الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:35 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الإثنين, 24-مارس-2008
المؤتمر نت - عبده محمد الجندي عبده محمد الجندي* -
إنهم حفنة من أعداء الوحدة والحياة
الذين لا يريدون الوحدة والديمقراطية هم أعداء الشعب، الذين يعتقدون أن الدولة اليمنية الديمقراطية الواحدة لا تتسع لما لديهم من الأطماع السياسية والاقتصادية الأكبر من قدراتهم على الظفر بثقة الهيئة الناخبة، سواءً كانوا أحزاباً أو أفراداً يبحثون عن ملذاتهم في السلطة وفي الثروة بطرق وأساليب غير ديمقراطية وغير وحدوية مبنية على المناطقية المستبدة، الرافضة للتعامل مع الكثرة، وما يترتب عليه من الصعوبات والمشقات..
الانفصاليون الجدد لا يختلفون عن الانفصاليين القدامى؛ يضيقون ذرعاً بكل ما هو كبير وعظيم، لا تعجبهم المشاريع الحضارية الكبيرة الأكبر من عقلياتهم التي نمت وترعرعت في ظل التطبع على المشاريع الصغيرة المعادية للديمقراطية والوحدة، وتلك هي طبيعة الأقزام الذين لا يستطيعون أن يكونوا عمالقة بما لديهم من عقليات محدودة بالحدود الانفصالية الضيقة للدولة الشطرية المستبدة المفروضة على الإرادة الشعبية بالقوة العسكرية.
إنهم بحكم تفكيرهم الضحل وثقافتهم الشطرية الشمولية أعجز من أن يكونوا بمستوى القدرة على التكيف مع الثقافة الوحدوية الديمقراطية الجديدة التي يعتقدون خطأ أنها لا تعدهم بأكثر من المواقع والمساحات الضيقة للمعارضة دون قدرة على الوصول إلى السلطة؛ فتجدهم لذلك في حالة إحباط يبثّون عقدهم وسمومهم الانفصالية والشمولية الرجعية بين صفوف الأقلية لتثويرها على الأغلبية، حاملين معهم ما لديهم من المشاريع والعقول التقليدية الصغيرة المتحجرة غير القادرة على التكيف والذوبان في إطار المشاريع الكبيرة.
إنهم يعيشون في ماضٍ مقطوع الصلة بالحاضر والمستقبل، في حالة سكون ناتج عن إفلاس إيديولوجي يقوم على الإقناع والاقتناع المعقول جراء خطاباتهم وكتاباتهم المغرضة تقزيمهم لأنفسهم ولطموحاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
يعيشون في حالة عزلة تفصل بينهم وبين ما يدور من حولهم من المتغيرات الهائلة، ويعشقون الكساد ويكتفون بالقليل من الجهود السهلة، غير مستعدين لجهاد أنفسهم وتفعيل ما لديهم من الأدمغة ومن العضلات العلمية والعملية لتحدي الأقدار وركوب الأخطار، وما تستوجبه من حشد للجهود وتعبئة للطاقات الكفيلة تعهد التحديات معكنَنَةْ المستحيلات بالمزيد من العلم والمزيد من العمل والتضحية.
عودتهم الحياة التقليدية المتخلفة على ما هو جاهز من الرزق ومن الخبز المجاني دون تعب؛ فتجدهم لذلك في حالة بطالة سافرة، وفي أفضل الحالات في حالة بطالة مقنعة لا تسمع منهم سوى المزيد من التذمر ومن الشكوى وما يتظاهرون من عدم رضا مطلق عن الأحوال والأجواء الواعدة بالتفاؤل والأمل الكفيل بنقلهم إلى ما يفترض أن يتطلعوا إليه من النجاح في أوضاعهم الخاصة وأوضاعهم العامة.
يلقون بعيوبهم وأمراضهم ويأسهم على غيرهم، ويحملون مسؤولية كسلهم ولامبالاتهم وفشلهم على غيرهم لأسباب جِهوية أو مناطقية أو مذهبية، وكأنهم في حالة انتظار لمعجزات سماوية تشبع ما لديهم من الأطماع السياسية والاقتصادية الطائرة والطائشة، وقد يفرطون في البكاء مما هو كائن من وحدة وديمقراطية.
