الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:23 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الأحد, 16-مارس-2008
المؤتمر نت -      سالم باجميل* -
الأدب والسياسة
اطلعت خلال الأسبوع الماضي في مجلة الكويت على حوار مع الأديب الروائي العربي المصري يوسف القعيد، ووجدت أنه حوار غني بالمعارف وثري بالملاحظات الفكرية، حوار عبر عن هموم الأدب والسياسة في الوطن العرب في الراهن، لكل ذلك آثرت أن أشرك معي في الفائدة قارئ صحيفة السياسية.

وهاأنذا بمحبة مني لهذه القامة الرفيعة في عالم الثقافة، أثرت مساحة عمود تيارات هذه المرة لبعض الكلمات الشديدة الوضوح والسطوع الواردة في حوار هذه الشخصية الأدبية السياسية مشفوعة بالمزيد من المودة والتقدير لها.

القراءات

* استدرجته الكاتبة الصحيفة حمدية خلف ليطل على قرائه ابتداءً من قراءاته فأجاب: "أما عن القراءات فهي متنوعة، علاوة على متابعة الجديد في الكتابة الروائية، ثم أريح ذهني بالقراءة السياسية .. قراءة الروايات في عالمي واجب لا بد من القيام به والاستمرار فيه..

أما قراءات إراحة الذهن، لدى كتاب عن مساحات الصمت في الإبداع الأدبي والفني الأميركي، أحاول الاستمرار في قراءة البحث عن الزمن الضائع لمارسيل بروست، وحاولت من قراءة رواية "يوليسير او عوريس" لجيمس جويس، واكتشفت أنه نص غير ممتع، أتعجب لأن كل المثقفين العرب ما إن تسألهم عن الأعمال التي قرأوها يذكرون هذين العملين من باب المباهاة الاجتماعية..
وقراءة رواية "نبيذ احمر" لأمينة زيدان، وكانت مفاجأة مفرحة في مستوى الكتابة، والالتزام بفكرة الدفاع عن الوطن، وتداخل سيرتها الذاتية مع سيرة مصر من أيام العدوانات على مصر .. حتى الانفتاح الاقتصادي والحلم بوطن ينفتح على أسس وطنية بعيداً عن انفتاح " السداح مداح".

* يقول القعيد عن الأديب الكبير نجيب محفوظ: "كان الوحيد من أبناء جيله الذي أعطى الكتابة ما تستحقه من عرف وجهد .. لم يستند بقوة شلة أو حزب سياسي .. يعد من أنبل الناس الذين عرفتهم، ومن أشرفهم .. كانت ميزة نادرة أنه كان يتعامل مع الجانب الظاهر المضيء في كل إنسان يلقاه ولم يكن يحب أن يعرف شوارع حياته الخلفية ولا قصصه الغامضة، يتعامل مع الوجه الذي يقدم ويكتفي به .. لعل ذلك نعمة من الرب أنعمها عليه".

غياب المواطن وتغييب المثقف

* الوطن العربي "أين هو الوطن العربي الآن"؟
منذ قال مناحيم بيجين عندما وصل إليه أنور السادات: "لا تفزعني كلمة فلسطين بقدر ما تفزعني كلمة عربي .. هناك خطة كاملة للقضاء على الحلم القومي العربي .. وأن ما قدمناه نحن (العرب) من أجل اغتيال الحلم القومي العربي أكثر خطورة مما قامت به إسرائيل وأميركا .. المواطن العربي يعاني من الغياب، والمثقف العربي يتعرض لعملية تغييب كاملة ..والمجتمعات العربية لم تعد كما كانت عربية.

* آخر تعبير وارد الينا من الغرب سمعته مؤخراً في مصر يقول: "رشاوي ديليفري"، أي فساد ورشاوي يتم توصيلها للمنازل، فهل هناك فساد أكثر من هذا ؟!

* قال لي صحفي صديق انه عندما يلتقي أبناء الجيل الحاضر في مصر الذين أعمارهم أقل من 20 سنة، يسألونه عن المهنة التي يعمل بها، وأنه قال لهم "كاتب وصحفي"، يمصمصون شفاهم وينصرفون عنه ويقرأ خيبة الأمل في وجوههم .. أما إذا قال لهم :"انه نصاب أو نشال أو حرامي، فإنه يحصل على إعجابهم غير المحدود، وتتقافز الأسئلة من ألسنتهم تتسابق في الوصول إليه حتى يستمعوا إلى إجاباته .. إلا انه الخراب الجميل الذي يجتاح كل المجتمعات العربية.

مشاغل:

* يشغلني المثقف المصري الذي لم يعد له دور في بلاده ولا في تقرير مصيرها .. تشغلني حالة التشرذم في أوساط المثقفين والحروب الصغيرة التي تخاض بينهم على كعكة فاسدة .. يشغلني غياب الرأي العام الذي يدعم المثقف ويحميه من البطش. إن المثقف الآن يبحث عن حماية الدولة، من تطرف القوى السلفية التي تهد كل ما في المنطقة العربية من تجارب وانجازات.

* أحلامي .. وهل لدى الإنسان من شيء سوى الأحلام؟!

إن الحياة بدون حلم لا تطاق .. وهي الجحيم بذاته، أحلامي متغيرة .. والليلة التي أقضيها بدون حلم.
أصحو كأنني لم أنم .. المهم نسأل الله أن يجنبنا أحلام اليقظة .. أمام أحلام الليالي .. الليالي البيضاء كما سماها ديستويفسكي، فهي أجمل ما في الحياة، ومن تخلو حياته من الأحلام عليه أن يسارع إلى صنعها.

* عزيزي القارئ، إنني كلما فكرت في الكتابة فكرت فيك او في الوطن. ماذا أكتب؟ ولماذا؟ وهل أقدم لك هذه المرة معلومة مفيدة؟ أم أدافع عن خيار من خيارات الوطن؟ لا أدري بعد أن فرغت من قراءتك لهذه المقتطفات من الحوار مع الكاتب الروائي يوسف القعيد مدى استفادتك من عدمها .. ليتني أدري!!
(السياسية)




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر