عبدالملك الفهيدي -
(طالبان اليمن) والحقد على الرئيس
( الكذب) و(التزييف ) و( التضليل) و(الخداع) كلها مفردات باتت تعكس صورة تعاطي إعلام الإخوان المسلمين في اليمن (التجمع اليمني للإصلاح )مع كل ماله علاقة بالمؤتمر وحكومته.
لكن تلك المفردات تبدو غير مجدية لوصف تعاطي الإعلام ( الطالباني ) للإصلاح حين يتصل الأمر بالرئيس علي عبدالله صالح ، فبالإضافة إلى تعمد ممارسة كل أنواع (الكذب والتزييف والتضليل للوعي وخداع الناس) يتعاطى ذلك الإعلام مع تصريحات الرئيس بنوع من الكذب الممزوج بالحقد الشخصي على الرجل ، وبتضليل تملؤه الكراهية لشخص الرئيس، وبخداع يختزل كل صور الأمراض النفسية الكامنة في عقول القيادات الطالبانية في الإصلاح تجاه رئيس الجمهورية.
وباستثناء وصف (المهنية ) يمكن لك أن تسمي تفسيرات وتأويلات إعلام طالبان اليمن لتصريحات الرئيس بما شئت من الأوصاف التي تكشف عن الحالة التي وصل إليها أولئك المتطرفون في نظرتهم للأخر خصوصاً حين يكون ذلك الأخر هو رئيس الجمهورية وتحديداً حين يكون الشخص الذي يكتبون عنه هو علي عبدالله صالح .
ثمة ما يدعو إلى التذكير بملف الاستهداف الشخصي لرئيس الجمهورية من قبل إعلام حزب الإصلاح "الإخوان المسلمين في اليمن" منذ ما قبل الانتخابات الرئاسية للتدليل على حقيقة ما بات يكنه "الطالبانيون في اليمن" من كراهية للرئيس.
لكن من المهم القول إن حملة الاستهداف الشخصي تلك تحولت منذ ما بعد انتخابات 2006م إلى حملة عداء وحقد وكراهية للرئيس بكل ما تحمله هذه المفردات من معان .
والإيضاح صورة (الدجل الإعلامي) الذي يمارسه الإخوان المسلمون في اليمن تجاه رئيس الجمهورية لنعد إلى خطاب الأخير في مهرجان الحسينية، فالرئيس قال بالحرف الواحد (شعارنا الوحدة أو الموت، الذي يعجبه وإلا يشرب من البحر الأحمر والعربي).
لاحظوا أن الرئيس يتحدث هنا عن الوحدة وقارنوا ذلك مع صورة الخداع الإعلامي للإخوان المسلمين في "أقبح صورها" حيث وصل بهم الحد إلى الكذب وتزييف كلام رئيس الجمهورية من خلال الزعم بان عبارة "فليشرب من ماء البحر الأحمر" وردت مرادفة لكلام الرئيس عن سعر كيس القمح .
إذاً ..المشهد لم يعد يتعلق بأساليب المكايدة السياسية، أو التنافس الحزبي ،أو التسابق على كسب أصوات الناخبين فكل تلك الأساليب محكومة بقواعد دستورية وقانونية وقبل ذلك محكومة بأخلاقيات إنسانية من بديهياتها إلا تتحول المكايدة السياسية إلى كذب وتضليل للرأي العام وقبل ذلك أن لا يكون النقد للشخص وإنما لأدائه، وحين نبحث عن تلك القواعد،والنصوص ،والمبادئ الأخلاقية في تعامل إعلام الأخوان المسلمين مع الرئيس سنجدها غائبة أو بالأصح مغيبة مع سبق الإصرار والترصد.
إننا باختصار أمام تطرف جديد يمارسه الأخوان المسلمون في اليمن ضد شخص الرئيس، فمن التطرف الفكري ضد خصومهم السياسيين ، إلى تطرفهم السياسي ضد كل ماله صلة بالوطن من قضايا ، يبتدع إخوان اليمن تطرفاً من نوع جديد يأخذ هذه المرة أسلوب التطرف الإعلامي الذي يستهدف المؤتمر الشعبي العام وفي المقدمة رئيسه الذي هو قبل ذلك رئيس للجمهورية.
