المؤتمرنت - سكينة محمد الإرياني - "الكوتا " اليمنية في عيون زوجات السفراء أشدن زوجات سفراء الدول العربية والصديقة المقيمات في صنعاء بالمكانة الرفيعة التي وصلت إليها المرأة اليمنية، في تمكينها من الحقوق التي كفلها الدستور والتشريعات القانونية، الأمر الذي ساعدها على تبوئ مناصب رفيعة في جميع مفاصل الدولة وصارت إلى جنب أخيها الرجل شركاء في التنمية.
كما أبدين غبطتهن بالمكانة التاريخية للمرأة اليمنية حيث يؤكدن إن المرأة في الدول المتقدمة لم تغفل تجربة المرأة اليمنية في التاريخ القديم -تاريخ بلقيس ثم أروى- حيث أكتسبن منهن إمكانية المرأة على تولي مناصب الحكم وتسيير أمور الدولة على أحسن حال.
نهضة نسائية
في البدء تحدثت السيدة عروبة جرادات حرم السفير الأردني في صنعاء قائلة :
خلال سبع سنوات من تواجدي في اليمن وجدت إن هناك نهضة قوية وتوجهاً صادقاً نحو تشجيع المرأة وإشراكها في جميع مجالات العمل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية حتى الرياضية.
كما وجدت نساء يمنيات رائعات أثبتن بجدارة وكفاح رأي مكانتهن ودورهن بالمساهمة في صناعة القرار.
ووجدت أيضا رجالاً في المجتمع اليمني داعمين للمرأة بشكل مستمر واعرف نساء متزوجات تمكن بمساعدة أزواجهن من الحصول على أعلى الشهادات والمناصب.
وقالت جرادات إن تجربة الكوتا النسائية قرار صائب وتجسيد وتعزيز لتوجه القيادة السياسية في اليمن نحو دعم المرأة وتمكينها سياسياً.
مشيرة إلى إن هناك احباطات مازالت تشكل عائقاً أمام المرأة وكما هو في الأردن فقد تمكنت الكوتا النسائية هناك من دعم بعض النساء وذلك في أول سنة، ولما عرف المجتمع قدرة النساء على القيادة وتولي المنصب الذي كان يشغله الرجل كانت الانتخابات اللاحقة ليست بحاجة إلى كوتا نسائية فالمرأة وصلت إلى أعلى المناصب بدونها.. وجزمت عروبة إن الكوتا في اليمن لن تحتاجها النساء مستقبلاً.
غنية عن التعريف
من جهتها أكدت السيدة مليكة أرزة فيغا زوجة السفير الاسباني في صنعاء إن المرأة اليمنية غنية عن التعريف وتاريخها القديم يشفع لها وليست بحاجة إلى دعوات تحضر وتمكين فقد تمكنت من القيادة والحكم في سالف الزمان فحكمت وسادت وقادت وصار المجتمع بأكمله يكنّ لها آيات التبجيل والتقدير.
مشيرة إلى أن العالم أخذ من حضارة اليمن القديمة حضارة الملكة بلقيس والملكة أروى، وغيرها الكثير بحسب ما دونته كتب التاريخ.
واضافت ان المرأة اليمنية متميزة وتاريخها الثقافي والحضاري جعلها أكثر وعياً وتميزاً.
كما أشادت أرزة فيغا بالمبادرة اليمنية المتمثلة بالكوتا النسائية 15٪ وقالت انها ممتازة والمرأة اليمنية تستحق أكثر من ذلك واعتبرت هذه المبادرة بادرة طيبة.
واقع مختلف
أما السيدة رجاء التهامي زوجة السفير المغربي بصنعاء فقالت :
كنت اسمع عن المرأة اليمنية أنها مهمشة اجتماعياً وسياسياً وثقافياً إلا انه عند مجيئي صنعاء وجدت واقعاً غير ما كان مرسوماً في ذهني.
وأردفت قائلة : صحيح انه لأول وهلة ينظر فيها المرء لامرأة يمنية وهي بزيها التقليدي (الحجاب) يقول هذه فعلاً مهمشة لا تفقه شيئاً إلا أن من يقترب ويدقق يجد شيئاً مختلفاً، فكل مقومات الشخصية والثقافة والإبداع وجدته في المرأة اليمنية.
وجدت إن لديها مهمة ورسالة ويجب عليها إن تؤديها بإتقان ونضال، وحتماً ستصل إلى مبتغاها دون أية فرقعات إعلامية أو ضجيج فارغ من محتواه.
وأضافت : انه بالفعل وصلت المرأة اليمنية إلى مبتغاها فصارت الوزيرة والنائبة والمستشارة والسفيرة وغير ذلك، حتى إن الدستور اليمني- بحسب معرفتي- لم يحجب عنها الحق في الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية.. وأجزم أن وضع المرأة اليمنية أحسن حالاً من وضع أية امرأة حتى في البلدان التي تدعي الديمقراطية.
وأوضحت ان الكوتا النسائية مهمة لكن يجب ألا تقتصر على حزب معين كما هي مبادرة الحزب الحاكم في اليمن، وعلى الأحزاب الأخرى أن تحدد كوتا نسائية بحيث تكون متواجدة سواء على سبيل التمثيل في مجالس النواب أو الشورى أو المحليات أو على صعيد التنظيم أو الحزب نفسه.
بادرة حسنة
السيدة بثينة أحمد أبو زيد زوجة السفير السوداني بصنعاء كانت لها وجهة نظر شبه مختلفة من حيث وضع المرأة العربية ككل بما فيها اليمنية والسودانية وقالت: ان المرأة اليمنية مثلها مثل المرأة السودانية لا يوجد تقدم أو نماء في حياتهن العملية.
مشيرة إلى أن هناك ضغوطاً على المرأة وحصرت في زاوية معينة، ما جعل وضع المرأة قاصراً في جميع الحالات.
وتعزو السيدة بثينة ذلك إلى هيمنة الرجل، والظروف المجتمعية التي لا تخلو من التفكير الذكوري الذي ينظر إلى المرأة على انها قاصرة وليست نداً لأخيها الرجل في تحمل المسئوليات العظام.
وقالت على الرغم من ذلك فالمرأة السودانية وكذلك اليمنية ناضلت وكافحت في سبيل إقناع المجتمع بقدرتها على القيادة والحكم والمساهمة في صناعة القرار حيث نسمع الآن عن وجود وزيرات ونائبات وسفيرات وهذه بادرة حسنة إلا انه لابد من تعزيز مكانة المرأة بالكوتا النسائية.. هذه المبادرة التي قدمتها اليمن ممثلة بالحزب الحاكم فيها للنساء اليمنيات على طبق من ذهب وعليهن أن يناضلن من أجل تحقيقها ويطالبن برفع هذه النسبة مستقبلاً.
|