المؤتمرنت -لقاء- أديب الشاطري -
الخولاني:(832) مبتعث يمني في الجزائر وبوتفليقة يوجه بتسهيلات لهم
في عام 1995 ظهرت جمعية الإخاء اليمنية - الجزائرية برئاسة المناضل اللواء/ علي عبد الله السلال إلى العلن لتنظم إلى مجموعة منظمات المجتمع المدني التي تعمل في اليمن بكل شفافية، ودون تدخل من أطراف خارجية وفي أكثر من مجال، حيث تضم في عضويتها اللواء/ حمود بيدر وحسن الخولاني وغيرهم من القيادات والمناضلين.
قدمت رابطة الشباب والطلاب التابعة لجمعية الإخاء اليمنية-الجزائرية الكثير للطلاب اليمنيين الدارسين في الجزائر والذي يتجاوز عددهم (800) طالب وطالبة كما تعمل على نقل صورة طيبة للجزائريين شعبا وقيادة عن يمن الحضارة، خلال اللقاءات التي تعقدها قيادة الرابطة معهم بين الحين والآخر.
تاريخ العلاقات الحديثة بين اليمن والجزائر كما يقول علي حسن الخولاني رئيس رابطة الشباب والطلاب اليمنية - الجزائرية بالجزائر في حديثه لـ "المؤتمر نت" يعود إلى ما قبل النصف الثاني من القرن الماضي، عندما شاركت الثورة الجزائرية في التحضير للثورة الدستورية عام 1948 ضد الإمام "يحي حميد الدين"، وأشياء أخرى تقرؤونها في السطور القادمة.
* ازداد في العام الدراسي الجاري 2007-2008 عدد الطلاب اليمنيين في الجزائر، فهل لكم أن تقدموا لنا صورة عن ذلك و ما تقدمونه لهم؟
-يروق لي في البدء أن أعبر عن افتخاري واعتزازي كوني انتمي إلى وطن أخذ الحوار ثقافة ومنهجا لحل مشاكله وأزماته، وأن اتاهل في بلد (الجزائر) اتخذ السلم والمصالحة والوئام ثقافة ومنهجا لحل مشاكله وأزماته ... أما بالنسبة لسؤالكم فأقول أن تلك الزيادة في عدد الطلاب إنما هي نتيجة للعلاقة الطيبة بين البلدين بقيادة الأخوين علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وعبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية واللذان طوراها في كافة المجالات ومنها المجال الثقافي الذي وصل عدد المبتعثين فيه من اليمن إلى الجزائر إلى (832) طالب وطالبة بعد أن كان عام 1992 (12) طالب وفي تخصصات محدودة اما اليوم في كافة التخصصات وفي جميع المساقات العلمية بما فيها العسكرية واما عما نقدمه للطلاب فهو من صلب عملنا الإنساني وواجبنا ولا أريد الحديث عنه.
*ماذا عن نشاط الرابطة؟
-أود أن أقول أن رابطة الشباب والطلاب اليمنية – الجزائرية جاءت بتكليف من قبل اللواء/ علي عبد الله السلال للاهتمام بتقوية الروابط بين شباب وطلاب البلدين ومن هذا المنطلق أقمنا معرضا للكتب والصور تحكي عن عظمة التاريخ اليمني، والنهج الديمقراطي الذي تسلكه بلادنا وكذا قمنا بعدة ندوات تعريفية عن وحدتنا اليمنية التي تحققت في 22 مايو 1990 إلى جانب تقديمنا لبحوث علمية ومحاضرات تحدثت عن الثورة اليمنية، والمواطن في عهد الإمامة واليوم، بالإضافة إلى تنظيمنا أمسيات ثقافية عرضت فيها أفلام وثائقية تروج للسياحة والانجازات التي تحققت في اليمن وهذا كله في الإجازات الجامعية وأثناء الاحتفالات الوطنية.
