المؤتمرنت - وكالات - ميدفيديف يرى أن نتائج الديموقراطية يمكن تقييمها بعد 50 عاماً في روسيا يشهد مايو المقبل، صدور أول كتاب عن الرئيس الروسي المنتخب ديمتري ميدفيديف، بعد تسلمه سُدة الحكم من الرئيس المنتهية ولايته فلاديمير بوتين في السابع من مايو المقبل، ومؤلف الكتاب هو الكاتب الصحافي نيكولاي سفاتيدز، والذي يتناول سيرة حياة الرئيس الجديد، متضمناً جملة من التصريحات التي أدلى بها ميدفيديف لسفاتيدز، كما أن الموقع الإلكتروني الخاص بميدفيديف تناول بعض فصول الكتاب الجديد الذي لم يُحدد له عنوان حتى الآن. وعن المناصب القيادية في روسيا والتي تعج برجال الاستخبارات، اوضح ميدفيديف لسفاتيدز أن تقلد المناصب القيادية في الدولة لمن يتمتعون بخبرة العمل في الاستخبارات لا يعد أمراً غير مألوف، مشيراً إلى أنهم كسائر الأفراد الآخرين و«ليس هناك ما يستدعي تحويلهم الى شياطين او ملائكة».
وبينما يشير إلى ما لديهم من قدرة متميزة للمساهمة في نظام الادارة بحكم أنهم من الاشخاص الذين يتمتعون باطلاع واسع في ما يتعلق بآلية اتخاذ القرارات، اضافة إلى خبرتهم بالعمل في نظام من السرية المطلوب في كثير من الحالات، يرى أن الامر لا يخلو من بعض المشاكل حيث تنقصهم فقط خبرة العمل العلني.
وتابع أن رغم كونه شخصا مدنيا بل ومحاميا عمل في هذا المجال طويلاً، فقد وجد وبصورة طبيعية أن نسبة المناصب الرسمية التي يشغلها رجال سبق لهم خبرة العمل في الاستخبارات، تبدو الان اكثر مما كانت من قبل، موضحاً أن الأمر لا يقتصر على روسيا فقط، فهو كذلك في العديد من الدول الأخرى وأن إثارته بالنسبة الى روسيا إنما يتعلق على الارجح أن تاريخ البلاد كان في منتهى التعقيد وأن الموقف من الاستخبارات لدى المواطن كان متفاوتاً.
وفي ما يتعلق بالديموقراطية، يرى الرئيس المنتخب أن نتائج الديموقراطية الروسية لا يمكن تقييمها إلا بعد مرور 30 أو 50 عاماً، مؤكداً أن تطور الديموقراطية يجري وفق قوانين التاريخ الخاصة وأن اعقد ما في الامر هو الصلة المتبادلة بين الطابع العام للشكل الديموقراطي والعنصر القومي التاريخي ذاته، مشيراً إلى أن من الخطر ان تُعطي الاولوية لهذا او ذاك.
ولا يتفق ميدفيديف مع ما يقال من أن خصوصية روسيا وتاريخها على تلك الدرجة بحيث لا تسمح بعمل تقييم عام وطرح صور متعددة لإدارة الدولة وتنظيم مجتمع متحضر، مشيراً إلى ان هذه مغالطة، فهو يرى ضرورة ترسيخ بعض المهام، وهي إما مهام جيوسياسية عندما يتحدث عنها ممثلو الدول الاجنبية، أو داخلية إذا ما أثارها رجال السياسة الروس في الداخل حول ان روسيا غير مستعدة للديموقراطية.
ويشدد خليفة بوتين على أنه لا يرى ضرورة من تحميل لفظة «الديموقراطية» أكثر مما يحتمل أو تعريفات اضافية، ويقول: «يبدو لي ان ذلك يقيد الوضع، حتى في ظل الفهم التام بأن الديموقراطية لا تبدو ممكنة إلا في دولة ذات سيادة مطلقة لها دستورها الخاص وسلطاتها العليا داخل البلد ونهجها المستقل على الصعيد الخارجي».
|