ويذرفون دموع التماسيح على ما كان من واقع مكبل بالشطرية والشمولية البائدة، معتقدين أن الأغلبية يعانون مرض فقدان الذاكرة، في حالة نسيان للماضي الأسود الذي لا يتذكر عنه الشعب سوى الصراعات والحروب المأساوية الدامية والمدمرة للأمل والتفاؤل.
إنهم حفنة من الفلول الانفصالية اللا ديمقراطية المعادية للوحدة وللديمقراطية الذين استفردوا بجماهير الشعب فترة طويلة من الزمن وحكموها بالحديد والنار يحاولون اليوم أن يعيدوا تقديم أنفسهم في حاضر ومستقبل مقطوع الصلة بالماضي، ويعتبرون أنفسهم أنهم الأفضل، والناس يعرفون أنهم الأسوأ.
محملين عيوبهم وأخطاءهم وعجزهم مغادرة المعتقل الأيديولوجي الذي وضعوا فيه على الوحدة جراء عدم قدرتهم على الدخول في منافسات انتخابية تمكنهم من التداول السلمي للسلطة، فتجدهم لذلك يشككون الناس بكل ما هو صادق من التجارب الانتخابية الحرة والنزيهة والشفافة، فلا يجدون من الشعب آذاناً صاغية لما يدعون إليه من أفكار ظلامية ورجعية معادية لأجمل ما في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر من منجزات عملاقة بحجم الوحدة والديمقراطية وحرية الصحافة وحقوق الإنسان وغير ذلك من المنجزات الاقتصادية والاجتماعية الأكثر من أن تحصى في مقال كهذا التي غيرت الموروث الكئيب للتخلف الذي عانت منه جميع محافظات الجمهورية وعلى وجه الخصوص المحافظات الجنوبية والشرقية التي تدين بنهضتها المعمارية والخدمية للوحدة اليمنية ولو كره المزايدون والحاقدون الذين ما برحوا يسيئون الاستخدام السياسي للحرية التي كفلتها المنظومة الدستورية والقانونية للجمهورية اليمنية، في محاولة يائسة لإقناع ذوي الوعي المحدود والذين لا وعي لهم بأن الانفصال أفضل من الوحدة، وأن الاستبداد أفضل من الديمقراطية، وأن مصادرة الحقوق والحريات الخاصة والعامة أفضل من إطلاق الحقوق والحريات السياسية والاقتصادية.
وكأنهم يقولون بوقاحة مغرقة في الاستغفال إن وسائل النقل البدائية والتقليدية الحيوانية أفضل من وسائل النقل الآلية الحديثة البرية والبحرية والجوية، وإن الاتصالات البدائية والتقليدية أفضل من وسائل الاتصالات الحديثة، وإن الجهل والتخلف أفضل من العلم والتقدم، إلى غير ذلك من الأمثلة المعكوسة المعبرة عن عقول متقلبة وعواطف متطفلة على كل ما هو واعد بالتفاؤل والأمل والنجاح.
إنهم حفنة من المتطفلين على السياسة والصحافة وحق التظاهر والإضراب، لا يعجبهم إلا عقولهم الظلامية، ولا يعجبهم إلاَّ ما هم عليه من اللامبالاة والكسل والفشل والبطالة، من الذين اعتادوا الخبز المجاني والاستبداد الشمولي للدكتاتورية، من الذين يضعون أنفسهم في مواضع لا تليق بالإنسان الذي يتميز بالعقل والإرادة على غيره من الكائنات؛ لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، يأبون إلا الانشغال بالقيل والقال وما بينهما من الإسقاط والإسفاف غير اللائقين بالمواطنين الأحرار بدافع الرغبة في التطاول على ما لا يعجبهم من حملة القيم والمبادئ الوحدوية والديمقراطية العظيمة، الذين يدعونهم إلى مغادرة ما هم عليه من طبائع ومعتقلات ثقافية ونفسية مدمرة للنجاح لأنهم لا يستطيعون العبث إلا في الأجواء الذميمة والقبيحة للنميمة وأحاديث السوء والإشاعة مثلهم مثل أولئك الذين وصفهم الله بالمرجفين في المدينة من المشتغلين في إيقاظ ما هو نائم ومستقر من القلاقل والفتن الحزبية والسياسية والمناطقية والمذهبية والعشائرية والقبلية التي تؤدي إلى شعللة الصراعات والحروب الأهلية التي يتضرر منها الجميع ولا يستفيد منها سوى أعداء الحياة والوحدة والحرية والتقدم والنجاح.
*الجمهورية




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر