إنه أمر طبيعي أن تلقى دعوة رئيس الجمهورية إلى الحلق الذاتي للرؤوس المتشعثة بالشمولية، كل تلك الأصداء الإعلامية التي صدعت بها وسائل عالمية، واهتزت لها أقلام ثقيلة الوزن بالثناء، والإعجاب. ففي شرقنا الموبوء بـ"الأنا، والطوفان" ليس بمستطاع سمع المرء استقبال خطاب عقلاني يطلقه زعيم. إن معظم النكبات، والكوارث السياسية، والطائفية، والعرقية في بلدان العالم الثالث تكمن ثغرة انطلاقتها الأولى في عقلية زعيم يختزل الوطن في شخصه، وهو على استعداد مطلق لتقبل رائحة احتراق بلاده، لكنه غير مستعد لرؤية طابور من المواطنين يصطفون لاختيار ممثل لهم حتى في سلطة إقليمية غير فاعلة.
ولكن على خلاف جل نظرائه ظل الرئيس علي عبدالله صالح صمام أمان بلاده. وبذكائه المتقد ونظرته المستشرفة آفاق المتغير جنب شعبه الشدائد الثقيلة.
اليوم يقدم الرئيس علي عبدالله صالح خلاصة تجربة إلى من لا يزالون ينامون مع الدكتاتورية، والفساد السياسي على فراش واحد.
احلقوا رؤوسكم طواعية، قبل أن يهتز فوقها المقص الهائج!.
ولاشك أن في النصيحة اليمنية الكثير من العبر التي تستدعي التأمل بإمعان، بعيداً عن الفهم النائي عنها.
وبالنسبة إلى اليمنيين فإن الرأس أصبح مشذباً، وجميلاً من قبل أن تبدأ حملة الحلاقة القسرية.
النصيحة المقدمة إلى الزعماء الشعث هي بيدي، لا بيد عمر، وبحيث لا يتم تزيين الرأس بباروكة مستوردة تخفي ما تحتها من بشاعات؛ فالزيف سيسقط يوماً.
|