أي دور في مراقبة الحدود مع غزة.
وقيّدت كل من مصر وإسرائيل حركة الناس والمواد من وإلى غزة بعد فوز حماس بالانتخابات العامة، قبل أن تعزّزا من تلك الإجراءات بعد أن سيطرت الحركة على القطاع داحرة منافستها "فتح" في يونيو/حزيران.
وكانت مهمة مراقبة الحدود مع مصر منوطة بعهدة السلطة الفلسطينية، التي تسيطر عليها حركة فتح، بالاشتراك مع إسرائيل ومراقبين من الاتحاد الأوروبي.
غير أنّ الحدود كانت في حكم المغلقة تقريبا منذ سيطرة حماس على القطاع.
وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط، عقب اجتماع مع رئيس الحكومة في السلطة الفلسطينية سلام فياض في القاهرة "ستتخذ مصر الإجراءات اللازمة لمراقبة الحدود في غزة قريبا."
وخارج رفح، عززت الشرطة من نشاطها عند نقاط التفتيش لمنع الفلسطينيين من الدخول إلى بقية المناطق في مصر ولاسيما منطقة العريش، حيث كانت قوات الأمن تقترب من الفلسطينيين في الطرقات المؤدية إليها وتأمرهم بالعودة.
وفي الوقت الذي بدت الإجراءات الأمنية مشددة ضدّ المركبات، كان المشاة يتحركون بحرية في الاتجاهين مقتنين ما يحتاجون من الأغراض.
وقال فلسطينيون كانوا يحاولون دخول العريش إنّه وبعد خمسة أيام تميزت بحرية حركة البيع والشراء، بات الناس يرفضون بيعهم أي شيء أو منحهم أي مكان للمبيت أثناء الليل، فيما يبدو أنّه تنفيذ لأوامر من الأمن.
وقال أبوالغيط إنّ بلاده تدعم الاتفاق الدولي الذي يتضمن من ضمن بنوده تولي فرق مشتركة إسرائيلية-فلسطينية-أوروبية مراقبة الحدود، وهو ما ترفضه حركة حماس بقوة.
وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري الأحد "نحتاج إلى اتفاق جديد بشأن كيفية عبور الحدود الفلسطينية-المصرية من خلال اجتماعات ثنائية بين حماس وفتح ومصر."
وأضاف "نريد أن نوضّح لجميع الأطراف بأنّ معبر رفح هو معبر فلسطيني-مصري ولن نقبل بأي وضع ينافي ذلك."
وعبرت إسرائيل عن مخاوف متنامية يثيرها نزوح جماعي فلسطيني إلى مناطق مصرية مجاورة لها.
ووعد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الأحد بأنّ بلاده لن تسمح بنشوء أزمة إنسانية في غزة.
وزاد تدمير المعبر بين غزة ومصر من شعبية حماس التي بات بإمكانها أن تدّعي أنها أنهت حالة الحصار التي فرضت على القطاع بما أثّر على الحياة المعيشية هناك.
*المصدر: (CNN)