لقد برز هذا التطرف الإعلامي قبيل وأثناء الانتخابات الرئاسية من خلال الحملات التي استهدفت رئيس الجمهورية والتي كانت إحدى أسباب الهزيمة النكراء التي مني بها الاصلاحيون ومن خلفهم ( مشتركهم) ومرشحه في تلك الانتخابات.
وتعالت الانتقادات التي وجهت لذلك الخطاب من داخل وخارج الإصلاح والمشترك والداعية إلى إعادة النظر فيه باعتباره خطاباً "شتائميا" لا علاقة له بمفاهيم السياسة والتنافس على كسب ثقة الناس ،إلا أن تلك الأحزاب وفي مقدمتهم "الإصلاح" زادوا "عصياً ونفورا" وأصروا على متابعة خطابهم "التضليلي " للناس واستكبروا استكبارا.
وبدأت صورة ذلك التطرف تأخذ منحى أكثر عدائية تجاه الرئيس بعد ساعات على إعلان نتائج الانتخابات حين منعوا مرشحهم" الشملاني " حتى من مجرد إبداء التهنئة لمنافسه بالفوز.
ولعل تلك "الصفعة"الانتخابية القوية التي وجهها الشعب للإخوان المسلمين ( حزب الإصلاح) ومن خلفهم المشترك سواء في انتخابات الرئاسة أو المحليات أفقدت قيادات ذلك الحزب رشدهم السياسي وحصافتهم فباتوا يعتقدون- خطأءاً –أن ولعهم الشديد بالوصول إلى السلطة" وإنشاء إمارة طالبانية في اليمن" لن يتحقق مادام علي عبد الله صالح رئيساً متناسين أن الشعب هو مصدر السلطة وهو وحده من يمنح الحق لمن يريده لقيادة دفة الدولة ومستقبل الوطن.
ولان ذلك التطرف الإعلامي ضد الرئيس يقوم اساساً على الكذب فليس ثمة من حاجة للدفاع عن الرئيس عبر الحديث عن تاريخه وانجازاته فتلك الحقائق التاريخية التي تقف وراء هذا الحب الشعبي الجارف لعلي عبد الله صالح سندعها للتاريخ وحده فهو كفيل بتسطيرها بأحرف من نور .
لكننا في المقابل نذكر قيادات إخوان اليمن أن علي عبدالله صالح له الفضل الأكبر فيماهم علية الآن،ودعونا من دعمه لهم قبل الوحدة ، فقط نذكرهم بذلك الدعم والرعاية الذي منحهم إياه منذ الإعلان عن أنفسهم حزباً تحت مسمى التجمع اليمني للإصلاح كفرع للإخوان المسلمين في اليمن ، ودعونا نذكرهم بما تحمله صالح من ضغوط لإبقاء هيمنتهم على المعاهد العلمية وصمته عن مصير المليارات التي اختلسوها على مدى عقود من تلك المعاهد .
ودعونا نقول لهم إن صالح هو الرئيس الوحيد في المنطقة الذي رفض ويرفض وصفهم بحزب إرهابي ، أوليس دفاع صالح عن قياداتهم المتهمة أمريكياًُ بالإرهاب كافياً للتدليل على ذلك.
ودعونا نقول لهولاء المتطرفين إن صالح هو من يجاهر بالمطالبة بالإفراج عن الشيخ المؤيد ورفيقة زايد سواء داخل اليمن أو خارجه بل وحتى في البيت الأبيض الأمريكي ،في الوقت الذي تخلوا فيه عنهم إرضاءً للعم سام ومن اجل سواد عيون السلطة،بل وصل الهوان بهم إلى حد العجز حتى عن مجرد ذكر أسمائهم وهم يلتقون بسفير واشنطن في مقر السفارة أو في مقايل القات.
وختاماً نقول لهم : مهما بلغ تطرفكم واستهدافكم للرئيس فإن ذلك لن يزيده إلا سمواً وترفعاً وتسامحاً كما كان وسيظل .. ولن يزيده إلاحباً في قلوب الناس والبسطاء .