المؤتمرنت -
مركز ابن عُبيدالله السقاف يكرم عميد أطباء وادي حضرموت
في أجواء حميمية تباعد الزمان بمثلها فاضت مشاعر الصدق والود النقي وامتزجت بعبرات ودموع الغبطة والسعادة في صورة تجسد روعة هذا المجتمع الراقي و سمو مشاعره الزاخرة بالصدق والوفاء هذه أبرز ملامح لوحة فسيفسائية رائعة رسمها مئات الحضور في مركز ابن عُبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع ظهرت فيها حبكة ومتانة النسيج الاجتماعي بكل ألوانه الزاهية وأطيافه المتباينة .
هذه ملامح من حفل التكريم الذي أقامه مساء أمس الاول الأربعاء مركز ابن عُبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بعلم بدر بمدينة سيؤون محافظة حضرموت حيث بدأ الحفل بقراءة آي من الذكر الحكيم ثم تحدث مؤسس ورئيس المركز السيد محمد بن حسن السقاف في كلمته تلاه أربعة عشر شاعراً وناثراً حيث قال: إننا الليلة نكرم رجل تجمعت فيه عناصر قل أن تجتمع معاً في مثله ولا يختلف معنا في ذلك حتى الأضداد إن وجدوا فالدكتور عبدالله بن جعفر الكثيري حزمة من القيم والفضيلة والإنسانية التي تسعى على قدمين هذا من الناحية الشخصية أما دوره الميداني وإنجازاته الطبية والإنسانية فقدت شهدت بها أجيال متعاقبة بل أصبحت من ضمير وذاكرة وتراث حضرموت وحكايات عجائزها للأحفاد ,
ووفق بلاغ صحفي تلقاه المؤتمرنت فقد أطلق ولأول مرة رئيس المركز على المحتفى به الدكتور عبدالله بن جعفر الكثيري لقب ( عميد أطباء وادي حضرموت ) كونه بدأ دراسته في مدرسة النهضة العلمية بسيؤون ثم أتم دراسة الطب في بريطانيا عام 1961 م وعاد ليخدم حضرموت وآثر لقب طبيب على لقب أمير أو سلطان حيث كان أهله وأجداده سلاطين حضرموت الذين غلب عليهم انصهارهم الكامل في المجتمع الحضرمي وقد كان الدكتور عبدالله يقضي معظم وقته في أوج سني الشباب والعطاء بين مرضاه في المستشفى أو متنقلاً إليهم في زمهرير أو قمطرير عبر الطرق الوعرة في الوديان و الهضاب وهو أقدم طبيب وطني وقد تحققت على يديه نهضة وطفرة في الجانب الصحي و الطبي لا تقارن حتى فيما تلا ذلك على الرغم من محدودية الإمكانات ذلك الحين ,
كما أشاد بدور المتحدثين والحضور في إثراء هذا المشهد المهيب وبعد ذلك سلم رئيس المركز المحتفى به درع المركز وشهادة شكر وتقدير وقال للمحتفى به إن هذا الدرع والشهادة هي من عموم أهل حضرموت تقديراً لجهودكم المخلصة وإنسانيكم وخدمتكم لهذا البلد الكريم , كما قام بتسليم عددا من زملاء الدكتور ورفاق دربه العملي و هم عبدالرحمن بن إبراهيم السقاف وسعيد بن أحمد بن سعد ( التاربي ) و فاطمة العامري .
الدكتور حسين الحداد مدير عام مكتب الصحة والسكان نقل من جانبه تحيات وتهنئة وزير الصحة للمحتفى به ولعموم الحضور وأشاد بالعديد من مناقب المحتفى به وقال أن الدكتور عبدالله يعتبر مدرسة في إخلاصه لمهنته وحبه لبلاده وصبره ومثابرته وأن إنجازاته كثيرة و ماثلة للعين حتى اليوم .
وفي كلمة للتربوي القدير الأستاذ عبدالله بن صالح الكثيري استعرض فيها حيثيات تكوين شخصية المحتفى به والمؤثرات الأسرية الرفيعة والعريقة التي صنعت هذه القيم الإنسانية كما تحدث الأستاذ عبدالقادر بن أحمد باكثير الذي حضر من المكلا خصيصاً لهذه المناسبة عن مناقب المحتفى به وعن دوره الرئيس في تأسيس أول مشروع وطني تعاوني مساهم لجلب الأدوية والمستلزمات الطبية نص قانون تأسيسه على تخصيص جزء من وارداته لتقديم الدواء بالمجان لمن لا يستطيع الشراء وقد عمر هذا المشروع إلى أن بددته قرارات التأميم الجائرة ,
وعقب ذلك توال حديث الذكريات عبر ألسن الوجهاء والزملاء ومنهم السيد عبدالقادر بن أبوبكر السقاف مدير عام الأشغال العامة بالوادي والصحراء والسيد عبدالرحمن بن إبراهيم السقاف وسعيد بن أحمد بن سعد وطلال نجل المحتفى به وقد كان للشعراء دور في أذكى تلك المشاعر وذرف الدموع ففي قصيدة للشاعر المعروف محمد بن صالح الحامد صور جملة من مناقب المحتفى به وذكر الفوارق الإنسانية بين الأمس واليوم , وقد كان الشاعر الشبامي المعمر ( 105 عام ) جمعان خراز الحاضر الغائب حيث ألقاء عنه قصيدته السيد سالم بن سميط وكانت خاتمة الشعر من شبام أيضاً على لسان الشاعر محمد بن فيصل باعبيد من أبياتها: على يديك أم وطفل تبسما حق أن نراك مثلهم تتبسم هذا الوفاء به نرد دائما والخير فيه إذا الوفاء دائم أنت الطبيب أيا سليل العظماء وحق علينا لما بذلت نعظم إن كان غيرك في زمان كرم من سواك نجله ونكرم هذه بعض ملامح ذلك المهرجان الذي امتزجت فيه أروع مشاعر الإنسان حساً وفكراً واختزلت فيه ذكريات نصف قرن من الزمان في نحو ساعتين ولكنها حقاً تساوي العمر لأنها حصاد عمر في محراب عبادة
*الصورة عن المحرر نت