الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 06:04 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الأربعاء, 12-مارس-2008
المؤتمر نت -   لقمان عبد الرحمن الشميري -
الوحدة.. شموخ وأبدية
إن المتأمل في حياة الشعوب والمجتمعات منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، يخلص إلى نتيجة حتمية كونية أثبتتها الظروف وعمّدها الواقع، وهي أن الأفراد أو المجتمعات كلما اتحدت وتجمعت واتسقت كلما كانت قوية منيعة ضد أي اختلالات أو تدهور أو انهيار.
والمتأمل أيضا في الواقع اليمني على وجه الخصوص والمتصفح لتاريخ هذا البلد العريق العظيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يدرك تمام الإدراك أن قوة هذا البلد وصموده أمام المحن وتطوره على مدى العصور مرتبط بوحدته وتماسكه واجتماع كلمته..
وهذه الوحدة من أبجديات المنطق ومن مسلمات الدهر، فالجسد والدين واللغة والنسب والعادات والتقاليد واحدة من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه..
لماذا أقول هذا؟!
تناولت هذه المسلَّمات لأنني بدأت أشتم رائحة عفنة منتنة غير طيبة، رائحة فاحت من بعض الذين لا يمكن أن نسميهم إلا بالمرضى، من الذين لا يحبون إلا أن يقتاتوا على ما لا يسمن ولا يغني من جوع، من الذين أعمتهم أطماعهم وأغوتهم أهواؤهم ، ولن تجد أضل ولا أشقى ممن اتبع هواه!
ومن ذلك ما نسمعه أو نقرؤه مما يسمونه بالـ (القضية الجنوبية)!!.. أي قضية جنوبية وأي قضية شمالية!!،، ألا يعلمون أن اليمني كره حتى هذه الأسماء (الشمال والجنوب) ألا يدركون أين كانت اليمن وخاصة ما يسمى سابقاً (المناطق الجنوبية) وأين هي اليوم؟! تطوراً ونهضة وحرية ومكانة.
ووالله ما أصدق فيهم من قول الشاعر:-
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
وينكر الفم طعم الماء من سقم
إني وأجزم وأقسم أنه لا يوجد عاقل – أياً كان مكانه أو مسكنه- في طول اليمن وعرضها، يرضى أو يوافق على ما تردده تلك الفئة الشاذة في المجتمع اليمني الواحد،، وأقول لهم: سيلفظكم المجتمع كما يلفظ البحر ميتته، وسيسحقكم التاريخ إن لم ترعووا وترجعوا إلى جادة صوابكم، فالوحدة أبدية شامخة قوية بقوة أهل اليمن وحكمتهم وإيمانهم السرمدي بها، وليست في متناول يد رعناء أو عقل ملوّث أو فكر حاقد..
إن الشعب اليمني الذي هبّ من أقصاه إلى أقصاه في فرحة عارمة وفي يوم رهيب يوم 22 من مايو العظيم، اليوم الذي جنى اليمنيون فيه ثمرة كفاحهم وثمرة صبرهم ونضالهم بإعادة الجسد المشطور إلى وضعه الطبيعي، والذي هبّ أيضا من أقصاه إلى أقصاه في 1994م حينما شعر بمن يترصّد لهذه الوحدة العظيمة فشارك الكبير والصغير الرجل والمرأة في حماية هذه الوحدة..
أبعد كل هذا، يأتي من يساوره شيطانه أو ينحرف به تفكيره ليظن ولو لمجرد الظن أن هناك يمنياً واحداً سيوافقه أو سيسمع له ولو لمجرد الاستماع..
لو أنها الكرة الأرضية انشرخت
نصفين فانشقّ هذا الترب وانقسما
وجدت أبداننا في الشرخ بانية
جسرا يعيد الثرى المشطور ملتحما
لكل شعبٍ حمىً لايستهان به
وإن وحدة هذا الشعب فيه حمى
[email protected]




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر