الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:20 ص
ابحث ابحث عن:
ثقافة
الأربعاء, 22-يناير-2003
حسن اللوزي -
وللمسرح أحزانه أيضاً
ليس حزن المسرح وحده هو حزن الثقافة اليمنية بأسرها.. لأن الثقافة بشخوصها وفيوضها كالجسد الواحد الذي تتداعى أعضاؤه بالآلام كلها إذا خمد أوار مشكاة واحدة منها.. ولا أقول إذا تهاوى نجم من نجومها الحيّة أو تداعى ركن عتيد من أركان بنائها الصامد أمام عاتيات الزمن!!

غير أن الألم الكبير والخسران المباشر هو وبمقتضى التخصص.. حزن للمسرح والمسرحيين لأنني على الأقل عرفته هكذا فناناً مسرحياً كبيراً ككاتب مسرحي.. وناقد فني متمكن وكمخرج مسرحي.. كان محباً للإبداع الفني متفانياً في العطاء فيه أشد مايكون الإيمان بقضية المسرح كحاجة جوهرية لصنع ثقافة يمنية عصرية يكون لها حضورها المثمر في التنمية الثقافية وصقل وبناء الشخصية الوطنية السوية وتغذية الروح بالقيم الروحية والمعالجات الشخصية الناجعة والعميقة الآثار ولو بعد حين فضلاً عن إشباع المسرح لنهم الوجدان الوطني إلى الحكاية والتمسرح والتمرئي في سطوع الاضواء واشتعال الظلال على خشبة المسرح.. والتعلم في الجامعة المتاحة لكل ابناء الشعب- بإعتبار ان المسرح جامعة الشعب!!



لاشك يدرك القارىء المتابع انني اتحدث عن رحيل المغفور له بإذن الله تعالى الأستاذ احمد سعيد الريدي مدير عام الثقافة بمحافظةعدن.. فهو واحد من كبار المبدعين الذين قدموا تجربة خاصةواضافة هامة للمسرح اليمني وقد عرفته في خضم العمل بعد ان تولى مسؤولية قطاع المسرح في المؤسسة العامة للمسرح والسينما كمديرعام مساعد للمسرح عقب قيام دولة الوحدة المباركة.. وبصورة أقرب عندما كنا نرتب ونعد للمهرجان الأول للمسرح وقدمت وشاركت فيه أكثر من خمسة عشرة مسرحية من كافة محافظات الجمهورية بحضور عدد من المتخصصين والنقاد العرب..

كان رحمه الله في ذروة الحماس وقمة النشاط ليس لأنه سيشارك بواحدة من المسرحيات التي أخرجها وهي مسرحية «إدارة شؤون الزير» للمسرحي الكبير المرحوم محمد صالح الشاعر وليس كمسؤول في هذا القطاع وإنما أولاً كمحب للمسرح ومؤمن برسالة المسرح الإنسانية والثقافية والإبداعية العالية وبفضل جهوده وجهود جميع المخلصين لقضية المسرح تحقق النجاح المطلوب في الحدود التي بعثت على الابتهاج وتعزيز قوة الأمل في إمكانية قيام نهضة مسرحية يمنية ومسرح دائم ومتطور كما كان شعار المهرجان من اجل ذلك بذل جهداً مميزاً ككاتب شهد له تأريخ المسرح في بلادنا..وهو قيامه بإعداد كتاب مهم أصدرته الوزارة المعنية في حينه عن المهرجان الأول للمسرح اليمني ومثل الإصدار الوثائقي الأول الذي يحتوي على كافة التفاصيل الهامة للمهرجان ولمحتوى الندوات النقدية بما يمكن كل مسرحي ومهتم وكل ناقد ودارس للمسرح ان يجد مادة علمية ثرية عن تلك المحطة الثقافية التي كان يأمل الجميع أن تكون بوتقة الانطلاقه لحركة مسرحيه حيّة وفاعلة يتعاضد معها نمو وفعل الإبداع الثقافي والفني في كافة حقوله وميادينه كما لا انسى انه كان من كوكبة المثقفين الساعين لإنشاء الجمعية الوطنية للمسرح اليمني تلبية لإحساس سائد في حينه ملخصه ان الدور الأهلي والشعبي يمكن ان يكون المنقذ وان يكون المحفز لعطاء أفضل للحركة المسرحية..والثقافية بشكل عام!!

لانملك إلا إن نسأل للراحل الذي ترجل ساحة الثقافة وخشبة المسرح مبكراً الرحمة والمغفرة وإن يسكنه الله فسيح جناته ..ولاشك أنه سيبقى حياً بإبداعه الحي وعطائه المتميز ولابد ان تتجلى احلامه كلما رفع الستار عن خشبة المسرح ليتواصل العطاء وتزهر الحياة.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر