-
لقد بلغ السيل الزبى ..ووجب ليد القانون أن تطالهم
المؤتمرنت-رئيس التحرير
لقد بلغ السيل الزبى.. ولم يعد هناك من مبرر للصمت الذي تبديه الجهات الرسمية حيال هذه الخطابات المتطرفة التي وإن تنوعت أشكالها بتنوع الواقفين وراءها وأهدافهم إلا أنها جميعاً تصب في خانة الاستهداف والمساس بالوحدة الوطنية .
فهناك الخطاب الذي يجاهر بالحديث عن شعارات انفصالية من قبل بعض الأشخاص سواء أولئك الذين شعروا بأن الوحدة أفقدتهم مصالحهم الشخصية ،أو أولئك الذين ينفذون أجندة خارجية مقابل مكاسب مادية رخيصة .
وهناك خطاب موازٍ هو الخطاب السياسي لأحزاب اللقاء المشترك –الذي يتولى كٍبره الإخوان المسلمون في اليمن"التجمع اليمني للإصلاح"- من خلال تبني الترويج لأصحاب الشعارات الانفصالية من ناحية ومن ناحية ثانية ابتداع خطاب سياسي متطرف يلجأ لتحويل قضية الوحدة الوطنية إلى ورقة يحاول استغلالها لإدارة اللعبة السياسية مع السلطة والحكومة والحزب الحاكم .
وإذا كان من يرفعون شعارات ذات طابع انفصالي يعدون بأصابع اليد ولا يملكون أية مشروعية يختبئون وراءها للهروب من يد القانون التي ستطالهم حتماً، فإن خطر من يروجون لهم ، ويتبنون خطاباً سياسياً متطرفا ًوموازياً لذلك الخطاب تكمن في كونهم يصبغون خطابهم بمشروعية سياسية باعتبارهم أحزاباً معترف بها رسمياً.
وتزايد تطرف هذا الخطاب السياسي للمشترك بوتيرة عالية منذ خطاب رئيس الجمهورية في مهرجان الحسينية بالحديدة حين لجأ المشترك وفي المقدمة إعلام حزب الإخوان المسلمين "نجمع الإصلاح" إلى تحريف ذلك الخطاب الرئاسي بشكل يجعلهم لا يختلفون عمن وصفهم تعالى في محكم آياته حين قال " فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (المائدة: 13)..
ولعل خطاب المشترك –الذي يقوده تجمع الإخوان المسلمين في اليمن"الإصلاح" بلغ أقصى مراحل التطرف في مهرجانه أمس في العاصمة، والذي تحول من فعالية سياسية إلى فعالية تستنكر خطاب رئيس الجمهورية في الحسينية والذي أكد فيه رسوخ الوحدة اليمنية وأنها وجدت لتبقى داعياً من لايعجبهم ذلك أن يشربوا من ماء البحر.
لقد وصل الأمر بالمشترك ليس إلى تزييف وتحريف خطاب الرئيس بنصه ومضمونه وجوهره الحقيقي فحسب، بل أصبح موقف الرئيس حين يؤكد أن الوحدة راسخة مثار استنكار من المشترك ومدعاة لمهاجمته وكأنه ارتكب خطأ حين أكد أن الوحدة وجدت لتبقى .
وليس من المبالغة القول :إن استنكار المشترك لخطاب الرئيس الذي يؤكد فيه رسوخ الوحدة ليس سخرية أو مهاجمة للرئيس فحسب، بل إنه يرقى إلى مستوى الجرم الذي يستهدف الوحدة خصوصاً وأنه بات يتعاطى مع الخطاب الوطني المتعلق بترسيخ وحدة الوطن بأسلوب سياسي زائف وكاذب من جهة ومنكر ومنتقد له من جهة أخرى.
وعلى المنوال ذاته فإن محاولة المشترك وفي المقدمة الإصلاح التزييف والسخرية من خطاب الرئيس بشأن وحدة اليمن هو سخرية من الشعب الذي منح الرئيس شرعية قيادته والدفاع عن دستور دولته ووحدتها ونظامها الجمهوري، وهو في الوقت ذاته سخرية من كل أبناء الشعب اليمني سواء أولئك الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل تحقيق و ترسيخ وحدة اليمن، أو أجياله الوحدوية الحالية ،وصولا إلى الأجيال اللاحقة التي نتحمل مسئولية تسليم راية اليمن إليها دولة واحدة موحدة.
وهنا سنكرر للمشترك وفي مقدمتهم الإخوان المسلمين وقيادتهم وسياسييهم بصوت مرفوع ما قاله الرئيس في الحسينية "الوحدة راسخة ومن لم يعجبه فليشرب من ماء البحر الأحمر أو العربي".
ومثلما سيشرب المتربصون بوحدة الوطن من ماء البحر فإن المروجين لهم، والمستهدفين لمن يدافع عن الوحدة سيشربون من أقرب بركة ماء راكدة سيجدون أنفسهم فيها حين يلفظ الشعب تطرفهم وإرهابهم للمدافعين عن وحدته .
وفي المقابل علينا أن نوجه تساؤلاتنا للمتربعين على عرش المسئوليات في الجهات الرسمية عن هذا الصمت حيال خطابات كهذه تجاوزت كل نصوص الدستور والقوانين وباتت تنخر في جسد الوحدة الوطنية. فإلى متى ستظل مواد الدستور ونصوص القوانين حبيسة الأدراج من أجل مبررات واهية، لأننا بتنا نخشى أن يستيقظ النائمون في كهف الجهات الرسمية بعد فوات الأوان.
لقد وجب أن تطال يد الدستور والقانون والعدالة كل من يستهدف وحدة الوطن واستقراره وسلمه الاجتماعي سواء أولئك الذين يرفعون شعارات الانفصال، أو من يرجون لهم وصولاً إلى من يرهبون المدافعين عن الوحدة بخطابهم السياسي المتطرف فالكل في الفعل سواءً، وأمام العدالة سواسية.