المؤتمرنت - مبرمجون يواجهون تحديات سرقة بيانات الحاسوب ابتكرت إحدى شركات البرمجيات السويسرية نظاما جديدا لصيانة المعلومات المخزنة على الحاسوب المحمول، قالت إنه الأول من نوعه في العالم و"الذي يتمكن من تشفير كل قطاع على القرص الصلب بشكل منفصل عن الآخر".
يكتسب هذا الابتكار أهمية من نوع خاص في ضوء التفوق المستمر لتقنيات الحاسوب المحمول من ناحية السرعة وسعة التخزين والاتصال مع شبكة الإنترنت, حتى أصبح أشبه بمكتب متنقل لا يمكن للكثيرين الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال.
هذا التطور الهام والانتشار السريع واكبته مشكلة الحفاظ على تلك البيانات من الوقوع في أياد غير أمينة, لا سيما أن حوادث سرقة الحاسوب المحمول باتت متكررة.
شفرة خاصة
وطبقا للابتكار يمكن لصاحب الحاسوب أن "يمحو كافة البيانات المتواجدة على القرص الصلب بشفرة خاصة إذا أرغمه أحد على تشغيله لسرقة بياناته".
وفي هذا الصدد يؤكد استشاري أمن المعلومات لدى الشركة المنتجة ألبرخت ينس على أن نسبة كبيرة من جرائم سرقات الحاسوب تستهدف في المقام الأول المعلومات التي عليه، خاصة تلك التي تخص المؤسسات المصرفية والمالية والشركات الصناعية الكبرى ومعاهد البحث العلمي وكذلك مجالات الأمن العسكري والسياسي.
وأشار في حديثه مع الجزيرة نت إلى أن الضحايا لا يعلنون في أغلب الأحيان عن تلك المشكلات خشية تضرر صورتهم أمام الرأي العام، حيث يؤثرون الإفصاح عن سرقة تلك البيانات على مصداقيتهم بشكل كبير، سيما أنها في مجالات حساسة للغاية.
سباق مع اللصوص
ويقول ينس إن خبراء أمن المعلومات يواجهون صعوبات جمة، فقد أصبح التحايل لمعرفة كلمة سر تشغيل أجهزة الحاسوب سهلا للغاية باستخدام بعض البرامج المتداولة في منتديات الإنترنت.
ولذا يتوجه الخبراء إلى عمليات تشفير على مراحل مختلفة تعتمد كل واحدة منها على ما قبلها وتمهد لما بعدها وصولا إلى البيانات الهامة.
فأولى تلك المراحل –حسب ينس– تكون عادة كلمة سر دخول الحاسوب للتشغيل، ثم شفرة أخرى لتحميل نظام التشغيل، يليها تشفير بعض البيانات والوثائق الموجودة على شكل نصوص مراسلات أو جداول أو قواعد بيانات.
لكن كل تلك الخطوات –وفقا لرأي خبراء أمن المعلومات- لم تعد كافية لضمان سرية البيانات، فكان الجديد الذي ابتكره مبرمجو الشركة السويسرية هو تشفير كل وحدة من وحدات القرص الصلب وحدها، ما يجعل فك الشفرة أمرا معقدا للغاية إن لم يكن مستحيلا.
وبهذه الطريقة يصعب التعامل مع القرص الصلب حتى إذا تم استخدامه في أجهزة أخرى مختلفة إذا حاول اللص الالتفاف حول شفرة الدخول إلى النظام.
تدمير ذاتي
ولنتخيل أن موظفا مهما أجبرته إحدى العصابات تحت التهديد على البوح بسر شفرة الحاسوب المحمول -إذ لا يمكنه ادعاء نسيانها- وبدلا من كتابة كلمة السر الحقيقية يعطي كودا معينا يقوم الحاسوب بموجبه بمحو جميع البيانات المتواجدة عليه، ومن ثم يمكن تشغيل الجهاز للإفلات من التهديد ولكن بعدما تكون بياناته قد تم مسحها بالكامل، ولا يتبقى سوى نظام التشغيل العادي.
ويمكن تطوير هذا البرنامج لتؤدي محاولات فك الشفرة أو كلمة السر إلى عملية تدمير ذاتي للمعلومات، بعد عدد محدد من مرات تجربة الدخول الفاشلة فلا يتمكن سارق الحاسوب من العثور على أي شيء.
كما ابتكرت نفس الشركة نظاما لتأمين حفظ البيانات على شرائح التخزين التي أصبحت أصغر حجما وتسع كما كبيرا من الميغابايت، فابتكر خبراؤها شريحة إضافية تتم برمجتها بحيث تواجه عمليات اختراق ذاكرة التخزين التي يمكن التسلل عبرها إلى الحاسوب أيضا.
المصدر: الجزيرة
|