الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:32 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الخميس, 27-مارس-2008
المؤتمر نت -   د.عبدالقادر مغلس -
حوار مع امريكي
أتمنى من جميع المتابعين والمهتمين بالشأن المحلي اليمني بمختلف مكوناته وأبعاده قراءة المقابلة التي أجرتها الصحيفة «يمن تايمز» ونشرتها في الصفحة الخامسة في عدد يوم 17 مارس الجاري مع البرفسور ادوارد ويليام جنهم استاذ قضايا الجزيرة العربية والخليج في جامعة جورج واشنطن الأمريكية وأتمنى كذلك على صحفنا المحلية ترجمتها وإعادة نشرها لأهمية الرؤى والأفكار التي تضمنتها،
فقد عمل هذا الرجل في الدبلوماسية الأمريكية لأكثر من ثلاثين عاماً، وكان سفيراً لبلاده في العديد من الدول العربية، وظل خلال هذه الفترة يراقب تطورات وحراك مجتمعاتها بعين الدبلوماسي «المُخبر» الحريص على مصالح بلاده في المنطقة كلها.
٭ وقد ناقش في هذه المقابلة المطولة العديد من القضايا الهامة والساخنة على امتداد الساحة العربية كالقضية الفلسطينية والتطرف والإرهاب، وكذلك الخلافات العقائدية والفكرية بين الشعوب، وتطرق كذلك للعديد من القضايا العميقة ذات الصلة بالشأن المحلي اليمني، وهذا هو الأمر الذي جعلني اقرأ المقابلة اكثر من مرة، وأحببت في الوقت ذاته أن يشاركني الآخرون، وبالذات الحريصون على معرفة رأي الأمريكان بالأوضاع اليمنية، تلك الأفكار لنتوقف عندها محللين ومفككين لعناصرها وتراكيبها، وإسقاطها على واقعنا وعلى تفاعلات الساحة اليمنية وحراكها وكذلك الاستفادة إن أمكن من تلك الرؤى والأفكار.
٭ لقد عبر عن دهشته للمستوى الذي وصلت إليه بلادنا من تطور ونمو، مقارنة بما كانت عليه في سبعينيات القرن الماضي حين كان يعمل دبلوماسياً لأمريكا في اليمن، وأشاد بالنزوع الحر والاستقلالي للشعب اليمني، وقال بإنه دائماً يطرح في محاضراته وأحاديثه في أمريكا بأن اليمن بلد جبلي، ومن ابرز صفات شعوب هذه البلدان هي عدم تقبلهم لأي طرف خارجي يحاول فرض آرائه عليهم، فهم قد تتنازعهم الخلافات الداخلية وقد يقتتلون، ولكنهم حين يشعرون بتدخل طرف خارجي فإنهم سرعان ما يوحدون صفوفهم ويقفون صفاً واحداً في وجه ذلك الدخيل الأجنبي، وقال إن شعوب هذه البلدان لا يناسبهم سوى نظام الحكم اللامركزي، لأن تركيبة نفوسهم تمتلك أفكاراً وتطلعات مستقلة وقوية للغاية، وهم شديدو الاعجاب بأنفسهم، وقد يصعب على الحكومات ايصال خدماتها إليهم كالصحة والتعليم والكهرباء، ومن هنا يصبح امراً صعباً أمام الحكومات التعامل مع القضايا المتعلقة بمصالح الناس، ولعل هذا الوضع يمكن رؤيته في اليمن.
٭ وكشف عن إعجابه بشخصية وروعة الإنسان اليمني وطيبة قلبه وروحه المرحة وجديته وتفاؤله. وقال بأنه يدرك العاطفة الوحدوية الجياشة عند اليمنيين وعدم رضاهم عن الوضع التشطيري الماضي والعيش في ظل دولتين منفصلتين، وكان ذلك الوضع التشطيري بسبب نفوذ القوى الاستعمارية والخارجية. وأكد بأن اليمنيين قبل تحقيق الوحدة، كانوا يعيشون حالة من الوحدة الذهنية والفكرية، وكانوا يعتبرون انفسهم شعباً واحداً وفي بلد واحد. وقد حققوا ذلك بالفعل وتوحدت بلادهم.
٭ وحول شخصية الرئيس علي عبدالله صالح، قال: من خلال متابعتي الدقيقة للشأن الداخلي اليمني منذ ثلاثين عاماً، وجدت أن الرئيس يحتفظ بعلاقة مباشرة ودائمة مع الشعب وقضاياه ومشاكله، وهو يدرك كل ما يدور في البلاد، وكانت اليمن تعيش قبل وصوله إلى السلطة أوضاعا مضطربة وخطيرة، وقد اختفت تلك الأوقات العصيبة التي كانت تعيشها اليمن إلى غير رجعة، ويمكن أن نعزو ذلك لطبيعة فهم الرئيس للإنسان اليمني ومعرفته بتفكيره واهتماماته على حد قوله.
٭ لقد تضمنت المقابلة العديد من الأفكار والرؤى الجادة التي تتطلب من النخب السياسية والمثقفة في بلادنا التوقف عندها ومناقشتها، واستغربتُ كثيرآً لعدم تناول مضمونها من قبل صحافتنا المحلية، أكانت محسوبة على السلطة أو المعارضة، رغم أن هذه الصحف مجتمعة لا تغيب عنها أية شاردة وواردة تأتي من «الخواجات» وغير اليمنيين، وأتمنى من الجميع قراءة أفكار هذا الرجل، ويبدو لي، أنه يتحلى بنوع من الحياد والصدق مع النفس، والله اعلم.

*جامعة تعز
[email protected]




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر