المؤتمرنت - البيان - حكومة لبنانية برئاسة الحريري وتضم جنبلاط وجعجع وعون ينتخب البرلمان اللبناني غداً العماد ميشال سليمان رئيساً للبلاد، الذي تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري حسني مبارك، في موازاة ذلك ارتفعت حدة التأكيدات على تسلم رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري رئاسة الحكومة، كما كشف عن بعض أسماء التوليفة الحكومية الجديدة، التي ستأتي بكافة الأطياف المتصارعة.
من جهته حذر حزب الله في ذكرى تحرير جنوب لبنان من مؤامرة إسرائيلية توسعية، وعلى صعيد متصل أعلن الاتحاد الأوروبي عن مشاركة الممثل الأعلى للسياسات الأوروبية خافيير سولان في جلسة انتخاب سليمان، منا سيشارك وزير الخارجية الفرنسي ربنار كوشنير، الذي اعتبر أن اتفاق الدوحة لم يصل إلى المشاكل التي «في العمق».
وأكد أمين عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب اللبناني بلال شرارة لـ «البيان» استنفار كل أجهزة المجلس التقنية واللوجستية لإنجاز الاستحقاق على أكمل وجه، وأشار إلى أن كل التحضيرات انتهت حيث تم تجهيز القاعة العامة التي ستجري فيها عملية الاقتراع، كما تم تثبيت صندوق الاقتراع في أحد الأركان ووضعت المظاريف المخصصة لهذه العملية .
كما جرى تحديد وفرز مقاعد الضيوف المحليين والخارجيين بعد أن أشرفت الأمانة العامة للمجلس مباشرة على توزيع المهام وتحضير الدعوات الرسمية، ولفت إلى أن جلسة الانتخاب ستفتتح بالنشيد الوطني تليها عملية الاقتراع.
ومن ثم كلمة لرئيس مجلس النواب نبيه بري يدعو فيها الرئيس لأداء قسم اليمين الدستوري، بعدها يستأنف الرئيس المنتخب الاستشارات النيابية الملزمة التي ينص عليها الدستور لتكليف شخصية سنية ترشحها الأكثرية تتولى رئاسة الحكومة. وفيما بات شبه مؤكد إجماع النواب على ترشيح رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري لتولي رئاسة الحكومة، فإن أسماء الوزراء لا تزال موضع تساؤل.
وفي هذا الإطار أكد مسؤول سياسي رفيع ل«البيان» اتفاق كل فريق على تسمية وزرائه على أن تضم الحكومة الجديدة الأقطاب السياسيين على اعتبار أنها ستلعب دوراً أساسياً ومهماً كونها ستكون حكومة حوار تؤسس لمعالجة الملفات العالقة والكثير من القضايا التي تنتظرها.
ولفت إلى أن الحقائب السيادية ستعطى لوزراء محسوبين على رئيس الجمهورية كالداخلية والدفاع والخارجية والمالية والعدلية، وسيكون هناك وزراء دولة دون حقائب نظراً لوجود 23 حقيبة فقط في حين نص اتفاق الدوحة على حكومة بثلاثين وزيراً، ورجح حدوث تغييرات طفيفة على أسماء الوزراء.
إذ يتوقع أن تتألف الأسماء المطروحة على مستوى الطائفة السنية من سعد الحريري وبهيج طبارة ومحمد الصفدي ومحمد قباني ومحمد السماك وآخرين من تيار «المستقبل»، وستعطى المعارضة مقعداً وزارياً سنياً يتوقع أن يحتله الرئيس عمر كرامي أو أسامة سعد أو عبدالرحمن البزري.
وعلى المستوى الشيعي فالأسماء المقترحة هي محمد رعد ومحمد فنيش أو عباس هاشم من كتلة «التيار الوطني الحر» وعلي حسن خليل مساعد الرئيس بري ومحمد خليفة، على أن تعطى الموالاة مقعدا وزاريا شيعيا قد يخصص لغازي يوسف أو باسم السبع.
