صادق امين ابوراس * -
مـايو.. الوحـدة والديمقــراطيــة
*السبت القادم هو الموعد المحدد لانتخاب المحافظين الجدد لعموم محافظات الجمهورية، وهو الموعد –الحدث الذي سيسجل أروع إضافة إلى المجد اليماني الديمقراطي المتسع بامتداد الحياة.
السبت القادم الـ(17) من مايو الأغر تنتصر الحكمة اليمانية لإرادة الشعب.. ويخطو الوطن خطوته الأولى صوب حكم محلي واسع الصلاحيات.. دون اكتراث بإصرار البعض على إجهاض هذا اليوم المضيء.
إنه الحدث الذي يكتسب أهميته ومدلولاته للمجتمعات المحلية ولأبناء الشعب كافة ليس لكونه يعد خطوة غير مسبوقة في الوطن العربي وربما في دول العالم النامي قاطبة، ولكن لكونه يأتي متزامناً مع أعظم حدث يماني غيَّر معالم الخارطة اليمنية وازال وَهْم الثنائية الوطنية والتشطير البغيض، وأعاد الاعتبار لتاريخنا العريق ووحدتنا المباركة المتجذرة في أعماق التربة والتاريخ.
*إن إجراء انتخابات المحافظين في هذا الوقت وفي هذا التاريخ من شهر مايو الوحدة والديمقراطية والتنمية يؤكد إصرار القيادة السياسية الحكيمة ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية – رئيس المؤتمر الشعبي العام – على المضيء نحو ترجمة كل آمال الشعب.. والانتقال بالوطن إلى كامل إشرافاته الوحدوية التي بدأت تشق طريقها وتأخذ مسارها الديمقراطي التنموي المتوهج في الـ(22) من مايو 1990م.
إنه التاريخ المشرق والمضيء على الدوام، وسيبقى خيارنا الأوحد الذي نجوب به أرجاء التقدم والنماء والحرية، وهو المنطلق الحقيقي لخوض عتبة جديدة من عملية البناء الديمقراطي التنموي الوطني الشامل.
*ونحن نحتفي بهذا الحدث الذي يأتي متزامناً مع العيد الوطني الـ(18) لإعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية.. ينبغي علينا التأكيد على ضرورة بث روح العمل الجماعي في شتى ميادين الحياة وإيقاظ الوعي الاجتماعي الشامل، وكل متطلبات الوفاء والإنجاز لتطلعات الجماهير وآمالها، وتأكيد الثقة بالقدرة على الإنجاز باستمرارية متطورة.
ينبغي علينا التأكيد أن الانتصار لإرادة الجماهير لن يتحقق بممارسة الشطط والغلو أو بطرح أفكار لا تخدم الوطن ومصلحته العليا..، أو بإعلان سياسيات الرفض والتعطيل والهروب ومخاصمة المستقبل..، بل بالتخاطب مع أبناء الشعب بموضوعية ووضوح وشفافية، والتعاطي الجاد والفاعل مع هذا الحدث الانتخابي الذي سيغير ملامح المستقبل ويعد باباً جيداً لتنمية وترسيخ الديمقراطية ومدخلاً واسعاً للعمل الوطني والتنموي الشامل.
ينبعي التأكيد هنا أن انتخابات المحافظين هو القرار الصائب في مسار البناء والتحديث التنموي والديمقراطي على حدٍ سواء..، وهو التوجه الجاد نحو الارتقاء بالعمل المحلي والانتصار للمجتمعات المحلية، وتجاوز كل العراقيل والصعوبات التي تعيق تنفيذ المشاريع وتتسبب في تعثرها أو عدم إنجازها.
* إن انتخابات المحافظين تمثل مرحلة وطنية مهمة كونها تأكيداً على حكم الشعب نفسه بنفسه وتجسيداً للنهج الديمقراطي واستجابة مخلصة لشتى متطلبات النمو على كافة صعد التطوير..، وتعد أيضاً الطريق الصحيح لمحاربة الفساد والحد منه.
ويبقى التأكيد أن إدراكنا جميعاً لهذه الحقيقة هو من سيسهم في تعزيز النجاحات ويقود بالتالي إلى الوصول إلى النتائج المرجوة منها وفي مقدمتها تحقيق التنمية الشاملة.
*الأمين العام المساعد
- افتتاحية صحيفة تـعز