المؤتمرنت - وكالات - وكالة إيرانية جعجع سيغتال السنيورة قبل 2009 توقعت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية المكلّف فؤاد السنيورة، بهدف "استغلال دمه في الانتخابات النيابية المقبلة" في 2009.
ونقلت الوكالة عمن وصفتهم بـ"مراقبين للشأن اللبناني"، أن تسمية الغالبية النيابية في لبنان للسنيورة لترؤس الحكومة الأولى بعهد الرئيس ميشال سليمان، "ليس فيه أية حكمة، إلا نبوءة (قائد القوات اللبنانية) سمير جعجع باغتياله، وربما أرادوا استغلال دمه في الانتخابات القادمة".
الوكالة -على لسان "المراقبين"- أن جعجع، "الذي كان استغل سابقاً دم الشهيد رفيق الحريري (..) اختار الآن السنيورة لكي يعمل ما يحلم به، وهو اغتيال ثم استغلال دم المغدور"، وفق ما قالت الوكالة الخميس 29-5-2008.
واعتبر "المراقبون" أن "المايسترو الأمريكي الذي يخطط ويضع قوانين اللعبة، لم يحرك أساطيله لحماية السنيورة إبان الحركة التأديبية التي قامت بها المعارضة مؤخرا؛ بل أرادت التضحية به لكي يكون هناك سبب للتدخل العسكري، وبالتالي التواجد عسكرياً في لبنان".
ردّ القوات
وفي ردّ على ما أوردته الوكالة الإيرانية، اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النيابية أنطوان زهرا أن للخبر شقين، أمني وسياسي، وفق ما نقلت صحيفة "المستقبل" اللبنانية الجمعة 30-5-2008.
وفصّل: "الشق الأمني يؤكد حذرنا، وأدعو السنيورة لأخذ حذره واحتياطه (...)". أما سياسياً، فاعتبر زهرا "أنهم اضطروا إلى الانتقال إلى المظلة الرئيسة، ومصدر القرار ليسوّق هو الاتهامات، ومعروف أن هذه الوكالة مشكلتها فقط اختراع مبررات لعمليات أمنية تكون جماعاتهم مستعدة للقيام بها. ونحن طبعاً سنضع هذا في عهدة القضاء، وربما ليس فقط القضاء اللبناني بل أيضاً الدولي".
وتابع زهرا "في السياسة نقول إن هذه الجماعة لا تعترف بالآخر، ومجرد أن جعجع يدلّ على خطر ولاية الفقيه يصبح منبوذاً منهم". وسأل "فكيف إذن يعطي الولي الفقيه الأوامر من خارج الحدود الإيرانية؟ فلينتظر الناس ما يمكن أن يتولد عن هذه النظرية".
.. وتوضيح الوكالة
وبعد يومين كاملين من بث الخبر، أصدرت وكالة أنباء "فارس" إيضاحاً حول توقعها اغتيال السنيورة، مؤكدة أنه "تصريح لمراقب سياسي لبناني أدلي به لوكالتنا وطلب عدم الكشف عن هويته". وأضافت "يبدو أن البعض حاول الإفادة من هذا الخبر، أو تفسيره، بشكل سلبي. ما استدعي الإشارة إلي أن هذا الخبر عبارة عن تصريح أدلى مراقب سياسي لبناني لوكالة "فارس" عبر الهاتف، وليس لقناة المنار (التابعة لحزب الله)، وأن "فارس" تحتفظ بالتسجيل الصوتي لهذا الحوار.
وأضافت الوكالة أنها "نقلت تصريح المراقب السياسي، ولا يعني أنها تتبناه"، مؤكدة أنها "تأمل أن يفيد الأشقاء اللبنانيون، وليس الفرقاء كما يحلو للبعض تسميتهم، أن يفيدوا جميعا من الاتفاق التاريخي الذي تحقق في الدوحة، لتحقيق الوئام والاستقرار في البلد الشقيق لبنان".
ما هي "فارس"؟
على صعيد متصل، كشف الصحافي رضا نعيمي، الذي التحق للعمل بوكالة فارس الإيرانية بعد أسابيع من تأسيسها، أن هيئة التحرير في الوكالة لم تكن تضم صحافيين أو مراسلين، "بل إن 4 من أعضائها كانوا من عناصر وزارة الاستخبارات، فيما الخامس كان ضابطاً في الحرس الثوري"، وفق ما قال لصحيفة "الشرق الأوسط" الجمعة.
وأوضح النعيمي، الذي يقيم حالياً في السويد، أن الوكالة تبث أخباراً ملفقة بشكل يومي عن لبنان والعراق. وحول الخبر الذي بثته الوكالة الخميس تحت عنوان "إعادة تسمية السنيورة مقدمة لاغتياله واستغلال دمه في الانتخابات"، أوضح النعيمي أن "المراقبين الذين تتحدث عنهم الوكالة هم خبراء معاونية الشؤون السياسية بوزارة الاستخبارات، الذين يعرفون جيداً أبعاد الخطط التي درستها الوزارة، وخاصة فيما يتعلق بشخصيات ذات تأثير ونفوذ كبير في لبنان وفي مقدمتها سعد الحريري ووليد جنبلاط وفؤاد السنيورة وسمير جعجع".
وأكد الصحافي أن الوكالة "تشير عادة في تقاريرها إلى مراقبين أو مصادر عليمة أو محللين، بينما المراقب والمصدر والمحلل الوحيد الذي تراجعه الوكالة لبث أخبار وتقارير أحياناً غريبة ومثيرة، هو مسؤول رفيع بوزارة الاستخبارات الذي يعمل لديه عدد من الكتاب والخبراء في شؤون مختلف مناطق العالم".
وتجدر الإشارة إلى أن الوكالة المذكورة تم تأسيسها في عهد الرئيس محمد خاتمي من قبل استخبارات السلطة القضائية، بهدف نشر أخبار القضاء، لكنها سرعان ما تحولت إلى قاعدة إعلامية ضخمة ضد خاتمي والإصلاحيين.
|