وسيمثل الموارنة الرئيس أمين الجميل وميشال عون وسمير جعجع وسليمان فرنجية وبطرس حرب، وعن الأرثوذكس غسان تويني وميشال المر والياس المر، أما عن الكاثوليك فسيسمى إيلي سكاف ميشال المر ونعمة طعمة، وعن الدروز وليد جنبلاط وطلال إرسلان وغازي العريضي، وأخيرا عن الأرمن سيكون أحدهم ممثلا لحزب «الطاشناق» وآخر هو أحد النواب الأرمن من كتلة «الحريري».
في غضون ذلك، دعا سليمان إلى الوحدة الوطنية وقال في حديث لصحيفة «السفير» اللبنانية «أنا وحدي لا استطيع انقاذ البلد. هذه مهمة الجميع» وأضاف ان «الأمن ليس بالعضلات بل بالإرادة السياسية المشتركة» ومضى يقول «علينا أن نحصن أنفسنا أمنياً وسياسياً بالوحدة الداخلية». وسيرأس الرئيس الجديد المحادثات بين المتنافسين بشأن قضايا تشكل جوهر الصراع من بينها أسلحة حزب الله.
وفي وقت سابق، أجرى الرئيس المصري مبارك اتصالاً هاتفياً بسليمان، وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية ان مبارك عبر خلال الاتصال، عن ترحيبه ببوادر «انفراج الأزمة اللبنانية، وتطلع مصر وشعبها لكل ما يحقق أمن واستقرار لبنان الشقيق».
إلى ذلك، وصف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اتفاق الدوحة بأنه «انجاز مهم»، متوقعاً تجاوز المشاكل في موضوع تأليف الحكومة المقبلة، وقال قاسم في حديث إذاعي ان اتفاق الدوحة «انجاز مهم للبنانيين جميعاً، ومحطة أساسية طوت مرحلة صعبة ومعقدة استمرت أكثر من عام ونصف العام».
وأضاف انه «اتفاق بين أطراف لم يكونوا يجدون قواسم مشتركة كافية، فوجدوا انه خلال أيام استطاعوا ان يحققوا هذه القواسم المشتركة التي كنا نتمنى ان نحققها قبل سنة». وحذر قاسم في ذكرى تحرير الجنوب من أن لبنان أمام مشروع إسرائيلي توسعي خطير وقال «لا يجوز أن نتعامل مع هذا المشروع (الإسرائيلي) على أنه انتهى.
نعم سُددت له ضربات وضربات قاسية، ولكن علينا أن نواصل العمل والجهاد لأن المطلوب كثير والمؤامرة كبيرة جداً». على الصعيد الدولي أعلن الاتحاد الأوروبي في بيان «ان الاتحاد سيتمثل في جلسة انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية، بالممثل الأعلى للسياسة الخارجية خافيير سولانا وبرئيس بعثة المفوضية الأوروبية في لبنان السفير باتريك لوران.
كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان الوزير برنار كوشنير سيتوجه إلى بيروت الأحد لحضور مراسم انتخاب الرئيس اللبناني الجديد. وقالت الناطقة باسم الخارجية باسكال اندرياني ان «كوشنير سيكون في بيروت الأحد لحضور انتخاب الرئيس، بدعوة من رئيس مجلس النواب» نبيه بري.
ورأى كوشنير ان اتفاق الدوحة «يسير في الاتجاه الصحيح»، معتبراً في الوقت نفسه انه« لم تتم تسوية أي شيء في العمق». وقال كوشنير في مؤتمر صحافي من القدس المحتلة «ربما كان من الأفضل التوصل إلى هذا الاتفاق دون سيطرة حزب الله على نصف بيروت لاسماع صوته» مستدركا «غير انه من الأفضل ان يكون هناك رئيس وتتشكل حكومة» يمكن ان تعمل.
السنيورة يعود إلى وسط بيروت التجاري، حيث جلس مع عائلته لأول مرة في مقهى في ساحة الاعتصام الأشهر في الوطن العربي بعد أن انسحبت المعارضة وأعيد افتتاح معظم المطاعم والمقاهي
|