بقلم-د.خالد أبو العمرين - صنعاء عاصمة الديمقراطية وحقوق الإنسان
عرس تستحقه صنعاء، وتظاهرة ديمقراطية عالمية وعربية تليق بعاصمة الوحدة وعاصمة الثقافة العربية ، التي يتم تتويجها عاصمة للديمقراطية وحقوق الإنسان.
الوفود العربية والصديقة الكبيرة عدداً وأهمية التي حطت رحالها في صنعاء لتشارك في مؤتمر الديمقراطية وحقوق الإنسان أمامها فرصة ثمينة للتعرف على الحكمة اليمانية الأصيلة التي أكدها رسولنا العظيم، والتي مثلها الرئيس علي عبدالله صالح طيلة ربع قرن من الزمان، زاخر بالانجازات الخارقة والمذهلة ، والتي كانت تبدو وكأنها المستحيل: ففي عصر تكريس التجزئة ، وتهديد الوحدات السياسية بالشرذمة والتفتيت ، نجحت الحكمة اليمانية في إعادة توحيد الوطن الواحد، وحدة إرادية اختيارية ثابتة لا انفكاك لعراها، وفي عصر تقهقر الديكتاتوريات الى جدارها الاخير الذي لم يستطع حمايتها من العواصف والبراكين، اختارت الحكمة اليمانية طوعا وعلى طريقتها ان تسير في درب الديمقراطية والتعددية الحزبية وحرية الرأي والصحافة والارتقاء بالمجتمع المدني ومنظماته الأهلية .
لم تكن هذه الانجازات وغيرها ممكنة إلا بتوفر عاملين أساسيين:
الأول منهما أن القيادة السياسية استطاعت بحكمتها اليمانية أن تقرأ بوعي عميق واقتدار ثابت ضرورة المجتمع وتحولاته وتطلعاته المشروعة بل وفوق ذلك كله أخذت القيادة السياسية بيد المجتمع اليمني ونخبه السياسية وازالت من طريقهما كل العوائق، أما العامل الثاني وهو على نفس القدر من الأهمية يتلخص بأن القيادة بحكمتها اليمانية كانت من أوائل من أدركوا المعنى والمغزى والاعتبارات لانتهاء حقبة الحرب الباردة والتغيير الجذري السريع في النظام الدولي، ولم تتباطأ الحكمة اليمانية في التعامل العملي الفعال مع ضرورات هذا الانقلاب العالمي الذي لم تستوعبه جيدا معظم قيادات العالم الثالث.
وبناء على ذلك بدأت اليمن داخليا وخارجيا تخطو خطواتها الواثقة والمحسوبة والحاسمة دون تردد أو تسرع أو ارتباك أو خوف، لتأخذ مكانها اللائق بها كقوة إقليمية ذات شأن متزايد في المنطقة بأكملها ، قوة تتناسب مع تاريخ اليمن ومخزونها الحضاري والثقافي، تتناسب مع موقع اليمن الاستراتيجي المتميز ، تتناسب مع الحكمة اليمانية وتجلياتها المبهرة في كل الظروف الصعبة، تتناسب مع طموح عشرين مليون يمني لبناء مجتمع التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، تتناسب مع حكمة القائد ونجاحه المتواصل..
ولذا لم يكن مستغربا اختيار اليمن لتكون مقرا للمنتدى الدولي للديمقراطيات الناشئة في منتصف عام 1999م كنموذج ناجح للديمقراطية الناشئة ،
ومن الطبيعي ان تكون اليمن اليوم مقرا للمؤتمر الاقليمي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان بمشاركة حوالي خمسين دولة وعدد كبير من المنظمات الإقليمية والدولية وشخصيات عربية ودولية بارزة.
الحكمة اليمانية أيضا ، والقراءة السليمة لموازين القوى الدولية والإقليمية ، والإيمان العميق بحق الشعوب في تقرير مصيرها، والطموح لدور لائق جعل اليمن في مقدمة الدول التي تدافع عن حقوق الإنسان الفلسطيني وترفض الجرائم الصهيونية المتواصلة ضد الشعب المناضل من أجل حريته واستقلاله وخياراته الديمقراطية فقد كان ولا يزال صوت الرئيس علي عبدالله صالح أكثر الأصوات قوة ووضوحا في تأييد الشعب الفلسطيني وقيادته المنتخبة بينما يحارب أدعياء الديمقراطية وأصحاب المعايير المزودجة الديمقراطية الفلسطينية.
ساندت القيادة اليمنية الشعب الفلسطيني وقيادته بالقول والعمل ، كما بذلت جهودها في تمتين الوحدة الوطنية الفلسطينية ، وكان خطابها واحدا وثابتا في السر والعلن ، ومع هذا الطرف أو ذاك ، دون ازدواجية أو مزايدة، نصيحة من الشقيق للشقيق ، ولم تلعب السياسة اليمنية مطلقا على الشعب الفلسطيني وقيادته وفصائله، وانما لعبت معهم ولهم.
ولهذا فتحت صنعاء ذراعيها لرئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير ولوزير العدل الفلسطيني وجميع أعضاء الوفد كأبرز مطالبين بالديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاسبة المجرمين الدوليين.
فتحية فلسطينية لفارس العرب علي عبدالله صالح ، وتحية من المرابطين الصابرين المجاهدين في بلد الاسراء الى اخوانهم في بلد الانصار والحكمة اليمانية وتحية مقدسية الى صنعاء عاصمة الديمقراطية والوحدة والثقافة العربية، تحية لها تغزل قلائدها من خيوط الشمس وتزركش ثوبها بنجوم السماء، تتطيب بنهكة عربية أصيلة ، منيعة بين الجبال رقيقة كأفئدة أهلها ، طموحة لتأخذ موقعها اللائق بين العواصم، عادلة تحتضن مؤتمر العدالة ، وتستقبل رسل السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان من كل الألوان والأجناس.
v نقلاً عن صحيفة الثورة
|