ونحن متواجدون دائما في الفعاليات الجزائرية، ونعمل لقاءات مع المنظمات الشبابية الجزائرية كاللقاء الذي تم بين الرابطة والاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية (التابع لحزب جبهة التحرير الوطني) في مبنى السفارة اليمنية بالجزائر كذلك نعمل على لقاء المسؤولين اليمنيين الزائرين للجزائر وطرح الهموم التي يعانيها الطلاب اليمنيين الدارسين بالجزائر لنقلها إلى الداخل، ومن هؤلاء وزير الثقافة السابق "خالد الرويشان" وفضيلة القاضي "عصام السماوي" رئيس القضاء الأعلى، "د.أحمد محمد الاصبحي"، "د.عبد الله العلفي" النائب العام وغيرهم من المسؤولين.
كما نعمل على إعطاء صورة مبسطة عن السوق اليمنية، وعن فرص الاستثمار في بلادنا في السياحة، النفط، الاصطياد السمكي... وكلها مجالات خصبة للاستثمار فيها.
كذلك نعمل على تعريف النخبة الجزائرية والمسؤولين بما يحصل من حراك ايجابي في بلادنا على كافة الأصعدة، ونقل الصورة الطيبة التي في أذهاننا عن بلدهم ومن هؤلاء عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة الجزائرية والأمين لحزب جبهة التحرير الوطني، أبوجرة سلطاني وزير الدولة، خليدة تومي وزيرة الثقافة، سعيد بوحجة الأمين العام المكلف بالإعلام والاتصال بجبهة التحرير الوطني، عبد الفتاح زياني رئيس دائرة الوطن العربي بوزارة الخارجية الجزائرية وغيرهم من القيادات.
*لنعد قليلا إلى الوراء، كيف كانت بداية العلاقة الحديثة بين البلدين؟
-عظمة الثورة اليمنية وعظمة رموزها الشرفاء لا تختلف عن عظمة الثورة الجزائرية وعظمة رموزها الشرفاء، فقد انبثقتا من رحم ومن بوتقة واحدة جوهرها النهوض بالإنسان اليمني والجزائري فأهدافهما ومبادئهما واحدة وليس أدل على هذا الكلام في أن أغلب أعضاء جمعية الإخاء اليمنية- الجزائرية هم من المناضلين وما حماسهم للعمل فيها إلاّ على واحدية الثورة اليمنية والثورة الجزائرية.
المقولة الشهيرة للرئيس الجزائري الراحل "هواري بومدين" عند زيارته لصنعاء في العام 1963 عندما كان وزيرا للدفاع حينها حيث قال: "لو كنا نعرف بأن اليمن هكذا لبدأنا الثورة من هنا" وذلك عندما شاهد آثار النظام الإمامي على الشعب اليمني من تخلف وفقر وجوع وجهل.هذا بالإضافة إلى دعم الجزائر لليمن في تثبيت ثورة 26 سبتمبر من خلال تقديمها 5 ملايين دولار أمريكي لشراء أسلحة للثوار في اليمن لصمود النظام الجمهوري في حصار 70 يوما ضد القوى الملكية، وكان قد أرسل الراحل "هواري بومدين" رحمه الله مبعوثه الخاص "شريف بلقاسم" للقيام بهذه المهمة والاهم من ذلك بقاء سفارة الجزائر بصنعاء أثناء الحصار إلى جانب السفارتين المصرية والصينية رغم القصف الوحشي على صنعاء حينها وهو دليل على تأييد الجزائر لثورة "26 من سبتمبر" بالإضافة إلى اعتمادها لسفراء يمنيين من فئة المناضلين أمثال المرحوم اللواء/ "محمد شائف جار الله"، اللواء/ "علي عبد الله السلال"، "د.أحمد عبد الله عبد الإله"، وفي المقابل السفراء الجزائريين في بلادنا من الفئة ذاتها أمثال المرحوم "الشادلي بن حديد"، "عبد الفتاح زياني"، "سعد بن العابد"، "مصطفى بوطورة".
