أ . عمر عبرين * -
شخصنة الانتماء
بالنظر إلى الأحداث السياسية التي تشهدها بعض الأقطار العربية ( دون تسميتها ) والتي وصلت في كثير من الأحيان إلى مرحلة الصدام المسلح في إطار الدولة الواحدة ، نجد أن أسباب حدوث مجملها تعود إلى مايسمى ( بشخصنة الانتماء ) المتمثل في الانقياد الأعمى لأوامر وتوجيهات شخصية ما أو جماعه بعينها ، دون النظر فيما اذا كانت تلك الأوامر والتوجيهات ستفضي إلى نتائج وخيمة قد تحرق الأخضر واليابس ، وتضر بطبيعة الحال الجميع دون استثناء ، في الوقت الذي ينبغي فيه تغليب المصلحة العامة للوطن الواحد ، والتي نعني بها بالطبع الاستقرار السياسي الذي يؤدي حتما إلى الانتعاش الاقتصادي للجميع أيضا .
أما على الصعيد المحلي فإننا نجد أنفسنا أمام تحد جديد لمخاطر شخصنة الانتماء ، والذي يجسده مايسمى بالحوثيين ، وهي تسمية يغلب عليها القصور في العقل والمنطق قبل الدين .
فالله سبحانه وتعالى المتصرف فينا كبشر ، لم يحصر انتمائنا له بالتسمية ، وإنما سمانا المسلمون والمؤمنون ، وكذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اّله وسلم ، والاهم من ذلك أن الله ورسوله لم يأمرانا القيام بأعمال أو الابتعاد عن أشياء إلا لما فيه مصلحة الجميع .
فهل حالة الشتات في الجبال التي يعيشها أفراد مايسمون بالحوثيين وابتعادهم عن أسرهم ومقارعتهم للإجماع الوطني ، فيه مصلحة او فائدة تذكر ، وهل الهدف الذي من اجله يحاربون الدولة ، ويهددون امن الملايين من الناس ، ويزعزعون استقرار البلاد ، ويرهقون اقتصاد الوطن بما يعود بالضرر على اليمنيين كافه دون ( استثنائهم ) يستحق كل ذلك .
مطلوب منهم وقفة تأمل ، واعتماد العقل والمنطق قبل البندقية ، والنظر حولهم في عدد من يعتنقون الفكر الحوثي ، ومقارنته بعدد من يخالفونهم ، ومن ثم العودة إلى حديث سيد الخلق محمد صلى الله عليه وعلى اّله وسلم الذي ننتمي إليه جميعنا والقائل " لاتجتمع أمتي على ضلاله ".
• مدرس بكلية الإعلام - جامعة صنعاء
باحث بمرحلة الدكتوراه – جامعة القاهرة
[email protected]