*سمعنا أن الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة" وجه بتسهيل قبول الطلاب اليمنيين بالجزائر، ممكن أن تشرحوا لنا ذلك؟
-أخبرني بذلك سفيرنا حينها بالجزائر "حامد محمد عبادي" في إحدى لقاءاتي به حيث قال أن الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" أثناء لقائه به بمناسبة انتهاء فترة عمله كسفير مقيم لليمن بالجزائر وجه "رشيد حراوبية" وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري أن يعطي الضوء الأخضر لقبول أي طالب يمني في الجامعات والمعاهد الجزائرية.
*أنت كباحث ورئيس لرابطة الشباب والطلاب اليمنية – الجزائرية كيف تقيمون العلاقات اليمنية الجزائرية؟
-العلاقات مرت بمرحلة فتور خاصة منذ بداية التسعينات من القرن الماضي لاهتمام البلدين بأوضاعهما الداخلية، ولكن ومنذ تولي فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمقاليد الحكم في الجزائر في أبريل 1999 تطورت العلاقات بين البلدين وفي كافة المجالات وانعكس ذلك على توقيع عدد من الاتفاقيات في مجال الاستثمار، التجارة، الصحة، صناعة الأدوية، الزراعة، النفط والغاز والكهرباء، الصناعات الصغيرة والمتوسطة، التعليم العالي والبحث العلمي... ونتمنى أن تفعل هذه الاتفاقيات أكثر خاصة مع قرب انعقاد الدورة التاسعة للجنة المشتركة اليمنية الجزائرية والمتوقع أن تعقد في الجزائر نهاية شهر مارس الجاري.
*هل هناك تبادل تجاري بين البلدين؟
-المستوى لا يرقى إلى عمر العلاقات بين البلدين لكن هناك إحدى شركات مجموعة هائل سعيد تعمل في النشاط التجاري، بالإضافة إلى شركة أبو فارع وإخوانه للأدوية وهناك سعي لتكوين مجلس لرجال الأعمال اليمنيين – الجزائريين وأتمنى أن يتم تفعيل اتفاقية النقل الجوي التي وقعت في 2001 بين البلدين لأن من شأنها زيادة حركة التبادل التجاري وزيادة عدد السياح اليمنيين للجزائر والعكس
*ما هي حكاية عودة بعض الجذور الجزائرية إلى اليمن؟
-يعود ذلك للهجرة القديمة لليمنيين إلى شمال إفريقيا وكانت حتى قبل مجيء الإسلام والفتوحات في شمال إفريقيا، ويحضرني قول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عام 1999 عند زيارة الرئيس "علي عبد الله صالح" للجزائر حيث أشار الرئيس الجزائري أنه كلما بحثت عن جذوري ذهبت إلى اليمن، كذلك هناك تقارب اللهجة للسكان في بعض المناطق اليمنية كأجزاء من المهرة وسقطرى مع بعض المناطق في المغرب العربي، إضافة إلى تشابه بعض العادات والتقاليد بين عديد من المناطق اليمنية والجزائرية وتشابه في بعض الحرف اليدوية الشعبية.
*ما هي أوجه التشابه بين البلدين من الناحية السياسية؟
-هناك أوجه تشابه كثيرة منها نهج الديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر ومساحة الحرية الصحفية والتعددية الحزبية.لدينا مشروع غرفتين للبرلمان (مجلس النواب ومجلس الشورى) وللجزائر غرفتين (مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني)، لدينا مجالس محلية منتخبة ولديهم مجالس بلدية منتخبة أيضا، رئيسنا منتخب ورئيسهم منتخب، جربنا الحكومة الائتلافية ولديهم حكومة الآن حكومة ائتلافية، لدينا نحو أربعين حزبا سياسي ولديهم ما يربو عن 60 حزبا...
أما على صعيد السياسة الخارجية فكل من اليمن والجزائر يسعى لإصلاح منظومة الجامعة العربية ورفض الاحتلال الأمريكي للعراق وتحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية والتفريق بين الإرهاب والمقاومة المشروعة وبين الإرهاب والإسلام كديانة سمحا ، ويناديان بوحدة الصومال وإحلال السلام فيه واحترام مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة وينشدان السلام والأمن للعالم أجمع ....